بقلم: د.خالد الطراولي - فتحت باب الأخوة، فناداني، فتحت باب الوطن فرحب بي، فتحت باب الدين فسمعت هاتفا "إنما المؤمنون أخوة"، فتحت باب القيم والأخلاق فقيل لي قد عرفت فالزم... مئات من السلفيين في السجون والاعلام لم يلتفت إليهم لحظة ولا إلى أسرهم في أيام عيد وبعد ثورة مباركة... لا السلطة تحدثت عنهم ولا المعارضة، منسيون في أرضهم وفي وطنهم وكأنهم أعجاز نخل مرمية على الرصيف، وزارة العدل تهيئ تطبيق قانون ارهاب قدمه الرئيس السابق لسحق معارضيه، ونفس أعضاء السلطة التاعوا بتنزيله وقاوموه أيام معارضتهم... ولا المعارضة تحدثت عنهم إلا لماما تداخلت لدى بعضهم أصناف من الشماتة والانتصار واللامبالاة، على أنغام حزينة من اختلاف المرجعيات، والمعارضة ليست معذورة من هذه الزاوية فالسياسة عدل كلها، وكما تدين تدان، فعصابات التجمع إدارة وسياسة قد نالوا ولا يزالون من هذا الوطن، وكنا نتمنى من هذا الصنف من المعارضة أن تقف في نفس المسافة من الجميع! العلوية للقانون، ولكن يجب الاسراع في تنفيذه وعدم التلكؤ أو التردد أو الانتظار...لا يجب أن يكون القانون ملاذا أخيرا أو مناورة أو تصفية حسابات... العنف مردود مردود مردود، سواء رفعه سلفي أو غيرسلفي، ومن اعتلى هذا المنحى منبوذ منبوذ منبوذ. أخلاقنا وقيمنا تذكرنا بأن العدل قيمة، والانصاف قيمة، والمساواة بين الناس في حقوقهم وواجباتهم عنوان المواطنة الأكبر والمتين. وثورتنا المجيدة لا تبخسنا، وديمقراطيتنا الناشئة جعلت من الحوار وضرب الرأي بالرأي سمتها الغالية...، كنا نود أن يصطحب القانون حملة جدية للمقارعة والتناظر والحوار مع السلفيين تحت الأنوار الكاشفة وليس في الكهوف وتحت الطاولة أو بحسابات سياسوية، كنا نتمنى أن يُفَعَّلَ "قانون الاستماع والاقناع" قبل قانون الارهاب... إني أرجو أن يصطحب الفعل القانوني فعل ثقافي في مناظرات على المباشر وأمام الناس وفي أيام معدودة لإقناع الطرف السلفي قاعدة وقيادة، لأن الاختصار على القانون لا يفي بالحاجة بل يمكن أن يزيدها انتشارا باستغلالها لمنزلة الضحية والمظلومة. إن السياسة السليمة عدل كلها سواء مع اهلك أو عشيرتك، أو مع من يحمل عنوانا غير عنوانك "اعدلوا هو اقرب للتقوى" ومن العدل أن لا يسبق السيف العذل.