يتواصل السباق على أشده في الانتخابات التمهيدية الامريكية بين مرشحي الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون وباراك أوباما.. استعدادا للانتخابات الرئاسية الامريكية المقررة لشهر نوفمبر القادم.. والتي يراهن العالم أجمع على نتائجها.. وانعكاساتها المرتقبة على السياسة الخارجية والعسكرية للعملاق الامريكي.. بعد دورتي حكم بوش الابن.. اللتين انتقدهما بحدة كل مرشحي الحزب الديمقراطي.. فضلا عن مئات الديبلوماسيين والسفراء والعسكريين الامريكيين السابقين.. من الحزبين.. وقد زاد الاهتمام عربيا واسلاميا بمسار الانتخابات التمهيدية في الولاياتالمتحدة بعد بروز تناقضات عميقة بين خطب المرشح الجمهوري ماكين التي وصفت ب"المتشددة" و"المتطرفة".. وتصريحات منافسيه الديمقراطيين أوباما وكلينتون.. التي انتقدت بوضوح أخطاء ادارة بوش الابن في العراق وافغانستان وفلسطين والمشرق العربي الاسلامي عموما.. فضلا عن اخطائها الاستراتيجية التي اعتبرا أنها "أساءت بشكل غيرمسبوق لصورة الولاياتالمتحدةالامريكية وساستها عالميا".. ولا شك أنه ينبغي التمييز بين السياسة الخارجية والعسكرية الامريكية الحالية من جهة والمجتمع الامريكي المسالم من جهة أخرى.. فالشعب الامريكي عرف بتفتحه واعتداله.. وبقيمه وما حققه من تقدم علمي وثقافي وتكنولوجي واقتصادي رائد.. يشهد كل النزهاء في العالم بفوائده للبشرية جمعاء.. لكن السياسة الخارجية والحربية للبيت الابيض والكنغرس منذ مجيء بوش الابن الى الحكم تسببت في تعقيدات امنية وسياسية خطيرة دوليا.. وأساءت الى الولاياتالمتحدة وحلفائها أولا.. ثم إلى أنصار السلام في فلسطين والعالم العربي والاسلامي ثانيا.. وعوض أن تفتح ادارة بوش الابن منذ الآن الباب الى تعديل السياسة الخارجية والعسكرية الامريكية.. تمهيدا لعهد جديد يبدأ مع الرئيس القادم.. يتواصل التصعيد واستعراض العضلات ضد سوريا وايران ولبنان.. بما في ذلك عبر ارسال حاملات الطائرات.. في نفس الوقت يتواصل دعم الادارة الامريكية سياسيا واعلاميا وماديا للعدوان الاسرائيلي اليومي على الشعب الفلسطيني المحاصر والجائع في قطاع غزة وبقية الاراضي الفلسطينيةالمحتلة.. من القدس ونابلس وجنين الى رام الله.. تحت يافطات مكافحة "الارهاب الفلسطيني ".. إن السباق بين جناحي المعتدلين والمتطرفين في الانتخابات الامريكية مهم جدا.. وعلى زعماء الدول العربية والاسلامية وحلفائها المناصرين للسلام أن يستخدموا أوراق ضغطهم المالية والاقتصادية والاعلامية والسياسية الكثيرة داخل الولاياتالمتحدة وخارجها لانجاح مرشحي الاعتدال.. ومناصري السلام.. في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية ( النصفية ) وليس العكس.. وإن كان ماكاين حليفا علنيا للوبيات شركات النفط والسلاح جنوبي الولاياتالمتحدة.. ولبعض اصحاب المصالح " الخاصة "اقليميا.. على غرار بوش..