تمثل الترجمة احدى البوابات الرئيسية للتفاعل والإنفتاح على الآخر المغاير في محموله الثقافي والحضاري، وفي هذا الإطار أتى تأسيس المركز الوطني للترجمة الذي فتح أبوابه يوم 3 جانفي الماضي كأحد أبرز الأحداث الثقافية مع مطلع سنة 2008 لما يمكن ان يضفيه من حركية وديناميكية على المشهد الإبداعي بمختلف تنويعاته من خلال جملة الأهداف التي ارتكز عليها ومن أهمها: الإسهام في عملية التحديث اللغوي وإدارج اللغة العربية في الحركة الفكرية الحديثة وابتكار المفردات والمصطلحات وتسهيل تداولها بين الباحثين ووسائل الاعلام وكافة الناس. رصد الترجمات المنجزة داخل البلاد وخارجها للإنتاج الفكري والأدبي والعلمي والفني التونسي واصدار بيبليوغرافيا للترجمات التي تعنى بتونس وثقافتها وأعلامها. تكوين المترجمين في مختلف اختصاصات الترجمة ربط علاقات شراكة مع المجامع والمؤسسات الوطنية والدولية المماثلة ومع الجامعات ومراكز البحث ومختلف المؤسسات ذات العلاقة بالترجمة. تنظيم اللقاءات والندوات والورشات بما يساعد على تطوير المستوى المهني للترجمة والنهوض بحركة الترجمة عامة. القيام بالبحوث والدراسات الكفيلة بتقييم التكوين في اللغات الأجنبية وتطوير قطاع الترجمة بالتعاون مع الأطراف المعنية. وقد برمج المركز في أول أعماله قائمة تحتوي على حوالي 50 عنوانا ستتم ترجمتها على امتداد سنة 2008 من بينها: «سهرت منه الليالي» لعلي الدوعاجي و«حركات» لمصطفى الفارسي و«دار الباشا» لحسن نصر و«خرافات» لعز الدين المدني و«فهرست الحيوان» لمنصف الوهايبي و«برومسبور» لحسن بن عثمان و«وداعا روزالي» لحسونة المصباحي و«ما أكثر ما أعطى» لمحمد الغزي و«محاكمة كلب» لعبد الجبار العش و«مراتيج» لعروسية النالوتي و«تونس 1956 1987» للهادي التيمومي، هذا الى جانب تعريب عدة عناوين أخرى متميزة كتبت باللغات الفرنسية والانقليزية والألمانية. نأمل أن يساهم هذا المشروع الواعد في فتح نوافذ وآفاق جديدة أمام الباحثين والمبدعين وعموم القراء.. إنها بالفعل ودون مجاملة اولى الخطوات على الدرب الصحيح.. في انتظار الخطوات القادمة التي قد تهيّء لنا المرور الى السرعة القصو في محاولة لكسر تلك الهوّة السحيقة التي باتت تفصلنا عن الآخر المتقدم. أنور غ