الضحية ظلّ طيلة 45 دقيقة دون اسعاف وصديقه ألقى القبض على احد المظنون فيهم بنفسه الاسبوعي القسم القضائي: قبل اسابيع قليلة شهدت مدينة قربة جريمة قتل راح ضحيتها مهاجر بليبيا وخلّفت ارملة شابة ورضيعة وفيما تزال اطوار تلك الجريمة تشغل بال الاهالي حتى استفاقوا في بداية الاسبوع الفارط على وقع جريمة قتل ثانية جدت بقلب المدينة وسط الطريق العام وتحديدا قرب البلدية ومركز الارشاد الفلاحي، ولئن قُتل في الاولى شاب في الثلاثين من عمره فان الثانية حملت معها شابا من مواليد 7 اكتوبر 1985 يدعى راشد وهو طالب تحصل منذ ايام قليلة على ديبلوم تقني سام في التبريد واختير ضمن مجموعة الخمسة في هذا الاختصاص التي لها اولوية العمل في الخارج وكان يستعد للسفر الى الامارات العربية المتحدة لمباشرة العمل ولكن..ولكن منحرفا قضى على حلمه وحلم عائلة الغربي بقربة.. عندما غرس نصل سكين في ساق راشد.. فكان الموت وكانت نهاية شاب يكن له اصدقاؤه كل الحب لدماثة اخلاقه وطيبته. نداءات لتكثيف الدوريات الامنية ليلا للقضاء على ظاهرة التسكع تأخر الاسعاف في بداية الحديث مع افراد عائلة المأسوف عليه افادنا الشقيق الاكبر لراشد ويدعى علي ان شقيقه «مات بسببين اولهما تلقيه لطعنة حادة وثانيهما تأخر الاسعاف» واضاف: «لقد ظل راشد طوال 45 دقيقة طريح الارض والدماء تنزف من موقع الطعنة رغم ان مسرح الجريمة لا يبعد عن المستشفى سوى مائتي متر ولكن سيارة الاسعاف لم تأت اذ علمنا انها معطبة كما رفض عون امن حل بالمكان نقل شقيقي ولكن اصدقاءه قرروا بعد انتظار طويل نقله الى المستشفى بواسطة سيارة خاصة، وهناك احيل الى مستشفى نابل حيث فارق الحياة». واشار علي الى ان شقيقه مات نتيجة نزيف دموي حاد باعتباره ظل ينزف طيلة ساعة الا ربعا قبل نقله الى المستشفى واكد على انه لو نقل على جناح السرعة لامكن اسعافه غير انه عادوا واكد انه القضاء والقدر. طعنة في الفخذ وعن وقائع هذه الجريمة قال علي: «كنت أباشر العمل بمحلي للخدمات الالكترونية والاعلامية وفي الان نفسه بصدد انتظار مجيء راشد ليبقى مكاني بعض الوقت اذ اتصلت به فاعلمني انه قادم من مقر الكشافة باعتباره كشافا رفقة صديق لنا ولكن بعد فترة زمنية (حوالي الحادية عشرة) فوجئت بمجيء الصديق وكان مشوها بالدماء ومعه شخص اخر قال لي انه كان برفقة شاب اخر اعتدى على اخي بسكين واعلمني بان راشد ظل طريح الارض وينزف فسارعت باشعار اعوان الامن الوطني بقربة بالحادثة واعلمتهم بان احد المظنون فيهما في محلي». واضاف: «لقد حاول جميع اصدقاء اخي الاعتداء عليه بالعنف لكنني دافعت عنه ومنعتهم من ايذائه الى ان جاء الاعوان واستلموه ثم توجهت الى المستشفى للاطمئنان على اخي ولكن الاطار المباشر اعلمني انه سينقل الى مستشفى محمد الطاهر المعموري بنابل ولابد من مصاحبته للتبرع له بالدم ولكن بوصولنا علمنا انه فارق الحياة». من أجل سيجارة وذكر علي ان شقيقه كان رفقة صديق له عندما اعترض سبيلهما ثلاثة شبان «فطلب احدهما من راشد ان يسلمه سيجارة ولكن اخي اعتذر له بكل لطف باعتباره لا يدخن فتعمد المظنون فيه شتمه لفظيا وعندما هم راشد بمواصلة الطريق نحو محلي فاجأه المتهم وسدد له طعنة قوية في الجهة الخلفية من فخذه. حينها التقط مرافق شقيقي قطعة آجر وحاول اصابة المتهم غير انه طعنه بدوره قبل ان يسلم السكين لأحد مرافقيه ويلوذ معه بالفرار فيما نجح الصديق في الامساك بالمظنون فيه الثالث». تشخيص اولي امنيا علمنا ان اعوان فرقة الشرطة العدلية بمنزل تميم تولوا البحث في القضية بمقتضى انابة عدلية صادرة عن حاكم التحقيق بابتدائية قرمبالية، وقد استمعوا لاقوال اثنين من المظنون فيهم فيما تحصن الثالث الذي يرجح انه اخفى الة الجريمة بالفرار كما سجلوا اقوال الصديق الذي قام يوم الاربعاء الفارط بالتوجه الى موقع الجريمة رفقة الاعوان وشخّص لهم ما حدث في انتظار تشخيص الجريمة من قبل المظنون فيهم الذين يرجح انهم اقترفوا ثلاثة «براكاجات» في نفس الليلة التي انتهت بمقتل شاب «لا عملت يدو ولا ساقو» وقد رجانا عدد من مواطني الجهة الذين كانوا يقدمون واجب العزاء ان نبلغ صوتهم الى الجهات المعنية قصد تكثيف الدوريات الامنية الليلية للقضاء على ظاهرة التسكع التي تسببت في مقتل شخصين خلال اسابيع قليلة.