وزيرة التربية : يجب وضع إستراتيجية ناجعة لتأمين الامتحانات الوطنية    سيدي بوزيد: انطلاق فعاليات الدورة التاسعة للمهرجان الدولي الجامعي للمونودراما    قرابة مليون خبزة يقع تبذيرها يوميا في تونس!!    سليانة: أسعار الأضاحي بين 800 دينار إلى 1100 دينار    باجة: تهاطل الامطار وانخفاض درجات الحرارة سيحسن وضع 30 بالمائة من مساحات الحبوب    مدير عام الغابات :'' 96% من الحرائق وراءها عامل بشري''    الرئيس الفرنسي : '' أوروبا اليوم فانية و قد تموت ''    عاجل/ انتشال نحو 392 جثمانا من مجمع ناصر الطبي ب"خان يونس" خلال خمسة أيام..    كاردوزو: سنبذل قصارى جهدنا من أجل بلوغ النهائي القاري ومواصلة إسعاد جماهيرنا    وفد "مولودية بوسالم" يعود إلى تونس .. ووزير الشباب والرياضة يكرم الفريق    هطول كميات متفاوتة من الامطار خلال الاربع والعشرين ساعة الماضية    عاجل/ بيان مشترك: 18 دولة تدعو 'ح.ماس' للافراج عن الرهائن مقابل وقف اطلاق النار    عاجل/ بن قردان: العثور على مركب صيد وفُقدان البحّار    الڨصرين: حجز كمية من المخدرات والإحتفاظ ب 4 أشخاص    قيس سعيّد يتسلّم أوراق اعتماد عبد العزيز محمد عبد الله العيد، سفير البحرين    جريمة شنيعة: يختطف طفلة ال10 أشهر ويغتصبها ثم يقتلها..تفاصيل صادمة!!    قبلي : اختتام الدورة الأولى لمهرجان المسرحي الصغير    جندوبة: 32 مدرسة تشارك في التصفيات الجهوية لمسابقة تحدي القراءة العربي    تتويج السينما التونسية في 3 مناسبات في مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة    القيروان: القبض على مقترفي عمليّة سرقة قطيع أغنام    الحمامات: وفاة شخص في اصطدام سيّارة بدرّاجة ناريّة    روح الجنوب: إلى الذين لم يبق لهم من عروبتهم سوى عمائمهم والعباءات    لعبة الإبداع والإبتكار في رواية (العاهر)/ج2    إمضاء اتفاقية تعاون بين وزارتي المالية والتجارة حول تبادل المعطيات والبيانات    جندوبة: انزلاق شاحنة بالطريق الوطنية 17 بطبرقة    خدمة الدين تزيد ب 3.5 مليارات دينار.. موارد القطاع الخارجي تسعف المالية العمومية    Titre    قضية سرقة وتخريب بمصنع الفولاذ بمنزل بورقيبة: هذا ما تقرر في حق الموقوفين..#خبر_عاجل    رئيس الجمهورية يجدّد في لقائه بوزيرة العدل، التاكيد على الدور التاريخي الموكول للقضاء لتطهير البلاد    الكيان الصهيوني و"تيك توك".. عداوة قد تصل إلى الحظر    بركان ينفت الذهب.. ما القصة؟    قفصة: تورط طفل قاصر في نشل هاتف جوال لتلميذ    كأس ايطاليا: أتلانتا يتغلب على فيورينتينا ويضرب موعدا مع جوفنتوس في النهائي    ماذا يحدث في حركة الطيران بفرنسا ؟    شهداء وجرحى في قصف صهيوني على مدينة رفح جنوب قطاع غزة..#خبر_عاجل    بطولة مدريد للماسترز: اليابانية أوساكا تحقق فوزها على البلجيكية غريت    الترجي يطالب إدارة صن داونز بالترفيع في عدد التذاكر المخصصة لجماهيره    اليوم: عودة الهدوء بعد تقلّبات جوّية    شهادة ملكية لدارك المسجّلة في دفتر خانة ضاعتلك...شنوا تعمل ؟    لا ترميه ... فوائد مدهشة ''لقشور'' البيض    كتيّب يروّج للمثلية الجنسية بمعرض تونس للكتاب..ما القصة..؟    أكثر من نصف سكان العالم معرضون لأمراض ينقلها البعوض    "تيك توك" تتعهد بالطعن على قانون أميركي يهدد بحظرها    التوقعات الجوية لهذا اليوم..    الجزائر: هزة أرضية في تيزي وزو    "انصار الله" يعلنون استهداف سفينة ومدمرة أمريكيتين وسفينة صهيونية    قيس سعيد: الإخلاص للوطن ليس شعارا يُرفع والثورة ليست مجرّد ذكرى    اتحاد الفلاحة ينفي ما يروج حول وصول اسعار الاضاحي الى الفي دينار    وزارة الصناعة تكشف عن كلفة انجاز مشروع الربط الكهربائي مع ايطاليا    دوري أبطال إفريقيا: الترجي في مواجهة لصنداونز الجنوب إفريقي ...التفاصيل    تونس: نحو إدراج تلاقيح جديدة    هوليوود للفيلم العربي : ظافر العابدين يتحصل على جائزتيْن عن فيلمه '' إلى ابني''    في أول مقابلة لها بعد تشخيص إصابتها به: سيلين ديون تتحدث عن مرضها    السيطرة على إصابات مرض الجرب المسجلة في صفوف تلامذة المدرسة الإعدادية الفجوح والمدرسة الابتدائية ام البشنة بمعتمدية فرنانة    دراسة تكشف عن خطر يسمم مدينة بيروت    ألفة يوسف : إن غدا لناظره قريب...والعدل أساس العمران...وقد خاب من حمل ظلما    مصر: غرق حفيد داعية إسلامي مشهور في نهر النيل    خالد الرجبي مؤسس tunisie booking في ذمة الله    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هل انحرف قطار الثورات العربيّة عن مساره وأهدافه ؟
الحراك الشعبي العربي بين الطموحات والمآلات بعيون ناصرية:
نشر في الشعب يوم 15 - 09 - 2012

مثّل المؤتمر الناصري العام الذي استضافته حركة الشعب في دورته التاسعة واحتضنته العاصمة التونسيّة أيام 7، 8 و9 سبتمبر 2012 فرصة للالتقاء بين الشخصيات والأحزاب الناصريّة الممثلة لعدّة أقطار عربيّة شقيقة من الجزائر وموريتانيا وليبيا والسودان ومصر ولبنان وسوريا وفلسطين واليمن ومن المهجر قصد تدارس الوضع القومي العربي ما بعد الحراك الثوري الذي شهدته عديد الأقطار. وعلى هامش هذا المؤتمر كانت لنا لقاءات مع عديد الشخصيات لنسألها عن هذا الحراك الشعبي بين الطموحات والمآلات والنتائج التي أفرزها على صعيد المنطقة العربيّة.
أحمد الحطاب
التيار القومي التقدمي – الجزائر:
الجزائر محصّنة ضد قوى الامبريالية والرجعية العربية
حضرنا هذا المؤتمر لنتدارس مع بقيّة أبناء الإخوة من الساحات العربية ما آل إليه وضع الأمّة من مآسٍ وكأن القدر قد كتب عليها أن تعيش هذه المأساة من استعمار قديم إلى استعمار في ثوب جديد. يتجسد في خطط تعدّ لهذا الشعب لتفتيت المفتت. فيما يتعلق بالحراك الشعبي الذي شهدته عديد الأقطار العربيّة نستطيع أن نطلق عليه لفظة الزلزال الذي كان مركزه تونس وبدأت هزّاته الارتدادية تظهر في مناطق عدّة، وقد كان على هذا الزلزال أن يزلزل عُروشا وكروشا استبدت بالشعب العربي لزمن طويل ولكن هذا القطار الذي تحرّك من تونس وقادته قوى ثوريّة حقيقيّة في وضوح فكري وفي اتجاه واضح انحرف وتمكنت قوى امبريالية وصهيونيّة من اختطاف مساره الشعبي الذي كنّا نحلم به وحولته إلى وجهة ثانية وها هو القطار اليوم يفرغ من قواه الثوريّة وتركبه قوى الإمبريالية وتنزل منه القوى الثوريّة قسرا ليركبه الاستعمار والرجعيّة، وما نخشاه أن نُفاجأ في المحطة الأخيرة بوصول القوى الاستعمارية والرجعيّة العربيّة التي تنفذ أجندات خارجيّة فقط دون بقية القوى الثورية. ولعلّ ما يحدث في سوريا من أزمة بكلّ تعقيداتها يبيّن أنّ وجوه القوى الرجعيّة المدعومة بممالك النفط العربي جعلت الحراك يتحول إلى محرقة تموت فيها الطاقات العربيّة بأموال وأسلحة عربيّة وبمؤامرة من الحكّام العرب وكلّ ذلك يبرمج في المخابر الاستعمارية الغربيّة والأمريكيّة والصهيونيّة، وعلى هذا الأساس أقرأ لمهندس المؤامرة «برنار ليفي» أن الدور القادم سيكون على الجزائر، لكن ما يميز الساحة الجزائريّة هو أنّها ابتلعت العنف وعانت منه طيلة التسعينات، ولعلّ ذلك سيكون بمثابة حصانة لها حتى لا يمرّ بها هذا القطار المختطف الذي تركبه قوى الامبرياليّة وحلفائها من الرجعيّة العربيّة. ونحن باعتبارنا قوميين تقدميين في الجزائر نقول بوضوح إن كان سيركب هذا القطار الثوريون الحقيقيون فمرحبا به لتغيير أنظمة الاستبداد أمّا إذا ركبته قوى الاستعمار والإمبرياليّة فإن أبناء وأحفاد ثورة نوفمبر بالجزائر على دراية كافية بحجم وأبعاد هذه المؤامرة وسيتصدّون لها.
وفاء حسين أحمد الزير
عضو مؤسس للمؤتمر الناصري العام – مصر:
تحرر الإرادة الشعبية كفيل بحماية المسارات الثورية
فكرة المؤتمر الناصري العام استهدفت منذ البداية إنشاء تيّار يسعى إلى وحدة الناصريين في الوطن العربي لأجل مزيد من الوعي العربي لدى المواطن العادي وكان حرصنا أن ينشط في هذا المؤتمر أعضاء من كافة أقطار الوطن العربي، وقد نجحنا بالفعل في الوصول بعدد الدول المشاركة إلى 13 عضوا كل ذلك من أجل بعث بذرة تغيير تخرجنا من حالة التخلف والاستبداد والتبعيّة. غير أن الواقع العربي اليوم في حالة من التسيّب لأن الشعوب العربيّة في حالة ثوريّة ومن حقها ذلك نتيجة كل الكبت والضغط الذي مارسه الحكّام العرب فلا احد يستطيع أن ينكر هذا الطغيان وهذا الفساد والسرقات والنهب من موارد الوطن العربي لصالح حكام فاسدين وعملاء، هذا الوضع الثوري أعطانا أملا وكان الفضل في ذلك لتونس التي قتلت الخوف بالنسبة إلينا مصريين وعربا، وولدت فينا الأمل فأدركنا أن التغيير ممكن فبدأنا نتحرّك وتخلصنا من السلبيّة ورغم كلّ ما يحدث اليوم من انحرافات للمسار الثوري فإن تحرّر إرادة الشعب العربي كفيل بالتصدي لكل محاولات العودة إلى الوراء وتكريس استبداد جديد.
محمد مسعد الربيعي
الأمين العام المساعد للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري - اليمن :
المؤامرة الحقيقية ما تتعرض إليه سوريا الآن
نظرتنا إلى الربيع العربي أنّها كانت في بدايتها ثورات تتجه إلى تغيير هذا الوضع العربي المتردّي ولكن هذه الثورات تمّ الالتفاف عليها، وقد كان خيارنا في اليمن أكثر خطورة نظرا إلى ما شهده الحراك من محاولة أطراف خليجية وخاصة العربيّة السعوديّة المعادية لأيّ ثورة تحرريّة، لذا كان خيارنا رغم الكثافة الشعبيّة التي نزلت إلى الشارع وفساد النظام الذي مزّق النسيج الاجتماعي المحافظة على سلميّة الثورة، وقد نجحنا في ذلك بفضل ما قامت به القوى والفعاليات السياسيّة الموجودة في اللقاء المشترك التي استطاعت أن تسقط رأس النظام وبقيت بقيّة المنظومة في ظلّ حكومة الائتلاف المتكون من الحزب السابق وأحزاب اللقاء المشترك. واليوم يلتقي التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري مع بقيّة الأحزاب في تفعيل الساحة والثورة وإعادة مسارها التصعيدي من أجل الضغط على حكومة الوفاق لبناء أسس الدولة المدنيّة الحديثة وانتقال السلطة انتقالا كاملا، وأعتقد أننا نجحنا إلى حدّ الآن في حماية البلاد من خلال تحييد شبح الحرب الأهليّة خاصة ونحن بوصفنا قوى قوميّة وناصرية لسنا طرفا في المعادلة العسكريّة ونعوّل على الأسلوب المدني السلمي، لذلك فإننا نعتبر أن ما تمّ في اليمن يعدّ مكسبا لكل القوى السياسيّة المدنيّة وللناصريين جميعهم فعداؤنا مع نظام صالح قديم منذ أن صفّى قيادة التنظيم المتمثلة في رئيس مجلس قيادة حركة 13 يوليو 1970 وتصفية قادة التنظيم الذين أرادوا استعادة مسار 13 يوليو في أكتوبر 1978 وتم إعدام 21 شهيدا لم تتسلم عائلاتهم جثامينهم إلى اليوم.
المأزق اليوم يتمثل فيما آل إليه الوضع في سوريا وهذه مؤامرة حقيقية، علينا ناصريين وقوى وطنيّة وقومية أن نتصدى للتدخل الخارجي المتمثل في العناصر المسلحة، كما أنّه على النظام أن يعيد حساباته وأن يستشعر مسؤوليته ويدرك حجم المؤامرة التي لن يصدها بمفرده ولكن بالتعاون النّدّيّ مع القوى الوطنية ممثلة في الناصريين وكل القوى التقدميّة الرافضة للتدخل الخارجي، كما ينبغي على القوى المناضلة التقدميّة التصدي للإعلام المضلّل الذي توجهه القوى الرجعيّة لتدمير سوريا وضرب دورها التاريخي المقاوم والممانع.
علي عسكر
الأمين العام المساعد للمؤتمر الناصري العام
وعضو الأمانة العامة في التنظيم الشعبي الناصري – لبنان:
قوتنا لن توجّه إلا إلى العدوّ الصهيوني
الثورات العربيّة كانت نتيجة قهر اجتماعي واستبداد وطغيان وظلم سواء في تونس أو مصر ونحن نثق في قدرة شعبنا العربي على حماية ثوراته من أن تنحرف أو أن تسيطر عليها بعض القوى التي لها أجندات أجنبيّة بهدف حرفها عن مسارها. لكنّ ما يحدث في سوريا خلاف ذلك فهو تآمر على بنية الدولة والجيش لمصلحة إسرائيل ونحن نرى أن سوريا ستخرج من أزمتها وستتعافى بعون اللّه والجيش السوري والقيادة السوريّة قادران على صدّ المؤامرة الصهيو- غربيّة المتأمركة المتحالفة مع الرجعيات العربيّة وستبقى سوريا قلعة العروبة كما قال جمال عبد الناصر فلا عروبة دون سوريا. ما يحصل في سوريا ليسَ حرب أهليّة وإنّما حرب على الإرهاب الذي يحاول تدمير سوريا خدمة لمشاريع صهيو-أمريكيّة، والجيش السوري جيش عقائدي ولنا كلّ الثقة في أنّه يستطيع سحق هؤلاء الإرهابيين الذين يخططون لتدمير الدولة السوريّة وكيانها من أجل حَرْف سوريا عن دورها المقاتل والممانع ضدّ العدوّ الصهيوني.
ونظرا إلى الترابط التاريخي بين سوريا ولبنان فإنّ ما يحصل اليوم في لبنان بسبب الارتدادات السياسيّة والأمنيّة والعسكريّة التي تحدث في سوريا، فقد أصبح واضحا أن التآمر على سوريا وضرب وحدتها الوطنيّة وتهديد نسيجها الاجتماعي وتدمير بنية الجيش العربي السوري عمل لا يخدم إلاّ مصلحة العدوّ الصهيوني وبالتالي المطلوب جرّ سلاح المقاومة اللبنانيّة إلى الداخل اللبناني في حرب طائفيّة مذهبيّة لا تبقي ولا تذر - لو حصلت لا سمح اللّه - ونحن نؤكد باعتبارنا ناصريين أنّنا في خطّ المقاومة ولن ننجرّ إلى اقتتال طائفي أو مذهبي وسلاحنا وقوّتنا لن توجّه إلاّ ضدّ العدوّ الصهيوني من أجل تحرير الأرض، ما يحصل في لبنان محاولات عديدة من قبل قوى 14 آذار فهذه القوى التي تلتحق بالمشروع الأمريكي جلّ هدفها أن تورط المقاومة وسلاحها في الداخل اللبناني في حرب مذهبيّة طائفيّة لكنّنا نعتقد جازمين بأن المقاومة وسلاحها لن يوجّه إلاّ إلى صدور الصهاينة.
محمد ولد فال:
رئيس حزب الرفاه - موريطانيا :
غياب التنسيق حرم الأحزاب الناصرية من المساهمة في الحراك الثوري
بعد عدّة عقود على رحيل عبد الناصر لا يزال السؤال يطرح ما سبب الاهتمام في الساحة العربيّة بالفكر الناصري رغم محاولات التشويه للصورة الناصريّة وللفكر الناصري؟ هذا الاهتمام تجسّد خلال ما سُمّي بالربيع العربي حيث نجد أن المثل الذي كان يؤخذ للتدليل على الإرادة العربيّة والعزّة والشموخ العربي كان عبد الناصر وقد لاحظنا أن صورالزعيم عبد الناصركانت ترفع في كلّ الساحات بل إنّ النشيد الذي كانت تردده قناة الجزيرة القطريّة رغم توجهاتها التي نعرفها هو نشيد من المرحلة الناصريّة من أداء أم كلثوم « أنا الشعب لا أقبل المستحيلَ - ولا أرضى بالخلود بديلا «، غير أن غياب التنسيق والتنظيم بين الأحزاب الناصريّة حرمها من استثمار هذا الحراك الشعبي للوصول سياسيا مما ترك المجال للقوى الإسلامية الأكثر تنظيما والمدعومة عربيا وغربيا من السيطرة على الحراك وتوظيفه لغاياتها السياسيّة بعيدا عن الشعارات التي طرحتها الجماهير الشعبية مثل الحرية والكرامة والخروج من التبعيّة والغطرسة العالمية التي تريد ابتلاعنا. في موريتانيا كنّا الحزب الوحيد الذي أيّد الثورة التونسية والمصريّة وشاركت فيه عديد القوى الناصرية والإسلامية والتقدميّة ولكن بعد ما وقع في ليبيا والذي لا نسميه ثورة وحدثت خلافات بيننا وبين عديد الإخوة في ليبيا كانت لنا مواقف مخالفة حين أدركنا أن الثورات بدأت تستغل ويتمّ توجيهها ضدّ مصالح الأمة وضد القوى التي تناهض الغرب وإسرائيل، رغم كوننا من حيث المبدأ مع حقّ الشعوب في إحداث تغييرات وخاصة في مجال حريّة التعبير والشراكة السياسيّة وحريّة الإعلام والنشر ولكننا ضدّ استغلال هذه المطالب المشروعة لتدمير مقدرات الأمة واستهداف قواها المقاومة والممانعة كما يحدث اليوم في سوريا بقطع النظر عن النواقص التي يعيشها النظام سواء في سوريا أو ليبيا والتي ليست أكثر من النواقص التي تعيشها أنظمة الخليج العربي وبقيّة الأنظمة العربيّة فاليوم في مصر يحاكم صحافي على ما مقال انتقد فيه الرئيس مرسي قبل حتّى أن ينتخب رئيسا. من خلال متابعتنا لأداء الأحزاب الإسلاميّة التي وصلت إلى السلطة لاحظنا تنكرها لعديد الشعارات التي رفضتها قبل الانتخابات وهو ما يعتبر مؤشرا خطيرا على انحرافها عن مبادئ الثورات الشعبيّة.
فايز صالح:
رئيس سابق لدورتين متتاليتين للمؤتمر الناصري العام ورئيس التجمع الثقافي العربي - لبنان :
التحرر ليس من الاستعمار فحسب بل من الفقر والعبودية
نأمل في أن يأتي هذا الحراك الشعبي المتواصل على امتداد الوطن العربي بالنتيجة المرتجاة رغم أن المشاهد والأحداث لا توحي بما كنّا نأمله من هذا الحراك، باعتبار أن أغلب الحراك الثوري العربي استغلت شعاراته وأنتجت نماذج مختلفة رغم أن الأنظمة العربيّة تتشابه في الفساد والاستبداد والطغيان والارتباط بالأجنبي. الشعب العربي تحرك ليقضي على الاستبداد والفقر والحالة الاقتصادية المزرية التي أوصلتنا إليها الأنظمة ومن ضمن الأسباب الملحّة لهذا الحراك هو ما يحدث في الأراضي الفلسطينية باعتبار أن فلسطين ستظلّ بوصلةً دوما، ولكن لم ألحظ منذ وصول الأنظمة الجديدة إلى الحكم أيّ حديث عن القضيّة الفلسطينيّة وعن الصراع العربي الصهيوني في الوقت الذي بدأ فيه مسؤولو الولايات المتحدة الأمريكية زيارات مكثفة لهذه الدول التي شهدت ثورات في الوقت الذي كنّا نأمل فيه أن تكون نواة ثورية لتحرير بقيّة أقطار الوطن العربي ليس فقط من الاستعمار بل من العبوديّة والفقر ومن البطالة المتفشية بين أغلب الشباب ومن الهجرة الكثيفة وكأنّنا خلقنا لنهاجر ونترك أوطاننا. وللأسف الشديد ظهر الواقع جليا في الموقف من سوريا حيث انكشفت المؤامرة التي تتمثل في استكمال الطوق بالنسبة إلى القوّات العسكريّة الأمريكيّة المنتشرة في قواعد عسكريّة كقاعدة «انجرليك» الجويّة في تركيا نزولا إلى العراق وقطر والإمارات والمملكة السعودية واليمن والصومال لتطويق ما يسمى بئر النفط العائم في هذه الأرض واستغلاله لإدامة هيمنتهم وسيطرتهم.
نحن لا نبرر الاستبداد ولكننا لا نقارن بينه وبين الاستعمار فمن حق المواطن العربي التخلّص من الاستبداد والفساد كي يمارس دوره القومي ويستعيد أرضه السليبة في فلسطين، ومازلنا نأمل أن تعود الثورات الشعبيّة في مصر واليمن وتونس إلى مسارها الصحيح وتلتحم مع ما يقع في سوريا لأن كسر المحور المقاوم اليوم في سوريا وتخليص إسرائيل من هذا الضغط الهائل الذي تفرضه المقاومة المدعومة من سوريا في لبنان وفلسطين، فقد علمنا التاريخ أن كل الحروب التي خاضتها الأمّة دفاعا عن كرامتها التحم فيها جناحيها مصر وبلاد الشام وبقيّة الأقطار التي بوحدتها تحفظ الأمن القومي لهذه الأمّة.
أماني إبراهيم :
ناشطة سياسيّة ضمن فرع الشباب القومي العربي وحقوقيّة من فلسطين المحتلة سنة 1948 :
نخشى أن تكون ثوراتنا من أجل أجندات استعمارية خارجية
مثلت الثورات العربيّة بصيص أمل بالنسبة إلى الشباب العربي عموما وللشباب الفلسطيني على وجه الخصوص فقد كان حديثنا عن التغيير وأن الواقع العربي لن يدوم يثير استهزاء البعض باعتبار أنّ الأجواء السائدة مضادة لتطلعاتنا وهي تروّج للحديث عن أن إسرائيل أمر واقع والدول العربيّة تسير نحو التفكّك لذلك فكل حديث عن تحرير فلسطين والوحدة العربيّة يعتبر مثاليّة ووهما. مع انطلاق الثورة في تونس أحسسنا في الداخل الفلسطيني أنّ الطريق إلى تحرير فلسطين بدأ ولكننا رغم هذا الأمل كنّا نتعامل بحذر مع الأحداث، صحيح أن الثورة نجحت في تونس وأسقطت نظام بن علي ومرت بمصر لتسقط نظام حسني مبارك لكن بعد النشوة العاطفيّة بدأنا نقرأ ما يجري وخاصة الوضع الذي أنتجته في ظل السياق السياسي وما يحدث من تهديدات للأمّة العربيّة وصرنا نستشعر الخوف من الثورات المضادة ونحسب لها ألف حساب ونفكر بأنّنا قد نكون أداة لتنفيذ أجندات استعماريّة خارجيّة. اليوم وبعد كل ما جرى نستطيع التمييز بين الحراك في كل من تونس ومصر واليمن وبين ما وقع في ليبيا ويقع اليوم في سوريا، في ليبيا لم تكن الصورة واضحة في البداية لكن بعد دخول «الناتو» فكل ما نراه من إفرازات يمكن ربطه بما وقع في العراق من احتلال أمريكي. القوى الصهيو-أمريكيّة قررت أن تدخل إلينا بذات الأدوات التي تصورنا أنّها ستجلب لنا النهضة التي نطمح إليها والتي تنتهي بوصلتها إلى تحرير فلسطين وتحقيق كل المشاريع التي نحلم بها. اليوم الصورة تنعكس في المشهد السوري فمن الواضح أنّ القوى الخارجيّة تحاول خلق نوع من التوازن بعد سقوط خدمهم في المنطقة للدفاع عن مصالحها ولحماية إسرائيل. فكان العمل على تشجيع صعود الإخوان ومن الواضح أنّهم الغطاء السياسي الذي ستحفظ وجود الكيان الصهيوني خاصة أن الإسلام السياسي كان يسعى دائما إلى السلطة ولم يمتلك مشروعا سياسيا أو حضاريا ولم تكن له بوصلة واضحة، أمّا الخطوة الثانية التي باشرتها قوى الاستعمار فهي الضغط على سوريا نظرا إلى أنها أصبحت قوّة عربيّة تعتمد على التسلّح الذاتي وتدعم المقاومة العربيّة سواء في فلسطين أو لبنان وتخلق نوعا من التوازن في المنطقة. إنّ مجرد ضرب وحدة سوريا هو ضرب لمشروعنا القومي، وهو ما يعني أن المرحلة التي وصل إليها الحراك ما بعد ليبيا تستدعي ألاّ يكون السؤال من مع الثورة ومن ضدّها، أصبح الموضوع من هو وطني ومن هو غير وطني، فمن هو وطني سيكون جلّ تفكيره واهتمامه لحماية سوريا ومن هو غير وطني سوف يغمض عينيه عن رؤية الصورة كاملة خاصة أن الصورة قد اتضحت حول ما يحدث في سوريا: من يموّل ومن يسلّح ومن يروّج إعلاميا ومن يضغط دوليا. الحريّة حلمنا جميعا ولن نكون مع الاستبداد والقمع بوصفنا شبابا نَظَّرَللثورة في الوقت الذي كان فيه غيرنا يعتبرنا واهمين وحالمين لكنّ لن نقبل أن نكون أداة بيد أيّ قوّة خارجيّة هدفها الحفاظ على المشروع الصهيو-أمريكي في المنطقة لتنفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد، لقد أصبح ضروري على كل شاب ثوري أن يحسم موقفه ونحن نواجه الخطر الأكبر الذي يهددنا جميعا وهو مشروع أخطر من «سايس بيكو».
أسعد حمّود:
ناشط بمنظمة الشباب القومي العربي وعضو مكتب التنسيق القومي،
وباحث متخصص في الصراع العربي الصهيوني :
أيّ مفهوم ثوريّ نريد؟
باعتبارنا قوميين عربا لدينا جملة من الثوابت يمكن تلخيصها في أهداف ستّة أهمّها ترابط المشروع التحرري مع المشروع التحريري بمعنى أنّه لا تحرّر دون تحرير ولا تحرير دون تحرّر وهما لازمتان لا بدّ منهما ينضاف إليهما الديمقراطيّة والعدالة الاجتماعية والتنمية. من هذا المنطلق يمكنني أن أتحدّث في الشأن العربي عموما والسوري على الوجه الأخصّ حيث يحتد صراع أفقي بين معسكرين، الأول يمثله الجيش العربي السوري والنظام السوري والثاني تمثله العصابات الإرهابيّة التي تدعّم من قبل أنظمة النفط الخليجيّة والتي يحلو لي تسميتها بأنظمة «البترو- شيكل». ما يحدث في سوريا يذكرنا بالعدوان الثلاثي الذي خاض حربا مدمرة ضدّ مصر أيام الزعيم الخالد جمال عبد الناصر في شكل تحالف عالمي بدعم من هذه الأنظمة الرجعية العميلة واليوم نشهد استعادة لهذه المشاريع في نسختها الأصليّة، قادوا المؤامرة ضدّ مصر جمال عبد الناصر واليوم يخوضونها ضدّ سوريا ورئيسها الأسد باسم الديمقراطيّة، نفس الخطة ونفس الأدوات. غير أنّه في عهد الزعيم عبد الناصر كانت هناك ثابتتين من يتعامل مع الاستعمار والغرب والصهيونيّة يعتبر خائنا وعميلا أمّا اليوم فصار يمثل وجهة نظر تدخل إلى أروقتنا ومؤتمراتنا وتخترقنا تحت مسمّى وجهة نظر. نعم نحن مع قيام ثورة عربيّة لكّن دعنا نسأل : ماهو المفهوم الثوري الذي نريد ؟ هل يعقل أن يقوم مجموعة من المشاغبين أو العصابات المتطرفة بالنزول إلى الشارع والمطالبة بإسقاط النظام ويستجلبون قوّات أجنبيّة لإسقاطه فنقوم بتدعيمهم والاعتراف بهم؟ ولنسأل أيضا مالفرق بين الأنظمة التي أسقطناها والتي صعدت مكانها، إذا كان الحاكم الفعلي هو الحاكم الباطني ومؤسساته التي تحكمنا وتملي علينا مصالحها في الوطن العربي وهي مؤسسات ظاهرة للجميع ولم تعد خفيّة. المطلوب اليوم منّا جميعا ليس تكفير الثورات وإنما تصويبها لأنّنا لم نعرف كيف نتعامل معها ونواكبها وندرك متطلباتها ونحتضن الشارع الذي فجّرها. المطلوب منّا قوميين عربا وخاصة الشباب القومي أن نتحضّر للمرحلة القادمة التي ستعيش مخاضا عسيرا حتّى تبقى ثورة تونس خضراء في قلوب أبنائها وكذلك ثورة مصر واليمن وأنا أعلم علم اليقين أن الشعب العربي في تونس الذي فجّر أنقى ثورة في المنطقة العربية ضدّ بن علي وعائلة الطرابلسي سيقوم لمواجهة «النظام الباطني» وما علينا في حينه إلاّ أن نكون مستعدين لمواجهة هذا النظام ومواكبة الشارع واحتضانه وتجهيز أنفسنا لنجاهر الشارع بأفكارنا وأطروحاتنا التي تحمل آماله وأحلامه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.