بطولة إفريقيا لكرة اليد للصغريات: تونس في النهائي بعد فوز مثير على غينيا    التنس: تأهل التونسي معز الشرقي الى نهائي بطولة سان تروبيه للتحدي    مهرجان بورسعيد السينمائي الدولي يحتفي بالسينما التونسية    "أمامكم 24 ساعة فقط".. كبرى الشركات الأمريكية توجه تحذيرا لموظفيها الأجانب    مسرحية "على وجه الخطأ تحرز ثلاث جوائز في مهرجان صيف الزرقاء المسرحي العربي    جندوبة: حملة نظافة بالمستشفى الجهوى    تحذير هام: تناول الباراسيتامول باستمرار يعرّضك لهذه الأمراض القاتلة    حوادث المرور في تونس: السهو والسرعة يبقيان الأكثر تهديدًا للأرواح    سوسة: اليوم العلمي الأول حول صحة المرأة    هذا ما تقرّر ضد فتاة أوهمت شبّانا بتأشيرات سفر إلى الخارج.. #خبر_عاجل    عاجل: وفاة عامل بمحطة تحلية المياه تابعة للصوناد في حادث مرور أليم    بعد اجتياح غزة.. حماس تنشر "صورة وداعية" للرهائن الإسرائيليين    عاجل/ وزير ألماني أسبق يدعو لحوار مع تونس والمغرب بشأن هذا الملف    معاناة صامتة : نصف معيني مرضى الزهايمر في تونس يعانون من هذه الامراض    رابطة الأبطال الافريقية: الترجي الرياضي والاتحاد المنستيري من أجل قطع خطوة هامة نحو الدور الثاني    زغوان: غلق مصنع المنسوجات التقنية "سيون" بالجهة وإحالة 250 عاملا وعاملة على البطالة    أبرز الأحداث السياسية في تونس بين 13 و20 سبتمبر 2025    بنزرت "بين الجسرين" .. "المتحرك" معاناة و"الثابت" أمل    سليانة: وضع 8 ألاف و400 قنطار من البذور منذ بداية شهر سبتمبر    الوكالة الوطنية للتحكم في الطاقة ستتولى ابرام ملاحق لعقود برنامج "بروسول الاك الاقتصادي" بصفة استثنائية    اليوم العالمي للزهايمر: التأكيد على أهمية حماية المُعين من العائلة ومن الإطار شبه الطبي للمصابين بالزهايمر من الانهيار النفسي    غدا الأحد: هذه المناطق من العالم على موعد مع كسوف جزئي للشمس    الاحتلال الإسرائيلي يغتال عائلة مدير مجمع الشفاء في غزة    عاجل/ بشائر الأمطار بداية من هذا الموعد..    عاجل/ حملة أمنية في أسواق الجُملة تُسفر عن إيقافات وقرارات بالإحتفاظ    جمعية المرسى الرياضية تنظم النسخة الرابعة من ماراطون مقاومة الانقطاع المبكر عن الدارسة    بنزرت: حجز أطنان من اللحوم والمواد الغذائية المخزّنة في ظروف غير صحية    من بينها تونس: 8 دول عربية تستقبل الخريف    صرف الدفعة الأولى من المساعدات المالية بمناسبة العودة المدرسية في هذا الموعد    عاجل/ ترامب يُمهل السوريين 60 يوما لمغادرة أمريكا    لكلّ من فهم بالغالط: المغرب فرضت ''الفيزا'' على هؤلاء التوانسة فقط    الكاف: قافلة صحية تحت شعار "صحتك في قلبك"    أكثر من 100 ألف تونسي مصاب بالزهايمر ومئات الآلاف من العائلات تعاني    الفيفا يتلقى 4.5 مليون طلب لشراء تذاكر مباريات كأس العالم 2026    عاجل: تأخير وإلغاء رحلات جوية بسبب هجوم إلكتروني    عاجل/ عقوبة سجنية ضد الشاب الذي صوّب سلاحا مزيّفا تجاه أعوان أمن    اليوم: استقرار حراري وأمطار محدودة بهذه المناطق    لماذا يضعف الدينار رغم نموّ 3.2 بالمائة؟ قراءة معمّقة في تحليل العربي بن بوهالي    "يوتيوب" يحظر حساب مادورو    بعد موجة من الانتقادات.. إيناس الدغيدي تلغي حفل زفافها وتكتفي بالاحتفال العائلي    القيروان.. 7 مصابين في حادث مرور    أمين عام الأمم المتحدة.. العالم يجب ألاّ يخشى ردود أفعال إسرائيل    استراحة «الويكاند»    تتويج مسرحي تونسي جديد: «على وجه الخطأ» تحصد 3 جوائز في الأردن    في عرض سمفوني بالمسرح البلدي...كاميليا مزاح وأشرف بطيبي يتداولان على العزف والقيادة    وزارة الدفاع تنتدب    تراجع عائدات زيت الزيتون المصدّر ب29,5 % إلى موفى أوت 2025    أكثر من 400 فنان عالمي يطالبون بإزالة أغانيهم من المنصات في إسرائيل    البنك التونسي للتضامن يقر اجراءات جديدة لفائدة صغار مزارعي الحبوب    مهذّب الرميلي يشارك في السباق الرمضاني من خلال هذا العمل..    قريبا القمح والشعير يركبوا في ''train''؟ تعرف على خطة النقل الجديدة    ما تفوتهاش: فضائل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة!    في أحدث ظهور له: هكذا بدا الزعيم عادل إمام    كيف سيكون طقس الجمعة 19 سبتمبر؟    بطولة العالم للكرة الطائرة رجال الفلبين: تونس تواجه منتخب التشيك في هذا الموعد    الرابطة المحترفة الاولى : حكام مباريات الجولة السابعة    وخالق الناس بخلق حسن    يا توانسة: آخر أيام الصيف قُربت.. تعرف على الموعد بالضبط!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"غرب" مهمش.. مدن ساحلية "هادئة".. والعاصمة مركز التجاذبات..
ملفات "الصباح" : الاحتجاجات والمطلبية تقسمان تونس إلى نصفين..
نشر في الصباح يوم 31 - 01 - 2013

فاقت الاحتجاجات المسجلة سنة 2012 حسب المصادر الرسمية النسب التي تم تسجيلها طيلة حكم النظام السابق، حيث فاقت الثلاثة آلاف بين اعتصامات واضرابات ووقفات احتجاجية وقطع للطرق..
وفي عرض غير دقيق ل "الصباح" لسلسلة الاضطرابات المسجلة خلال السنة الماضية بدا واضحا أن الاحتجاجات قد قسمت تونس عموديا الى نصفين، مدن غربية ساخنة..تشكو التهميش وتطالب بالتنمية والتشغيل ومدن اخرى شرق البلاد هي اكثر هدوءا واستقرارا.. مع مركز هو العاصمة يشكل ملعبا تطفو فيه كل التجاذبات السياسية والاجتماعية والعقائدية بمختلف تمظهراتها..
واستنادا للاضطرابات التي تم تسجيلها خلال سنة 2012 تعد كل من ولاية قفصة والقصرين وسيدي بوزيد.. المدن الاكثر حركية وتوترا تليها مدن الكاف وسليانة وصفاقس (المعتمديات أساسا) ثم تأتي مدن قابس ومدنين وتطاوين..
وعلى سبيل الحصر شهدت معتمديات الحوض المنجمي بولاية قفصة سلسة من الاحتجاجات، التي كان لها ارتباط وثيق بشركة فسفاط قفصة، تكاد تكون بصفة شهرية حيث شهدت في مارس 2012 اعتصامات تسببت في شلل تام لانشطة شركة فسفاط قفصة..تلتها اضطرابات في شهر افريل شملت اكثر من معتمدية بسبب انقطاع الماء الذي تواصل لمدة تفوق الشهرين..
وبعد هدوء نسبي عادت الاحتجاجات بالمنطقة على خلفية اعلان نتائج الانتدابات بشركة فسفاط قفصة..وتواصل النسق الاحتجاجي ليأخذ منحى اوسع في اواخر سنة2012 وبداية 2013 مع التصويت على المرسوم 97 واستثناء شهداء الحوض المنجمي وجرحاه من قائمة شهداء وجرحى الثورة..
وبدورها عرفت ولاية القصرين نفس النسق الاحتجاجي الذي ارتبط بتواريخ محاكمة شهداء وجرحى الثورة والتي تتحول في الغالب الى اضطرابات مطالبة بالتنمية الجهوية والتشغيل.. هذا الى جانب أن القصرين كانت منطقة توتر أمني خلال السنة الفارطة ارتبط بتواجد الجماعات المسلحة في جبال الجهة وحصول مواجهات بينها وبين قوات الجيش والامن الوطني..
بدورها شهدت ولايتي جندوبة والكاف مواجهات امنية بين قوات الامن ومسلحين باعتبارها مناطق حدودية ومسار لعبور تجارة تهريب الاسلحة والممنوعات.. وفي نفس الوقت عرفت عديد الحركات الاحتجاجية أبرزها ما سجلته مدينة سليانة خلال شهر ديسمبر 2012 والذي عرف مواجهة وحشية من قبل قوات الامن..
في الجنوب الشرقي التونسي ارتبطت الاحتجاجات في قابس باعلان نتائج المجمع الكيمائي وتواصلت لأسبوع تقريبا..
وفي ولاية مدنين أدى اغلاق معبر راس جدير الى نشوب عديد الاضطرابات بالمنطقة خاصة ان الجهة تعتمد في دورتها الاقتصادية أساسا على المعاملات التجارية مع الجارة ليبيا
◗ ريم- ايمان

مختص في التنمية ل«الصباح»:
فقدان الأمل.. الاشكالية الاكبر في المناطق المهمشة
تونس تشهد تراجعا في عقلية التنمية..
◄ معدل تنمية ب4٪ مستحيل تحقيقه في 2013..
اعتبر غازي بوليلة الجامعي المختص في التنمية والمشرف على انجاز الكتاب الابيض للتنمية مع حكومة الباجي قائد السبسي، ان تواصل الاحتجاجات والاعتصامات بمدن تونسية وخاصة تلك التي تعاني التهميش والتفقير أمر طبيعي في ظل عدم تحقق ايا من الوعود وعدم تحسن الوضع الاقتصادي العام للبلاد..
ورأى ان"تونس تشهد تراجعا في عقلية التنمية.. فمثلا في الوقت الذي كان من المفروض تحسين خدمات النقل العمومي.. والانطلاق في تركيز مشروع القطار السريع.. يتم التوجه نحو مشروع توريد"التكتك." وهذا الامر.. مخيب للآمل.."
وأوضح بوليلية أن المستثمر التونسي أو الاجنبي لم يتقدم بدوره وزاد من تأزم الوضع عدم تقديم الحكومة لأية ضماناتها..
ويوصي الكتاب الابيض، الذي جاء كنتاج لدراسات وعمل لجنة تتكون من6 خبراء أكاديميين قاموا بقراءة ميدانية لواقع المدن التونسية،.. ببناء وفاق بين القطاعين الخاص والعام بتشجيع أبرز المستثمرين التونسيين على تفريع نشاطهم الاصلي في الجهات الداخلية وذلك ببعث نفس المؤسسة الصناعية بنفس المنتوج في إحدى المناطق التي تحتاج للاستثمار، مقابل توفير الحكومة لهؤلاء المستثمرين الارض مثلا وتسهيلات ايصال الكهرباء والغاز..
هذا التوجه بحسب الخبير في التنمية، يمكن أن يربح الدولة الكثير من الوقت، فبعث فرع لأحد المصانع أو الشركات يتطلب وقتا اقل من تركيز شركة وذلك لتوفر عامل التجربة والتقنيين ومسالك التوزيع...
وقال:"على الحكومة أن تتصل بالمستثمرين وتقدم مقترحاتها الخاصة بطرق النهوض بالاستثمار وذلك بتأسيس شراكة بين العام والخاص."
وأضاف "الكتاب الابيض كان بمثابة رؤية علمية للواقع الاقتصادي التونسي.. والمؤسف ان الحكومة الحالية لم تقم حتى بقراءته على ما يبدو.. وابدت تجاهلا تاما له.." مشيرا إلى أن الخبراء الذين اعدوا الكتاب كان لديهم الاستعداد للعمل مع اي طرف وليس لهم اي انتماء سياسي.. باعتبار أن الغاية هي تطوير البلاد وتحسين الوضع الاقتصادي."
وأكد غازي بوليلة أن"فقدان الامل هو الاشكالية الاكبر في هذه المناطق المهمشة وهذه الخيبة هي التي تنتج الاحتجاجات."
وتوقع في السياق ذاته أن"تتواصل الاحتجاجات في ظل الابقاء على نفس الرسائل المخيبة للامال الامر الذي قد يزيد في حدة تأزم الوضع الاقتصادي."
وقال إن"حديث الساسة عن ارتفاع معدل التنمية الى4 أو4.5 بالمائة مسالة غير منطقية، ففي الوقت الحالي تحقيق نسبة 2 بالمائة يعد رقما خارقا للعادة.."
فالاستثمار الخارجي محدود جدا ويقتصر على مشاريع التنقيب على البترول.. وانتاج الفسفاط يشهد تذبذبا وتراجعا، كما ان الموسم الفلاحي ليس بمستوى السنة الفارطة وهناك امكانية كبيرة ترجح تراجع موسم السياحة..
وعن توقعاته ل2013 قال بوليلة:"دون تحديد موعد واضح للانتخابات لا يمكن تحسين الوضع الاقتصادي فالمستثمر الاجنبي لا يمكن ان يأتي في اطار ظرفية سياسية غير مستقرة كما أن المستثمر التونسي لن يجازف بتركيز استثمارات مع حكومة قد تتغير في اي وقت.. والامر نفسه بالنسبة للمواطن الذي فقد الثقة في السياسيين فهو المواطن الوحيد في العالم الذي لا يعلم موعد انتخاباته القادمة.."
تجدر الاشارة الى ان الكتاب الابيض اعتمد على مؤشر الانقطاع المبكر عن الدراسة كعنصر اساسي في قراءة الوضع العام للجهات باعتباره نتاجا للفقر والتهميش وضعف البنية التحتية.. وتمت دراسة المناطق المعنية حالة بحالة مع التركيز على خصوصية كل جهة..
◗ ريم سوودي

باحث في علم الاجتماع السياسي:
تقاليد الثورة والاحتجاج جزء من ثقافة هذه المناطق
◄ من الظلم أن ننسى أن المناطق المهمشة هي روح تونس وقلبها النابض حضاريا واجتماعيا
رأى طارق بلحاج محمد الباحث في علم الاجتماع السياسي، أن قراءة الاحتجاجات الدورية المتواصلة التي تشهدها المدن الغربية للخريطة في تقسيم عمودي للبلاد، على ان سببها ظرفي تنموي بالاساس "هو تحليل سليم.. ولكنه غير كاف للنفاذ الى فهم عميق لاسباب وتاريخ وثقافة الاحتجاج في هذه المناطق..".
و اعتمد في حديثه ل"الصباح" مقاربتين لفهم الظاهرة الاحتجاجية في "الغرب" التونسي. السياسي الاقتصادي، والتاريخي الاجتماعي.
ولاحظ: "من المفارقات ان المناطق الغربية للبلاد التونسية هي من أكثر المناطق التي تحتوي على ثروات طبيعية واقتصادية بداية من الشمال الغربي وفلاحته ومناجمه وصولا الى الوسط والجنوب الغربيين بثراء مخزوناتها المنجمية".
وقال"هذه الجهات ورغم هذه الثروات لطالما كانت جهات مهمشة سياسيا واقتصاديا على مرّ العصور يقتصر دورها على توفير الجنود والخيرات والمؤونة للسلطة المركزية دون التمتع في المقابل بمكاسب سياسية تتماشى مع حجم هذه المساهمة نظرا إلى أن السلطة كانت متمركزة تاريخيا اما في العاصمة أو في احوازها ولم تتجاوز في احسن الحالات المهدية مع الدولة الفاطمية والقيروان مع الدولة الاغالبية".
وكانت هذه المناطق حسب بلحاج محمد عبارة عن خزان اقتصادي وبشري لسلط متعاقبة ولذلك سجلت على مرّ التاريخ ثورات على الوضعية المهينة.. وحتى مع الدولة الوطنية الحديثة تمت المحافظة على نفس هذا التمشي الى اليوم.
التاريخي الاجتماعي..
وذكر طارق بلحاج محمد أنه "لطالما كانت تقاليد الثورة والاحتجاج جزءا من ثقافة هذه المناطق سواء على السلطة القائمة وحتى على المستعمر ومثلت تهديدا للسلطة المركزية القائمة".
مذكرا بأن هذه المناطق "هي من أنجبت علي بن غذاهم الذي كان قاب قوسين أو ادنى من اسقاط الدولة المركزية كما كانت خزان الفتنة الباشية/الحسينية ووقود الفتنة البورقيبية/اليوسفية.. وهي من انجبت بن سديرة ومن أطلقت أول رصاصة ضد المستعمر.. وهي المناطق نفسها التي ارسلت أولى شرارات هذه الثورة وبالتالي ليس من الغريب أن جهات بهذا التاريخ تتمرد وتخرج عن الحاكم -سبب تهميشها- وتكون اليوم حاضرة بقوة في الثورة وبعدها..".
وأوضح: "من الظلم أن ننسى أن هذه المناطق المهمشة هي روح تونس وقلبها النابض حضاريا واجتماعيا.. بلاريجيا في جندوبة وباجة مطمورة روما ويوغرطا في الشمال الغربي.. والحضارة الرومانية في القصرين وصولا الى أقدم حضارة في قفصة والجنوب الغربي"..
وبيّن أن "مناطق بالعمق الحضاري لا يمكن أن تصمت على الظلم والاقصاء الذي كان ولا يزال قائما.. فمهما كانت قوة الدولة فهي غير قادرة على قمع هذه المناطق، فتاريخيا مهنتهم "الاحتجاج".. والخطأ هو في اصرار الدولة على تركيعهم"..
القاسم المشترك
واعتبر الباحث في علم الاجتماع السياسي ان القاسم المشترك بين كل هذه المناطق هي انها "مناطق حدودية مع جار قوي وهو الجزائر، ورغم تهميشها من السلطة الا انها كانت حصنا لتونس والتونسيين أمام نوايا التوسع"..
وبين أن "هذه المناطق بقدر احساسها بالغبن وبقدر توطد علاقتها الاجتماعية والتاريخية بالجيران، لم يقايضوا يوما على ولائهم للوطن"..
وتترك هذه المناطق حسب تقديره بقصد أو بدونه ل"تعيش عالة على الجيران فيما يتعلق بتدبير أمورها الاقتصادية والمعيشية..". ويرى أن "نكرانا بهذا الحجم لا يمكن أن تداريه ثورة فاشلة أو مسروقة على غرار الثورة التونسية ولذلك يتواصل الاحتجاج في المنطقة الغربية للبلاد التونسية الى اليوم".
◗ ريم
++++++++++
المشاريع العمومية بالجهات
بين طلبات العروض.. تحت الدراسة.. وصعوبات الإنجاز
شعارات رُفعت منذ الثورة – ولازالت- بعدة ولايات خاصة منها الداخلية مطالبة بالتنمية والتشغيل كان أبرزها شغل – حرية – كرامة وطنية – عدالة اجتماعية ، فطالت التهم الحكومة الحالية بالتباطؤ والتقاعس ومواصلة سياسة التهميش والإقصاء غير أنّه ، واستنادا إلى معطيات وإحصائيات مأتاها وزارة التنمية الجهوية والتخطيط، يتبين أنّ إشكاليات عدة تُعيق منوال التنمية، إذ بالعودة إلى توزيع المشاريع العمومية الجديدة والمتواصلة البالغ عددها 7945 بكامل الجمهورية ما قبل وخلال سنة 2012، فإن 645 مشروعا عموميا بكلفة تناهز 1.4 م د تواجه صعوبات.
هذا العدد الضخم من المشاريع لم ينجز منها سوى 1300 مشروع - علما وأن عددا منها انطلق منذ سنة 2010 – في حين أن 2085 مشروعا بصدد الإنجاز و1513 بصدد طلب العروض أما المشاريع التي بصدد الدراسة فقد قدر عددها ب 1862 بكلفة تناهز 1885 مليون دينار، غير أن المشاريع التي لم تنطلق فقد بلغ عددها 1184 مشروعا قدرت كلفتها ب 2248 م د موزعة أغلبها بولاية قابس 170، سيدي بوزيد 147، تطاوين 135، جندوبة 123، القيروان 112، الكاف 84، قبلي 76، توزر 73، صفاقس 58 وبقية الولايات.
كلفة جملة هذه المشاريع (7945) قدرت ب 11068 مليون دينار فتم تخصيص 734 م د لسيدي بوزيد لإنجاز 625 مشروعا أنجز منها 69 مشروعا ، 108 بصدد الإنجاز، 93 تواجه حاليا صعوبات، 62 مشروعا بصدد طلب العروض و147 بصدد الدراسة، أما بالنسبة لولاية سليانة التي شهدت احتجاجات وأحداث عنيفة أواخر سنة 2012 فقد بلغ عدد المشاريع العمومية بها 349 مشروعا بكلفة ب 295 م د أنجز منها 31 مشروعا في حين أن 110 بصدد الإنجاز و143 بصدد الدراسة و18 تواجه صعوبات.
أما بولاية الكاف فقد بلغت المشاريع العمومية 427 بكلفة 365 مليون دينار أنجز منها 58 ، و136 بصدد الإنجاز، 64 مشروعا بصدد طلب العروض و84 بصدد الدراسة في حين 51 مشروع يواجه صعوبات.
كذلك الشأن بالنسبة لولاية قفصة فقد بلغ عدد مشاريعها العمومية 536 بكلفة 552 م د ، لم ينجز بها سوى 25 مشروعا في حين 187 مشروعا بصدد الإنجاز، 53 مشروعا بصدد طلب العروض و42 بصدد الدراسة و75 تواجه صعوبات، أما بالنسبة لولاية جندوبة فإن عدد المشاريع تقارب 690 مشروعا بكلفة 392 م د أنجز منها 129 و63 بصدد الإنجاز و137 بصدد طلب العروض و125 بصدد الدراسة و75 تواجه صعوبات.
وبخصوص ولاية القصرين وهي من أكثر الولايات التي تشهد من حين إلى آخر احتجاجات بسبب تباطؤ نسق التنمية فإن عدد المشاريع العمومية المبرمجة تبلغ 342 مشروعا كلفتها 354 م د أنجز منها 66 مشروعا، 49 بصدد الإنجاز، 55 بصدد طلب العروض، 40 بصدد الدراسة، و8 تواجه صعوبات.
ولاية تطاوين بدورها استأثرت ب270 مشروعا عموميا بتكلفة 160 م د لم ينجز منها إلا 19 مشروعا، في حين 107 مشروعا بصدد الإنجاز، 34 بصدد طلب العروض ، 63 بصدد الدراسة و6 تواجه صعوبات، أما ولاية مدنين فعدد المشاريع العمومية بها 228 مشروعا بكلفة 740 م د لم ينجز منها 61، 94 بصدد الإنجاز، 23 بصدد طلب العروض ن 20بصدد الدراسة و27 تواجه صعوبات.
وقد وقع برمجة 630 مشروعا عموميا لولاية القيروان بكلفة 497 م د لم ينجز منها سوى 85 مشروعا، في حين 171 مشروعا بصدد الإنجاز 183 بصدد طلب العروض، 84 بصدد الدراسة و67 يواجه صعوبات، أما بولاية صفاقس فإن عدد المشاريع العمومية بلغ 301 بكلفة 539 م د لم ينجز منها سوى 40 مشروعا و52 بصدد الإنجاز و62 بصدد طلب العروض، 58 بصدد الدراسة و9 تواجه مشاكل.
بولاية قابس وقعت برمجة 317 مشروعا عموميا بكلفة 378 م د لم ينجز منها إلا 21 مشروع في حين 40 مشروع بصدد الإنجاز، 86 بصدد طلب العروض، 170 بصدد الدراسة، أما بولاية قبلي فقد بلغ عدد المشاريع 384 مشروعا عموميا بكلفة 218 م د أنجز منها 88 مشروعا و89 بصدد الإنجاز، 87 بصدد طلب العروض 80 بصدد الدراسة 80 و40 مشروعا يواجه صعوبات. عديد الولايات تواجه مشاريعها صعوبات ذكر البعض منها بالموقع الإلكتروني لوزارة التنمية الجهوية والتخطيط من ذلك 6 مشاريع بولاية تطاوين تهم القطاع الثقافي والإتصالات والقطاع الفلاحي خاصة فيما يهم المسالك الفلاحية تشهد صعوبات في تقدم انجازها إما بسبب نقص اليد العاملة أو التزود بالمواد الأولية أو نقص في المعدات أو بسبب احتجاجات المواطنين التي تسببت في إيقاف عدد من الأشغال.
أما بولاية سليانة فإن 18 مشروعا، من بينها تزويد التجمعات السكنية الريفية بالماء الصالح للشراب، يواجه صعوبات من أبرزها احتجاجات المواطنين واعتراضهم على عدد منها، لتدخل الإشكاليات العقارية وتعهدات المقاولين على الخط لتعطل عدد منها إلى جانب طول الإجراءات الإدارية وغياب التنسيق بين مختلف السلط المركزية والجهوية.
فأبرز الإشكاليات المعطلة لنسق تقدم انجاز المشاريع تعود بالأساس إلى صعوبات عقارية إلى طول دراسة عروض الصفقات والمصادقة عليها حتى أن البعض قد ألغي كما أن تعهد المقاولين ومدى تقيدهم بالتزاماتهم لإتمام المشاريع الموكولة بعهدتهم قد وضع في المحك فوجهت إليهم العديد من عرائض التنبيه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.