انتقد عبد الوهاب معطر وزير التكوين المهني والتشغيل وعضو المكتب السياسي لحزب المؤتمر مبادرة قايد السبسي ووصفها ب"الانتهازية السياسية" مغلبا مكاسب ومنجزات الحكومة الحالية مقارنة بحكومة الباجي وما خلفته حسب رايه من "أزمات" و"مطبات" كاشفا حجم الفساد الموروث صلب الوزارات، ومنددا بالمعارضة التي تنتهج أساليب التشويش والتشويه والإرباك بدل نهج المعارضة البديلة. كما اتهم معطر الحكومة بالتقصير في المحاسبة ومقاومة الفساد وتكريس مقومات العدل الانتقالي فضلا عن بطء الأداء بفعل الإرباك وافتعال الأزمات.. كان ذلك خلال الاحتفالية التي نظمها حزب النهضة والمؤتمر بصفاقس نهاية الأسبوع الحالي إحياء لذكرى 23 أكتوبر باعتبارها مناسبة لأول انتخابات نزيهة وديمقراطية تضمن سيادة حقيقية للشعب. الحفل أشرف عليه وزير التكوين والتشغيل بصفته عضوا للمكتب السياسي لحزب المؤتمر، وفتحي العيادي رئيس مجلس الشورى لحركة النهضة ليلة الأحد المنقضي بإحدى القاعات الخاصة وغاب عنه ممثلو الشريك الثالث في "الترويكا" الحاكمة حزب التكتل من أجل العمل والحريات. تقنين مجالس حماية الثورة في معرض حديثه عن المخاطر التي تتهدد النسق الثوري اعتبر معطر أن الثورة التي أهداها الشعب لتونس لم تكتمل ولم تستوف استحقاقاتها الطليعية، محذرا من الانتكاسات نتيجة تربص ما اسماهم ب"المغرضين والمشككين"، داعيا من وصفهم ب"حماة الثورة" إلى التيقظ مثنيا على جهود رابطات حماية الثورة ومجالسها باعتبارها "الدرع الحقيقي للثورة". وأكد على ضرورة تقنين هذه الرابطات نفسها عبر تأشير عملها والعمل في كنف احترام القانون مع الحرص على ضبط النفس إزاء كل الاستفزازات وعدم الانجرار وراء الإثارة. وحفز معطر مسؤولي الرابطات والمجالس الثورية على تفعيل دورها في ترشيد الشعب وتعبئته واستقطابه في اتجاه إعادة هيكلة هذه المجالس ووظائفها الثورية حسب النسق السياسي وعبر تفعيل الأداء التنموي والاجتماعي لهذه المجالس كقوى مدنية ثورية.. لا اعتراف بنداء تونس.. عن سؤال "الصباح" حول الموقف من تحركات حزب نداء تونس وحجمها في مستقبل العمل السياسي الوطني رفض الوزير معطر النطق بهذا الاسم معتبرا أنه لا يعترف بهذا التنظيم السياسي.. وقال إن فكرة "نداء الوطن تونس" إنما هي في الحقيقة مبادرة تاريخية تزعمها مناضلون خلص في آكس سان برفانس الفرنسية سنة 2003 بمبادرة من قيادات حزب المؤتمر والحزب الديمقراطي التقدمي وحركة النهضة التي تشارك في أول تحرك مشترك مع القوى الوطنية آنذاك.. ويعتقد معطر أن الحكومة نجحت في تخطيط وبرمجة مشاريع إنمائية رائدة بفضل ميزانية تاريخية لكن القوانين الموروثة والبيئة التي اشتغلت في ظلها جعلت أداء الحكومة فيما يرى بطيئا علاوة عن حالة التمرد والتلكؤ والتهاون لدى بعض الأعوان والموظفين بالوزارات والهياكل الجهوية الممثلة لها.. وقال:"اليوم نعاني من نقص فادح في اليد العاملة المختصة ب120 ألفا في القطاعات الصناعية والحرفية والفلاحية" وتساءل عن إمكانية الاستنجاد بالعمالة الإفريقية في جني الصابة القياسية علاوة على الجيش في ظل ثقافة التقاعس والاتكال التي كرستها ممارسات وعقليات مثل التعاطي السلبي مع منحة أمل للمعطلين من حاملي الشهادات العليا التي جعلت الشباب يرضى بعطالته. وقدم الوزير رؤية في استغلال هذه المنحة كحافز تكويني تكميلي بالمؤسسات والمراكز التأهيلية والتكوينية تيسيرا للاندماج في سوق الشغل بدل استغلالها السلبي كمنحة بطالة دائمة. وكشف معطر في هذا الصدد أن في جعبة الحكومة الحالية 94 ألف فرصة تشغيلية فعلية خلال السداسي الثاني في شتى القطاعات وهي أرقام لم تتحقق حتى في قمة الانتعاش التنموي بالبلاد.وندد الوزير بالفساد الإداري لوزارته التي تتحمل أهم استحقاق ثوري وحمل السياسيات السابقة للوزارة مسؤولية تعميق أزمة البطالة.