سليانة - الصباح (وات) - شهدت ولاية سليانة يوما "عصيبا" على حدّ تعبير العديد من شهود العيان، فكما تمّ الإعلان مساء الجمعة الماضي من قبل الهيئة الادارية للاتحاد الجهوي للشغل بالجهة عن الدخول في اضراب جهوي عام بكافة مؤسسات الولاية، نظمت يوم أمس مسيرة جابت شوارع المدينة وتوقفت أمام مقر الولاية ليطالب على اثرها المعتصمون بضرورة رحيل الوالي وأمام إصرارهم حاول رجال الامن تفريق المتظاهرين الامر الذي خلق جوا مشحونا. وفي اتصال هاتفي مع "الصباح" أكد كاتب عام الاتحاد الجهوي للشغل بسليانة نجيب السبتي ان "تطورات كبرى شهدتها ولاية سليانة حيث عاش المواطنون لحظات "رهيبة" جراء الاستعمال المفرط للقنابل المسيلة للدموع من قبل أعوان الامن وتمّ نقل عديد المعتصمين الى المستشفيات لتلقي العلاج، رغم أن المسيرة كانت سلمية طالب خلالها المحتجون بمطالب مشروعة للعيش بكرامة وحرية". وذكر أنه تم تسجيل عديد الاعتداءات في صفوف النقابيين على غرار الاعتداء على الكاتب العام للاتحاد المحلي للشغل بالكريب وعضو النقابة الجهوية للتعليم الثانوي وعضو النقابة الجهوية للتعليم الاساسي "حيث عمدت مجموعة محسوبة على التيار النهضوي"، على حدّ تعبيره "الى تعنيفهم وضربهم وشتمهم ولولا تدخل المواطنين لحصل ما لا يحمد عقباه". مؤكدا أنه "سيقع رفع قضية في الغرض لوكيل الجمهورية على خلفية الاعتداءات المسجلة وذلك دفاعا عن الحق النقابي في الاضراب". وفي ما يخص القضية 206 التي تهم الموقوفين في احداث سليانة في 26 افريل 2011 والذين يبلغ عددهم 14 أشار كاتب عام للاتحاد الجهوي للشغل أنهم دخلوا في اضراب الجوع منذ أكثر من 10 أيام والحكومة لم تحرك ساكنا خصوصا أنهم قابعون منذ ما يفوق عن 16 شهرا والى حدّ كتابة هذه الاسطر لم يتمّ الحكم في شأنهم. في جانب آخر اتصلنا بهيثم الهمامي عضو باتحاد اصحاب الشهادات المعطلين عن العمل الذي أكد قائلا "ان الاعتصام كان سلميا ثم ما راعنا إلا ان بدأت أعداد المعتصمين في تزايد وبدات مشاحنات بين المعتصمين ورجال الامن خصوصا بعد تعمد أطفال صغار رشق رجال الامن بالحجارة الذين ردوا الفعل على الفور باطلاق الغاز المسيل للدموع بطريقة مهولة ثم استعمال "الرش" حيث تمت اصابة أكثر من 8 أشخاص". 14 جريحا ووفقا لما أوردته وكالة تونس افريقيا للأنباء أفاد الدكتور علي الخروبي الطبيب المباشر بقسم الاستعجالي بالمستشفى الجهوى بسليانة أن 14 شخصا من بينهم عون أمن أصيب بآلة حادة وصلوا الى المستشفى الجهوى بسليانة لتلقي الإسعافات جراء الاصابات التي لحقتهم خلال مواجهات بين محتجين وقوات الامن. وأضاف أن أحد المصابين في المواجهات التي جدت بعد ظهر أمس الثلاثاء بين محتجين وقوات الامن بسليانة تمّ توجيهه الى مستشفيات العاصمة نظرا لكونه يحمل "جسما غريبا في جسده يمكن ان يكون من نوع رصاصة مطاطية أو ما شابهها". يذكر ان متظاهرين قاموا بتهشيم الواجهة البلورية لمقر الولاية بالكامل كما قاموا بإتلاف جميع محتويات وتجهيزات مركز الامن المجاور لمقر الولاية قبل اضرام النار فيه. وقامت قوات الامن باستعمال الغاز المسيل للدموع والهراوات لتفريق المحتجين الذين تراجعوا الى وسط المدينة أين قاموا بحرق العجلات المطاطية. كما عمدوا الى إشعال النار في اشجار النخيل على طول شارع البيئة الرابط بين مقر الولاية وإدارة المنطقة الجهوية للامن الوطني بسليانة. وقد انسحبت قوات الامن بالكامل من محيط مقر ولاية سليانة الى مقر ادارة المنطقة الجهوية للامن لصدّ محاولات المتظاهرين الوصول اليه.