بقلم: د.خالد الطراولي - أعلم أن "اللوم بعد القضاء بدعة" لكن اسمحوا لي أن أذكركم فلعلكم نسيتم...لقد قلنا لكم لا تدخلوا الدكتور المرزوقي عرين الأسد، قلنا لكم لا تعطوه القصرالرئاسي ولو بدون مفاتيح... قلنا لكم إن الدكتور المرزوقي يحمل همّا عاش عليه طول حياته وهو دخول هذا القصر من بابه الكبير ولو بدون صلاحيات، حتى يتمكن ويبني لما بعد، قلنا لكم ستواجهون رجلا تختلفون معه في المرجعية وفي الهدف، ودعواكم للوفاقية ستعود عليكم بالوبال لأن الزيت لا يختلط بالماء وستتخلون شبرا شبرا عن بصمتكم الاسلامية ترضية وباجتهادات غير سوية، قلنا لكم تخطأون عندما ترون الدكتور المرزوقي محطة في برنامجكم ومشروعكم في الحكم، لأن الرجل ليس محطة ولكن مسار...تخطئون في اجتهاداتكم في استضعاف الرجل حتى وإن ضيقتم بيته وأغلقتم عليه باب الدار، فالرجل سياسي بامتياز ويعرف من أين تؤكل الكتف... اليوم وقعتم في الفخ وتريدون الوقوع في فخ أوسع منه وأعمق وأشد وستدفعون الثمن باهضا، جعلكم الرجل أمام حلين أحلاهما مرّ: إمّا إقالته وهو سعيه، أو تركه وهو أخف الضررين.. إن أقلتموه وهو الخطأ الفادح، فزيادة على أنكم تدفعون البلاد نحو المجهول وأنتم في هذه الحالة من الضعف، فإن الدكتورسوف يخرج إلى الساحة السياسية من بابها الكبير، يخرج كضحية لاستبدادكم رافعا لواء الدفاع عن الديمقراطية ومناهضا للاستفراد والتغول..، سوف يخرج ليمسح كل ما وقع فيه من أخطاء أساءت له ولسمعته الحقوقية، وسينسي الشعب كل سقطاته، ويخرج بطلا بلا منازع ليتقدم الصفوف الأولى في معارضتكم من خارج السرايا، ويدخل حملته الانتخابية، التي بدأها، وهو على صهوة المنقذ والمهدي المنتظر وحامي حمى الدين والوطن من تطرفكم واستبدادكم. أما اذا أبقيتموه فهو أخف الضررين، وهو صبر ومصابرة من بابها الأخلاقي والسياسي، فقد تجرأ عليكم الدكتور واستضعفكم وسيواصل التصعيد حتى يصل مبتغاه وهي إقالته، فالتنغيص سيتواصل وكذلك الظهور بأنه يريد حرية البلاد وكرامة المواطن ومدافعا شرسا عن الديمقراطية ومطالب المواطنين، مهما كان مأتاها أو ثقلها ليضعكم في الزاوية. ما الحل؟ لن يكون الحل إلا ترقيعيا خالصا مع التحضير لانقلاب استراتيجي في التحالفات والوفاقات... يجب خفض الجناح للدكتورالمرزوقي فهو اليوم في منزلة الغالب وأنتم المغلوبون، والإسراع في اتمام الدستور والدخول في انتخابات تشريعية ورئاسية في أقرب وقت حتى تنهوا هذه المرحلة بسلام. هذا على المستوى التكتيكي والحيني، ولكن الحل الاستراتيجي هو السعي الحثيث إلى تكوين جبهة وتحالف جديد، فقد انتهى التكتل وضعف المؤتمر، هذا التحالف الجديد الذي يكون مبنيا أساسا على ثلاثية جديدة : - الإسلامية - الثورية - الأخلاقية عودوا إلى مربعكم الإسلامي والثوري والأخلاقي وسترون الخلاص.