قالت نادية البجاوي إن تشجيع الفنان التشكيلي الكبير لهادي التركي لها وتقييمه الجيد لأعمالها منحها القوة لتغامر بعرض أعمالها في رواق "الحبيب بلال" تحت عنوان "عطور ونكهات افريقية" وذلك من 6 إلى 20 أكتوبر الحالي وبينت في هذا السياق أنها زارت الفنان الهادي التركي في بيته مع مجموعة من أعمالها فاعتبر ما أقدمت عليه وهي الفنانة العصامية خطوة جيدة مشيرا إلى أنها تملك الموهبة وقادرة على تطوير مهاراتها في هذا المجال الفني. وكشفت نادية البجاوي خلال لقائها مع "الصباح" أن قرارها بإقامة معارض فنية مكنها بالشعور بقيمة ذاتها وتمتعها بحرية الاختيار بعد أن كان الرسم مجرد هواية كما أقرت محدثتنا أنها رفضت دعم الجمعيات والمنح التي عرضت عليها وأنجزت المشروع بأكمله بمصادرها الذاتية. وعن اختيار موضوع "عطور ونكهات افريقية" كمحور لمعرضها الشخصي صرحت نادية البجاوي أن الشعور بالانتماء كان قويا عندها واعتبرت أن الفكرة يمكن استغلالها في مشروع فني وقامت بتطويعها في لوحاتها من خلال مجموعة من المشاهد عن الحياة الإفريقية على غرار "أوجاع صومالية" و"طوارق جزائرية" وغيرها من الأعمال أمّا في توثيقها الفني لمظاهر الحياة المحلية فأوردت نادية البجاوي لوحات عديدة عن المرأة التونسية في مختلف إطلالاتها التقليدية والحضرية والريفية منها "عشق ذات" و"العاصفة" و"أقحوانتي" ولم تغب الفنون عن لوحات "عطور ونكهات افريقية" فزين رواق "بلال" بأعمال نادية البجاوي عن الرقص والعزف الكلاسيكي في مشاهد بعضها واقعي وبعضها تجريدي. وبررت محدثتنا غياب روائح الثورة عن أعمالها الأولى للعموم بأن الثورة وما انعكس عنها هو ما نعيشه اليوم ومسألة إعادة صياغتها فنيا تحتاج لمسافة من الزمن لذلك فضلت في البداية تقديم لوحات تعبّر عن الانتماء التونسي الإفريقي. من جهة أخرى، لفتت محدثتنا انتباهنا لإحدى اللوحات التي وصفت انجازها بالأصعب لأنها حاولت صياغة لوحة للفنان العالمي "بيكاسو" انطلاقا من منظورها ورؤيتها الفنية الخاصة كما اعتبرت الفن إلى جانب الموهبة علما متجددا وبالتالي متابعة الأحدث في هذا المجال والتدرب على صقل مهاراتها هو تمرينها اليومي خصوصا وأن رغبتها في إثبات الذات في هذا المجال قوية وتحظى بدعم كبير من قبل العائلة وعدد من الفاعلين في وسط الفن التشكيلي ببلادنا.