الذين استمعوا أمس الأول إلى أحد الوجوه السياسية وهو يتحدث عبر احدى الإذاعات بنبرة الشامت عما أسماه "التمثيل الهزيل" لدول العالم في أشغال الدورة التاسعة ل"المنتدى من أجل المستقبل" المنعقدة مؤخرا بتونس لا بد أنهم تساءلوا عن سر سعادة هذا المواطن وهو يعلن للعموم استنتاجه الشخصي.. نقول استنتاجه الشخصي حتى لا نقول "ادعاءاته" لأن هذه الدورة التاسعة التي ترأستها كل من تونسوالولاياتالمتحدةالأمريكية والتي اختتمت أشغالها مساء الخميس الماضي شهدت وبعكس ما ادعى مشاركة ممثلين عن دول مجموعة الثماني وعن دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا فضلا عن ممثلين عن المجتمع المدني والقطاع الخاص... "لقد كنت حاضرا في جميع الدورات السابقة يقول صاحبنا مفاخرا لذلك يمكنني أن أؤكد أن مستوى تمثيل الدول في دورة تونس كان هزيلا إذ لم يكن هناك أي وزير خارجية من دول الثمانية..." وذلك قبل أن يضيف "كان هناك فقط 4 أو 5 وزراء خارجية عرب لكنهم سرعان ما غادروا لانشغالهم بالملف السوري..." يا سيدي،،، لنفترض جدلا أن مستوى تمثيل الدول في دورة تونس من "المنتدى من أجل المستقبل" كان "هزيلا" فهل هذا يسعدك؟ ! إن كان الأمر كذلك فها نحن نقول لك مبروك... وإن شاء الله من خيبة إلى أخرى" !!! عجيب أمر بعض التونسيين الذين يصل بهم حقدهم الايديولوجي على خصومهم السياسيين إلى حد العمى ليسقطوا تبعا لذلك في مستنقع الرذيلة والانحطاط سياسيا ووطنيا . بعض هؤلاء وما بالعهد من قدم رأيناهم يفرحون ويسعدون لأية "سيئة" سياسية أو اجتماعية تطرأ فتربك أداء "الترويكا" الحاكمة وتظهرها بمظهر الضعيف والعاجز... فتجدهم يتسابقون تبعا لذلك في "مدّ" وجوههم العابسة في التلفزات وألسنتهم الحداد في الاذاعات مهللين ومبشرين بالخيبات والأزمات والفشل وانسداد الآفاق... لا بل منهم من تمنى للأزمة الأخيرة الخطيرة بين المنظمة النقابية والحكومة أن تبلغ ذروتها لتؤتي "أكلها" نارا ودمارا على تونس وشعبها بل ونراهم إلى اليوم ينفخون في رمادها حتى بعد أن حكّم طرفاها الحكومي والنقابي العقل وانتضرا سويا لمصلحة الوطن العليا.. نائب وزيرة الخارجية وليام برنز الذي حضر كل جلسات أشغال الدورة التاسعة ل"المنتدى من أجل المستقبل" أكد بالمناسبة دعم الولاياتالمتحدةالأمريكية لمسار الانتقال الديمقراطي في تونس... أما وزير الخارجية الكندي جون بيرد فقد أعرب بدوره عن استعداد بلاده لدعم المؤسسات الاقتصادية الصغرى والمتوسطة بتونس... على أن السؤال الذي يبقى مطروحا هو ذاك الذي يقول: هل سيقوم من بين السياسيين المصريين من يعلن وعلى الملأ "ابتهاجه" بضعف نسبة الحضور الدولي في الدورة القادمة (العاشرة) من "المنتدى من أجل المستقبل التي ستحتضنها القاهرة في صورة أن حدث وكان الحضور بالفعل "هزيلا..؟ ! اسألوا السيد محسن مرزوق فهو الحاضر دائما وباستمرار في كل الدورات السابقة منها واللاحقة..