يعد المركز الوطني للترجمة من ابرز مكاسب الساحة الثقافية التونسية التي تم انجازها في السنوات القليلة الماضية.وارتبط انطلاق نشاط هذا المركز بسنة 2008 التي اقرها الرئيس زين العابدين بن علي سنة وطنية للترجمة وعقد المركز اول ندوة صحفية له يوم 3 جانفي 2008 تم خلالها الاعلان عن الخطوط العريضة لبرنامج السنة الوطنية للترجمة. مدير عام المركز: تم الى حد الان ترجمة واصدار 23 كتابا وفي تصريح لوكالة تونس افريقيا للانباء اوضح السيد محمد محجوب مدير عام المركز انه تم الى حد الان ترجمة واصدار 23 كتابا مشيرا الى ان بقية الكتب المبرمجة وعددها 26 مترجمة وهي في اخر اطوار الاكمال الفني. وسيعمل المركز في الايام القليلة القادمة على نشرها وهي تغطي مختلف المجالات العلمية والفكرية والادبية. وقال ان المركز حظي خلال السنة الحالية بالمشاركة في الدورة 27 لمعرض تونس الدولي للكتاب باصداراته. وتضمن الجناح الخاص بالمركز مؤلفات في الادب التونسي تمت ترجمتها الى الفرنسية والانقليزية والايطالية والاسبانية من بينها المجموعة القصصية “سهرت منه الليالي” لعلي الدوعاجي مساهمة من المركز في الاحتفاء هذه السنة بمائوية ميلاده و”حدث ابو هريرة قال...” لمحمود المسعدى و”حركات” لمصطفى الفارسي و”خرافات” لعز الدين المدني و”مراتيج” لعروسية النالوتي بالاضافة الى موءلفات تونسية اخرى صدرت باللغة الفرنسية تم تعريبها على غرار “السيد ل” لعزة الفيلالي. وتضمن الجناح ايضا ترجمات لعناوين في ميادين التاريخ والحضارة التونسية بالايطالية والفرنسية والعربية منقولة عن موءلفات مكتوبة بلغات اخرى غير التي تم نقلها اليها من بينها”شهيرات التونسيات” لحسن حسني عبد الوهاب و”تاريخ تونس من سنة 1956 الى سنة 1987′′ للهادي التيمومي و”ابن خلدون وقراؤه” لاحمد عبدالسلام و”الاميرة خيرية بن عياد:المراة واشكالية التحرر الاجتماعي في العالم الاسلامي في بداية القرن العشرين” . كما اطلع زوار جناح المركز الوطني للترجمة على عناوين فلسفية وفنية تم ترجمتها الى العربية على غرار “الفلسفة النسقية ونسق الفلسفة السياسية عند سبينوزا” لفاطمة حداد و”الايمان والمعرفة” لغيورغ فلهلم فردريش هيغل و”من مدونة السينماالتونسية” للهادي خليل. وتتوزع الكتب المترجمة على 9 سلاسل تمثل مختلف مجالات الابداع الفكرية منها والادبية والفنية وهي: “سلسلة ضاد” وتعتني بترجمة الادب التونسي الى اللغات الاجنبية . وقد تمت ضمن هذه السلسلة ترجمة عدة اعمال ادبية تراوح بين القصة والرواية والمجموعات الشعرية وذلك الى جانب سلسلة “انوار قرطاج” التي تعنى بترجمة الدراسات الخاصة بتونس والمتعلقة بالمجالات التاريخية والفكرية والحضارية. اما سلسلة “اداب الدنيا” فتهتم بالاثار الادبية العالمية الصادرة بلغات اجنبية لتنقل الى العربية. وتختص سلسلة “البصائر” بترجمة الدراسات الاستشرافية بينما تعمل سلسلة “مقالات اللغويين” على نقل الدراسات اللغوية العالمية الى العربية. ومن جهتها تنقل سلسلة “اللسان” التي يخلد عنوانها معجم “لسان العرب” لابن منظور المعاجم في حين ان سلسلة “عين الروح” تعنى بنقل اهم الدراسات في مجال الفنون. وتهتم سلسلة “ديوان الفلسفة” بابرز الكتابات الفلسفية العالمية باللغات الاجنبية لتعريبها وتعنى سلسلة “فكر الزمان” بنشر كتيب يطرح قضايا فكرية من منظور تونسي وعربي. واشار السيد محمد محجوب الى حرص المركز على ظهور كل سلاسله ولو بكتاب واحد على الاقل موضحا ان هذه الاصدارات تتوزع على موعدين من السنة وهما العودة المدرسية والجامعية “شهر أكتوبر” ومعرض تونس الدولي للكتاب . حرص على اصدار منشورات المركز في ابهى حلة ويتعامل المركز مع مترجمين وجامعيين مختصين من ذوى الكفاءة والتجربة وتخضع كل التراجم التي لابد ان تكون من اللغة الاصلية وهو خيار مبدئي للمركز الى عملية مراجعة يقوم بها مختص والى عملية مراقبة لغوية. واضاف ان المركز بصدد اعداد قاعدة تيبوغرافية خاصة بمنشوراته يضبط فيها جميع تفاصيل الاخراج الفني حرصا منه على اصدار منشوراته في ابهى حلة وذلك بعد ان دخل مغامرة النشر وسخر لها كل طاقاته. كما يسعى المركز التابع لوزارة الثقافة والمحافظة على التراث الى مزيد التعريف بالكتاب التونسي المترجم خاصة وان لتونس تقاليد في الترجمة يرى السيد محمد محجوب انه ان الاوان لابرازها من خلال البحث المستمر عن اسواق خارجية في البلدان العربية والاجنبية. ومن ناحية اخرى يهتم المركز بتكوين المترجمين وهو يسعى الى بعث “مدرسة تونس للترجمة” وذلك بالتعاون مع شركائه التونسيين والاجانب وستكون عند انشائها نافذة مفتوحة امام الراغبين في الدراسة والتكوين الجيد والنجاح في مجال الترجمة.