يبدو ان بعض الفنانين اختاروا انتهاج أسلوب «ميحي مع الارياح» فقبل اشهر فقط كانوا يحيون حفلات الاعراس على السطوح وفي ظرف قياسي غيروا «اثوابهم» واتجهوا الى اللون الصوفي والاغنية الدينية بل ان اغلبهم غير لونه ليس اقتناعا وانما لغايات باتت مكشوفة. ورغم الحديث عن هذه الفئة فان عديد الفنانين انخرطوا في اداء الاغاني الصوفية منذ سنوات مثل الهادي دنيا,حسين العفريت ,فوزي بن قمرة,فؤاد بالشيخ,احمد الماجري ,المنجي بن عمار وايمان الشريف وانتقد عديد الفنانين الاسماء التي تتلون حسب مصالحها وتسبح وفقا للتيار الذي قد يحقق غاياتها باعتبار انها تعزف على مختلف الاوتار في ظاهرة تزايدت في الفترة الاخيرة بشكل طرح لدى البعض نقاط استفهام . تلون غريب واكد عبد الوهاب الحناشي انه ضد ما اصطلح على تسميته ب»المغني المناسباتي» الذي يصطف في كل مرة خلف الفريق الفائز مهما كلفه «قلبان الفيستة» من جهود في التلون. واضاف «لا احترم هؤلاء الحرباويين الذين يلهثون بالتاكيد خلف مصلحتهم الذاتية الى حد انهم اصبحوا «برتاجو» في الاغاني الدينية بعد ان كانوا مطربي مزود و»ربوخ» و»عوادة» بين السطوح .ومن الغرائب ان يقفز هؤلاء من السطوح مباشرة الى الاغنية الصوفية او الدينية التي تتطلب نية صادقة « ولئن شدد الحناشي على ان الفنان يجب ان يغني باحساسه دون ان يتقلب حسب الظرف السياسي ووقتها يصبح «هزان قفة» فانه اعترف بادائه لعديد الاغاني الدينية باحساس صادق بعيدا عن المصالح. ومن جهته انتقد محمد الجبالي فئة الفنانين الذين «غيروا اثوابهم» واتبعوا هذا النمط الغنائي لغايات تجارية بحتة مؤكدا ان الجمهور سيحاسبهم على اساليبهم التي اصبحت مفضوحة .واستطرد قائلا «في كل المسائل يمكن ان تضطر الى اسلوب النفاق الا مع «ربي» لان الله لابد ان يظل بعيدا عن دائرة هذه الخزعبلات ثم ان لا احد يدوم في الكرسي لذلك ليس من مصلحة الفنان ان ينخرط في نمط غنائي معين ارضاء للحكومة وهنا الجمهور ذكي ويعرف والله سيحاسب كل المنافقين» متاجرة بالدين واعتبر حسين العفريت ان الاسلوب الذي يتبعه بعض اشباه الفنانين لا يمكن تفسيره الا بالمتاجرة بالدين والبحث عن النجاح المغشوش الذي لا يمكن ان يفضي الى رسم مسيرة فنية ناجحة .وتابع قائلا «شخصيا كنت اغني النمط الديني والصوفي منذ سنوات من خلال عديد الاعمال التي لاقت الرواج ونالت الاستحسان مثل «نورانيات» .وانصح بالمناسبة كل فنان الى العمل بصدق بعيدا عن الاغراض المبيتة والنوايا المغلفة لان الساحة الفنية اليوم في حاجة الى فنانين صادقين بامكانهم اعادة الاعتبار للساحة الفنية التي فقدت اشعاعها ولا يمكن ان تستعيده بالمنافقين . وكشف المنجي بن عمار ان بعض الفنانين لم يغيروا نمطهم الغنائي فقط بل حتى من طريقة تعاملهم وردهم عبر الهاتف ولباسهم الذي اصبح «جبة» و»فرملة» حيث اصبحت لهم عباراتهم و»كليشياتهم» التي تنم على غاياتهم المبيتة .واضاف انه كان على هؤلاء تأكيد جدارتهم الفنية في الساحة لان الابداع الحقيقي لا يكون باقتناص الفرص واللعب على الوتر السياسي .