كشفت الفنانة المسرحية زهيرة بن عمار ل"الصباح" أنها ستفتتح قريبا فضاءها الثقافي"سنديانة" وهو الاسم نفسه لشركة إنتاجها الخاصة وذلك بعد جهود كبيرة بذلتها لهذا الغرض للحصول على هذا الفضاء الذي كان مخصّصا في السابق لنشاطات "تجمعية حزبية" وأضافت بطلة "امرأة" ومفقود و"سنديانة" أنها حظيت بأذان صاغية من قبل المسوؤليين الثقافيين في الحكومتين الأولى والثانية بعد الثورة وذلك بالتعاون مع وزارة أملاك الدولة والشؤون العقارية لتتمكن من تحقيق حلم طالما روادها خلال مسيرتها الفنية الزاخرة والتي تتجاوز الخمس وثلاثين سنة. وأفادتنا زهيرة بن عمار أنها تعمل خلال هذه الفترة على اللمسات الأخيرة لافتتاح فضائها الخاص، الذي يسعى لاحتضان أكبر عدد ممكن من الطاقات الفنية الشابة وتجنب الأفكار المتطرفة ومقاومتها كما تطمح محدثتنا من خلال هذا المشروع لانجاز عدد من الورشات في فن الممثل وغيرها وإنشاء مهرجان مسرحي يثري الحراك الثقافي في بلادنا بعد الثورة. وشددت على أن المضامين المسرحية، التي سيطرحها فضائها ستكون بعيدة عن أي انتماء سياسي أو حزبي على غرارها مشيرة إلى أنها ترفض الأحكام المسبقة وتعمل لأجل أهداف فنية وإنسانية وجديرة بثورتنا التي هي تاج عزة تونس. من جهة أخرى، اعتبرت الفنانة زهيرة بن عمار سنة 2013 قال خير عليها حيث كرمت في بدايتها من قبل الهيئة العربية للمسرح ومهرجانها بالدوحة وفي هذا الإطار تحدثت الممثلة والكاتبة والمخرجة المسرحية عن المستوى التنظيمي الرفيع للدورة الخامسة من مهرجان المسرح العربي بالدوحة والبرمجة الجيدة للأعمال الفنية التي تنم عن تطور واضح في مستوى الأعمال الفنية خصوصا المشاركة التونسية ووصفت محدثتنا شباب الفن الرابع ببلادنا بالوجه المشرف للمسرح التونسي في المهرجانات الدولية فإضافة لمواهبهم يتمتعون بثقافة جيدة. وعن مشاركتها في مهرجان المسرح العربي بينت زهيرة بن عمار أنها قدمت مداخلتين ضمن برمجة هذه التظاهرة، الأولى عن مسيرتها الفنية والمسرح التونسي والمكانة التي يحظى بها في العالم العربي وتحدثت خلالها عن أهم المناهج والفرق والأنماط المسرحية في تونس كما ناقشت محدثتنا في مداخلة ثانية الفن الرابع من موقعها كامرأة فاعلة في هذا المشهد خصوصا بعد الثورة وذلك صحبة عدد من الدكاترة في الفن الرابع في ندوة فكرية بعنوان"أي ربيع للمسرح العربي في ظل الربيع العربي". ونوهت الفنانة التونسية بالاستقبال، الذي حظيت به من قبل الهيئة العربية للمسرح ومن التونسيين المقيمين بقطر وأضافت أن حضورها كان شهادة من مسرحية تونسية عن حال المشهد الثقافي في بلادنا بعد الثورة حيث طمأنت النخبة الفنية العربية عن وضع المسرحي التونسي وأكدت في مداخلتها أن المسرحيين لم يتوقفوا عن عرض أعمالها في فترات حضر التجوال وانتقلوا في كامل البلاد بمسرحهم وخصوصا في المناطق الساخنة على غرار سيدي بوزيد والقصرين حتى يؤكدوا أن المسرحيين في تونس كانوا دوما ومازالوا شهود عيان ومؤرخين - فنيا- لمشاغل التونسيين. على صعيد آخر، نفت زهيرة بن عمار هجرها للسينما والتلفزيون بسبب انشغالها الأبدي بالمسرح قائلة:"أنا ممثلة وكاتبة ومخرجة في المسرح ولي انشغالات عديدة ضمن الورشات التكوينية ومع ذلك لا أرفض أي عمل فني جيد يقترح علي من التلفزيون أو السينما لأن هذه هي مهنتي." للتذكير فإن الفنانة زهيرة بن عمار لها في رصيدها أعمال فنية هامة تركت بصمتها في المسرح المحلي والعربي على غرار مشاركتها في أعمال الفاضل الجعايبي"عرب" و"كوميديا" و"فاميليا" و"عشاق المقهى المهجور" وأخرى أضاءت من خلالها مشاهد السينما التونسية في"حلفاوين" و"صيف حلق الوادي" و"صمت القصور".