أعلنت إدارة الإتصال بمعهد السمعي البصري بفرنسا عن ميلاد موقع«الماد مام» (منذ يوم أمس 12 أكتوبر الجاري) الذي يمكن زيارته على الموقع التاليwww. medmem.eu وقد تم الإعلان عن الخبر كمن كان يزف البشرى لجميع البلدان المتوسطية. حيث هنأت مختلف الأطراف المساهمة في المشروع نفسها بالمولود الجديد. الموقع هو عبارة عن مكتبة سمعية بصرية ضخمة على الواب تقدم خدمات مهمة للزائرين للتعرف على تراث المتوسط في مجالات عديدة وخاصة منها التراث الثقافي والقواسم المشتركة بين بلدان المتوسط. يضم الموقع أكثر من أربعة آلاف وثيقة سمعية بصرية مرشحة للزيادة ومتوفرة بثلاث لغات هي العربية والفرنسية والإنقليزية. ويشترك في المشروع الذي يساهم الإتحاد الأوروبي في تمويله وذلك في إطار برنامج التراث الأوروبي المتوسطي 4 الذي يتواصل منذ 2008 إلى 2012 عدد من المحطات التلفزيونية المتوسطية(14) وثلاث هيئات مهنية كما تم تشريك عدد هام من الاساتذة والباحثين في المشروع الذي يهدف وفق ما أكده المدير التنفيذي للمعهد السمعي البصري بفرنسا ورئيس المؤتمر الدائم للوسائل السمعية البصرية في حوض البحر الأبيض المتوسط «الكوبيام» إلى تقريب وجهات النظر بين دول المتوسط وبين شعوبه. وكان مشروع «الماد مام»أو الذاكرة السمعية البصرية الأورو-متوسطية قد أطلق خلال المؤتمر الدائم المذكور منذ فترة ولاقى القبول الحسن من الشركاء ومن بينها بلادنا تونس. ويتوجه البرنامج إلى مختلف أنواع الجماهير من طلبة وباحثين ومهتمين بتاريخ منطقة المتوسط والساعين إلى فهم العلاقات التاريخية التي تربط بين شعوب المتوسط وهي بطبيعة الحال وإن لم تكن دائما هادئة فإنها متواصلة وعضوية في كثير من الأحيان. وتجدر الإشارة إلى أنه يعول كثيرا على المستوى الرسمي خاصة في الضفة الشمالية للحوض الغربي للمتوسط على إعادة اكتشاف تاريخ بلدان المتوسط وخاصة النقاط المشتركة بين بلدان ضفتي الحوض الغربي لتغليب كفة التصالح على التنافر. فالخارطة الجغرافية تضعنا أمام حقيقة من الصعب تجاهلها. المتوسط ينقسم اليوم إلى عالمين مختلفين فمن جهة نجد الضفة الجنوبية التي تعاني من الفقر والتخلف والتضخم في عدد السكان ومن جهة أخرى الضفة الشمالية التي تتكون من بلدان هي نسبيا إذا ما وضعنا جانبا المشاكل الإقتصادية التي ظهرت مؤخرا في كل من اسبانيا واليونان تعيش في رفاهية وتشهد تطورا في مختلف مجالات الحياة مما يجعل العلاقات مرشحة إذا ما استمرت الفوارق بين الضفتين إلى مزيد من التوتر والتعقد. ولا يمكن مثلا أن نتجاهل المشاكل الناجمة عن ذلك وعلى رأسها الهجرة اللاشرعية ومخاطرها على الجانبين وكذلك المشاكل الأمنية. وانطلاقا من نظرية أن بلدان المتوسط وإن فرّق بينها الإقتصادي والسياسي فإن الثقافي يمكن أن يكون عاملا مساهما في تهدئة الخواطر ويمكن أن يقرب بين الشعوب ويحسّس هذه الشعوب بضرورة التعاون والتضامن يعتقد أصحاب مشروع «الماد مام» أن هذا الأخير يمكن أن يقدم الإضافة في هذا المجال. يضم موقع»الماد مام» مثلما ذكرنا بالأعلى وثائق تعد بالآلاف ومن بينها وثائق قد تكون مثيرة نذكر منها مثلا زيارة تشيغيفارا إلى الجزائر سنة 1963 وبناء قنال السويس بمصر وغيرها. نقرة على رابط الموقع والوثائق المصورة والمسموعة تكون على ذمة الزائر وبالمجّان وفق ما أكده المشرفون على المشروع.