سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الجيل الرابع من تنظيمات "القاعدة" أفرزته الثورات العربية وهو أخطر من باقي التنظيمات وأكثرها عدائية خبير في الدراسات الاستراتيجية والأمن الشامل ل"الصباح":
اعتبر نور الدين النيفر الأستاذ الجامعي والعضو بالجمعية التونسية للدراسات الاستراتيجية والأمن الشامل في تصريح ل"الصباح" أن الجيل الرابع لتنظيمات القاعدة الذي أفرزته الثورات العربية (وهو يعد جيلا متمكنا من الانترنات ويتم التواصل بين افراده بأريحية كاملة وفقا للمتحدث) والذي يهدد بتفكيك الدولة يختلف عن باقي التنظيمات استنادا إلى أن هذا الجيل يملك المال والسلاح. وأضاف النيفرالذي التقته "الصباح" أمس على هامش الندوة التي حملت عنوان " الأمن الشامل في تونس.. أي مقاربة؟" والملتئمة ببادرة من الجمعية التونسية للدراسات الاستراتيجية وسياسات الأمن الشامل ومؤسسة كونراود الالمانية، أن "المال توفره الجمعيات الإسلامية الخليجية كما أن السلاح تؤمنه ليبيا؟" هذا الجيل وفقا للنيفر يحتكم إلى منطق الحرب بعد أن كان في شكل عصابات وبات يتخذ من ليبيا وسوريا مراكز للتدريبات قصد تدعيم الجانب اللوجستي. أما فيما يتعلق بتداعيات الحرب في مالي على تونس فقد أكد النيفر ل"الصباح" انه رغم أن ما يحدث هو صراع بين الولاياتالمتحدة والصين إلا ان انعكاساته هي هجرة السكان والجماعات نحو تونس والجزائر وليبيا فضلا عن أن هذه الجماعات المسلحة التي ستقع ملاحقتها ستتعاطف معها بعض القوى من داخل تونس وستمكنها من اللجوء في نطاق التنظيم العالمي للجهاديين على حد تعبيره. تهديدات المداخلة التي قدمها نورالدين النيفر خلال هذا اللقاء سلطت الضوء على التهديدات والتحديات التي تواجه الأمن الشامل والتي استهلها بإشكاليتين أساسيتين من وجهة نظره وهما: ماذا يحصل الآن بعد الربيع العربي من قبل ما يسمى بتنظيمات القاعدة؟ وماهي صلاحيات وحدود السلطة التقليدية بعد أن أصبح السلاح في يد الجيل الرابع من تنظيم القاعدة؟ وأوضح في هذا السياق أن ما يحصل الآن هو إعادة تفكيك الدول بالشكل التقليدي أي الدولة التي لها إقليم ومجال جوي وبحري ولها سيادة داخلية وخاصة بصفتها المستعمل الوحيد للعنف الشرعي وهذا جوهر الصراع بين هذه الجماعات. من جهة أخرى أشار الأستاذ إلى أن هذه التنظيمات كانت محاصرة في حدود أفغانستان والعراق وبعد ثورات الربيع العربي أتى الجيل الرابع للتنظيمات وهو جيل متمكن من الانترنات كما يتواصل مع بعضه البعض في أريحية كاملة. وبات من جهة أخرى ما يعرف بتجفيف منابع المال لا معنى له في ظل تواجد الجمعيات الإسلامية الخيرية التي تضخ هذه الأموال فضلا عن السلاح الذي توفره ليبيا وعلى هذا الأساس تقوم الدعوة للجهاد في سوريا وتحديدا في المناطق المهمشة والتي تعاني أوضاعا اجتماعية واقتصادية هشة ليكون الحل في الاستقطاب والتعبئة. أكثر جذرية في المعاداة ووصف النيفر هذا الجيل الرابع بأنه أكثر الشرائح جذرية في المعاداة وفي المطالبة بتفكيك الدولة التقليدية التي تمسك بزمام العنف الشرعي وتعويضها بدولة أخرى. وقال في هذا الشأن:"مثلا الدولة التونسية منذ نشأتها هي دولة استبدادية وهنالك دعوة إلى تأسيس دولة أخرى دستورها لا يخضع إلى المعايير الكلاسيكية وبالتالي يجب تفكيك قوات الأمن والجيش الداخلي وتعويضه بأخرى كرابطات حماية الثورة مثلا الذين يعتبرون أنفسهم الوارثين لقوات الأمن الداخلي". وأكد النيفر في نفس السياق أن المشروع الذين يعملون في نطاقه هو الحرب الأهلية للتخلص من هاته الفئات والجماعات وإعادة بناء المجتمع والدولة من جديد وفقا لضوابط عقائدية. كما أوضح النيفر أن هذا الجيل من تنظيم القاعدة لم يعد يهتم بالعدو البعيد وإنما العدو القريب فهم "يمارسون الحرب من اجل تحقيق أهداف سياسية" وذلك من خلال العمل على تفكيك الدولة الداخلية (سواء كان حرسا أو شرطة..) ومحاولة إضعافها فضلا عن تعويض القضاة بفقهاء يعملون وفق الشريعة مشيرا إلى أن الصراع الأساسي اليوم يكمن بين الدولة التقليدية التي لها سيادة خارجية وبين منطق الأمة الإسلامية الصالحة والذي يلغي مفهوم الوطن. واعتبر النيفر من جانب آخر أن"مشروع هذا الجيل هو حرب أهلية فهذه التنظيمات لا يقلقها تفكيك بناء المجتمعات فالمرجعيات الأساسية لم تعد مرجعية القانون وإنما مبادئ الفقه والشريعة." غياب إطار قانوني تجدر الإشارة إلى أن اللقاء شهد تدخل الدكتور نصر بن سلطانة رئيس الجمعية التونسية للدراسات الاستراتيجية والأمن الشامل الذي تطرق في مداخلته إلى آليات وسياسات الأمن و الدفاع في تونس.وانتقد في هذا السياق هذه السياسة قائلا :"ليست لنا سياسة في مجال الدفاع الوطني ولا الدفاع الشامل ولا الأمن الشامل إذ بقيت فقط على مستوى الخطاب". وأضاف بن سلطانة أن سياسة الدفاع والأمن الشامل رغم أهميتها لمصلحة الوطن فلا إطار تشريعي منظم لها إذ لا وجود لقوانين تحدد سياسة الأمن الداخلي في ظل غياب هياكل معنية تطبق هاته السياسة. أما فؤاد العلوي مدير مؤسسة الدفاع الوطني فقد اعتبر ان ابرز التحديات والتهديدات التي تواجه الامن ومستقبل البلاد هي نشاط القاعدة في بلدان المغرب الاسلامي والمتاجرة بالمخدرات وتنامي ظاهرة الهجرة غير الشرعية فضلا عن تنامي ظاهرة التهريب.