- يستعمل اليوم اليسار التونسي مصطلح "شهيد" عند الحديث عن المرحوم شكري بلعيد في حين أن نفس التيار في لجنة تقصي الحقائق وفي مقال أكاديمي يعتبر مصطلح "شهيد" ابتعاد عما سماه باحث كتب في هذا الشأن: "[...] التجرد والحياد وعن لغة ودقة المفاهيم والمصطلحات القانونية[...]"، مستطردا: "وعوضا عن اسم "الشهيد" استعملت اللجنة تسمية ضحية للدلالة عن المتوفين جراء الانتهاكات خلال الفترة المعنية" [البوني (عفيف)، "ملف الثورة التونسية: حقائق ووقائع موثقة بالشهادات الحية (ملخص تقريراللجنة الوطنية لاستقصاء الحقائق حول التجاوزات المسجلة بالجمهورية التونسية من 17 ديسمبر 2010 إلى 23 أكتوبر 2011)"، ضمن قضايا استراتيجية، عدد 7،( أكتوبر نوفمبر ديسمبر 2012،) ص65.]... ويرى نفس الكاتب أن كلمة "شهيد" لها مدلول ديني، مستشهدا في ذلك بلسان العرب وبمدلولها في اللغة الفرنسية، محاولا في مقابل ذلك التأكيد على أنها لم تحمل هذا المدلول في سياق الثورة التونسية، حيث يقول: "ومعنى أو مدلول كلمة أو مفهوم "الشهيد" في سياق الثورة التونسية، لا يعني المدلول الديني باعتبارعدم رفع الذين ضحوا شعارات دينية، وباعتبارأن ثورة الشعب التونسية ضد نظام زين العابدين بن علي لم تكن بدوافع دينية وإنما كانت من اجل أهداف نبيلة وطنية عامة وسياسية تلخصت في( الحرية، الكرامة، العدالة، الديمقراطية، المساواة ومحاربة الفساد والاستبداد..) لذلك فمدلول لفظة "الشهيد" في هذه الثورة تعني كل من سقط ضحية عنف السلطة خلال فترة الثورة لإسقاط نظام مستبد فاقد للشعبية وللشرعية. وإذن معنى الاستشهاد هنا هوالتضحية بالنفس وبشجاعة من اجل الحرية والكرامة" [البوني (عفيف)، نفس الموضع]... ونتيجة لذلك أطلقت اللجنة والمقال على شهدائنا الأبرارمصطلح "ضحايا"... إنها حقا نماذج معبرة من ازدواجيات عديدة وكثيرة ومفزعة للمعايير باحث