ايام قليلة تفصلنا عن المؤتمر الوطني للمحاسبة الذي سينعقد يومي 12 و 13 جانفي الجاري بعد مبادرة سياسية اطلقتها حركة وفاء منذ أكتوبر الماضي بهدف تجميع القوى السياسية والمنظمات والجمعيات للتسريع في محاسبة الفاسدين وتفكيك منظومة الفساد والاستبداد وتصفية تركة النظام السابق. لمعرفة تفاصيل التحضيرات للمؤتمر الوطني للمحاسبة أكد منذر بن احمد عضو المكتب التاسيسي لحركة وفاء والمنسق العام للمؤتمر الوطني للمحاسبة في تصريح ل"الصباح" ان المؤتمر يهدف الى تصحيح المسار الثوري والتسريع في محاسبة الفاسدين في النظام السابق وذلك بتشريك قوى الثورة في مهمة وطنية مع ضرورة استكمال أهداف الثورة والقطع مع منظومة الدكتاتورية. مضيفا ان المبادرة لاقت استحسان عديد الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني التي عبرت عن استعدادها لإنجاح هذا المؤتمر وستشارك فيه احزاب عديدة من بينها "حزب النهضة" و"المؤتمر من اجل الجمهورية" و"التكتل"و"حركة الشعب" وحزب العمال وحزب البعث وحزب المجد وجبهة الاصلاح وحزب الشباب الحر وغيرها من الاحزاب بالاضافة الى عدد من الجمعيات والمنظمات مثل "المجلس الوطني للحريات" و"حرية وانصاف" و"اتحاد أصحاب الشّهائد العليا المعطّلين عن العمل" والتنسيقية الوطنية العدالة الانتقالية" و"جمعية مواطنة" و"جمعية القضاة و"الهيئة الوطنية للمحامين". مجلس اعلى للمحاسبة ومن المنتظر ان تنبثق عن المؤتمر الوطني للمحاسبة هيئة قيادية ممثلة من المشاركين فيه يطلق عليها المجلس الاعلى للمحاسبة يختار منسقا عاما له يتولى تمثيله قانونا ويتولى هذا المجلس الاشراف على بعث لجان قطاعية وترابية،و يراقب تنفيذ برنامج المحاسبة ويحيل الملفات بعد البحث والتحقيق فيها الى القضاء. بخصوص عدم مشاركة نداء تونس في مؤتمر المحاسبة أوضح المنسق العام للمؤتمر الوطني للمحاسبة ان المؤتمر الوطني سيجمع كل الاحزاب ما عدى نداء تونس والمبادرة والوطن باعتبارالارتباط الوثيق لهذه الاحزاب بالمنظومة السابقة وهو ما يتعارض مع أهداف المؤتمر الوطني للمحاسبة الذي يهدف الى تفكيك منظومة الفساد وتحقيق أهداف الثورة وفتح ملفات الفساد ومحاسبة كل من أجرم في حق الشعب. استحقاق سياسي ومطلب شعبي وأضاف عضو المكتب السياسي لحركة وفاء ان المؤتمر يأتي في ظرف حساس تشهده بلادنا ليجمع السياسيين والمجتمع المدني باعتبار المحاسبةه استحقاقا سياسيا ومطلبا شعبيا خاصة ان سنتين مرت على اندلاع الثورة ولم تتحقق عملية محاسبة الفاسدين في النظام السابق معتبرا ان المحاسبة مبادرة أشمل من العدالة الانتقالية بمعنى ان هناك ملفات فساد لابد ان يتم تقديمها الى القضاء وكشف أرشيف البوليس السياسي والديوانة ووكالة الاتصال الخارجي و أرشيف البنوك والصفقات العمومية. وبخصوص الاتهامات الموجهة لحركة وفاء بتوظيف مؤتمر المحاسبة لغايات انتخابية استعدادا للاستحقاقات القادمة نفى منذر بن أحمد ما يتم تداوله حول التوظيف السياسي لمؤتمرالمحاسبة سيما ان الحركة ليس لها غايات انتخابية بل غايتها تحقيق أهداف الثورة وتصحيح المسار الثوري مؤكدا ان الحركة وقيادييها يتعرضون منذ الاعلان عن المبادرة الى حملات تشويه واستنقاص على غرار مايحصل لعبد الرؤوف العيادي رئيس الهيئة التأسيسية من تشكيك وتشويه لتاريخه النضالي من قبل المنتمين لمنظومة الفساد في النظام السابق. كما اعتبر ان المحاسبة مهمة ثورية وواجب وطني وهاجس حركة وفاء الوحيد و كل القوى المشاركة في الثورة يتمثل في تحقيق أهم المطالب الشعبية وهو محاسبة الفاسدين وكشف ملفات الفساد الذي طال أكثر من اللازم خاصة بعد مرور عامين على اندلاع الثورة ولم تتحقق االاهداف." وفق تعبيره.