صرّح مدير عام إدارة السدود بوزارة الفلاحة توفيق عبد الهادي بأنّ الوضع الراهن بمختلف السدود لا يبعث على القلق. وبأن طاقة المنشآت المائية تتسع لاستيعاب إرادات إضافية في حال تواصل نزول الأمطارعلى المديين القريب والمتوسط. وتعود هذه الأريحية في التقييم التي أبداها محدثنا إلى ما اتسم به مخزون السدود إلى هذه الفترة من تراجع مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية يسمح باستيعاب كميات وافرة،إضافة إلى أن كميات الأمطار المسجلة إلى هذا اليوم ليست بالغزارة التي قد تثيرالهواجس وإن تبقى اليقظة واجبة. وتفيد المعطيات التي توفرت ل"الصباح" بأن حجم مخزون المياه المسجل هذه الفترة يبلغ 1,380مليار متر مكعب مقابل 1,664مليارالسنة الماضية في نفس الفترة. بفارق يناهز300مليون متر مكعب. وقد مكنت كميات أمطار خلال اليومين الماضيين من توفير إرادات بالسدود لم تتجاوز37مليون متر مكعب أهمها بجهة بنزرت. على اعتبار أن الهطولات المسجلة لم تكن عامة وكانت بارزة نسبيا بعدد من مناطق بنزرت وجندوبة دون أن تبلغ مستويات مرتفعة. ومن المتوقع أن تسجل حالة الطقس هذا اليوم فترة صحو وجيزة، ونزول كميات ضعيفة من الأمطار غدا الأحد ما يستبعد شبح الفيضانات.وأورد مصدرنا أن الامطار المتوقعة ستحسن من منسوب السدود دون بلوغ مستويات قصوى حرجة على المدى القريب استنادا إلى التكهنات الجوية. وبالنظر إلى أن موسم الأمطار يمتد عادة إلى الأشهر الثلاثة أو الأربعة القادمة فإنه من المتوقع تسجيل إرادات إضافية لتعزيز المخزون الحالي. علما أن طاقة الاستيعاب الجملية للسدود تتسع إلى حدود2,100مليار متر مكعب، فيما لا تزيد حاجيات الإستهلاك عن800مليون متر مكعب سنويا. وأشار توفيق عبد الهادي من جهة أخرى إلى أن نقص المخزون لم يمثل أي ضغط على نسق التزويد بالمياه لمختلف الحرفاء حيث تمت تغطية الحاجيات الاستهلاكية بصفة عادية رغم شح الأمطار طوال الفترة الماضية. عين على سدودنا وأخرى على الجزائر لئن لا يشكل الوضع الراهن للعوامل المناخية خطرا على منسوب المياه بالسدود فإن اليقظة تظل قائمة مع التحسب والتأهب لكل طارئ،وفي هذا الصدد يحظى وادي مجردة بمتابعة خاصة من الجهات المعنية باعتباره أكبروأهم الأودية التونسية وكذلك لأن الفيضانات تتشكل بمحوره،سيما أنه ينبع بسوق هراس غربي الجزائر ما يجعل مراقبة مستجدات الوضع به دقيقة ومنتظمة خاصة في حال نزول كميات أمطار هامة بالجانب الجزائري. وبالتوازي تشتد المراقبة على منسوب سد وادي ملاق الذي يمثل أحد روافد مجردة وينبع بشرق الجزائر.لتكون بالتالي عين المصالح المختصة في التصرف في السدود مركزة عند دخول موسم الأمطارعلى تطورات أحوال الطقس في تونسوالجزائر. وأفاد مدير عام السدود بأن التنسيق مع مختلف الهياكل المعنية متواصل في إطار المتابعة الآنية ومن أجل التدخل الفاعل في كل مايستجد من تطورات. هكذا إذن بعد طول انتظار أطل علينا موسم الأمطار واستبشر الفلاحون للغيث الذي بدد مخاوفهم ونأمل أن تكون كل الإدارات المعنية وليس الأمر حكرا على الفلاحة فقط على أهبة مواجهة أي وضعية طارئة في ظل تقلبات الطقس.