تونس الصباح تشهد المكتبات المختصة في بيع الادوات المدرسية خلال هذه الايام حركية جديدة وزيارات متتالية للاولياء والتلاميذ للحصول عن انواع الكتب الموازية المتصلة في كافة المواد التربوية وهذ الظاهرة لم تكن معتادة في السابق على اعتبار ان حركية المكتبات ونشاطاتها الهامة تكون مع مطلع السنة الدراسية فقط، ثم سرعان ما يعود قطاعها بكامله الى نشاط عادي جدا ان لم نقل ضعيف في ادائه اليومي الذي يقتصر فقط على نشاط محدود للتزود بكراس او بعض الادوات الاخرى. ولعل طبيعة نشاط قطاع المكتبات قاد البعض من الناشطين فيه الى تنويع معروضاتهم في مجالات اخرى ليتواصل نشاطهم ضمن الدورة الاقتصادية والحركة التجارية اليومية التي تمثل لدى العديد منهم مورد الرزق الوحيد الذي يعيشون منه. فما سر هذه الحركية الجديدة التي برزت داخل المكتبات خلال هذه الايام؟ من يحركها بالتحديد؟ ولماذا اصبحت الكتب الموازية ثلاثية بالنسبة للمادة الواحدة وتصدر ثلاث مرات في السنة الدراسية الواحدة؟ الكتب الموازية وانعكاساتها على الحياة التربوية لئن تبقى الكتب الموازية مهما تكاثرت وتعددت من الوسائل الثانوية غير المعتمدة رسميا في المجال التربوي. ويقتصر دورها فقط على معاضدة مجهود التلميذ في الاستعانة بها في أي مادة من المواد، فانها باتت من الادوات التي تتركز حولها نشاطات التلاميذ بشكل مكثف وفي كل المواد. ولعلنا لو القينا نظرة على هذه الكتب الموازية لوجدناها تتصل تقريبا بكافة المواد مثل الايقاظ العلمي والرياضيات واللغة ودراسة النص والفرنسية والانقليزية واللغات الاخرى وكذلك في العلوم والفيزياء والكيمياء والمواد المتصلة بالعلوم التقنية وغيرها. وبفعل صدور الكتب الموازية في كل هذه المواد واعتقاد التلاميذ والاولياء في ضرورة اقتنائها، فهي قد اصبحت تمثل عبئا كبيرا على العائلة لتعددها وللمصاريف الطائلة لاقتنائها. وهكذا فان مصاريفها في بعض الاحيان باتت تفوق تكاليف الادوات المدرسية والكتب التربوية الرسمية. الكتب الموازية مشاريع خاصة ومبادرات من طرف بعض المربين ان اعتماد الكتب الموازية حسب ما افادنا به السيد بلقاسم .ن متفقد تعليم ثانوي ليس شرطا اساسيا يجبر عليه التلميذ، ولا ايضا يمليه المعلم والاستاذ ويمنع منعا باتا ذلك حسب القوانين الجاري بها العمل في الحقل التربوي، حيث لا يطالب التلميذ الا بالكتب المدرسية الرسمية التي تعتمدها وزارة التربية والتكوين. ومن هذا المنطلق يبقى الكتاب الموازي في أي مادة من المواد اختياريا في تعامل التلميذ معه. وهو ايضا وسيلة ربما تساعد على توسيع دائرة معارف التلميذ وتحثه لمزيد العمل عند الاستعانة به والعمل على متابعة ما جاء فيه من تمارين. اما السيد نبيل. ز (معلم ) فقد بين ان الكتب الموازية ليست شرطا يمكن ان يعتمده المعلم ويطالب التلميذ باحضاره وشرائه كبقية الادوات المدرسية. كما ان مادته لا تمثل بديلا عما جاء في الكتب المدرسية من محتوى جيد يمكنه ان يكون كاف للتلميذ حتى يستوعب هذه المادة او تلك. وافاد ايضا ان الاستعانة بالكتب الموازية ربما تخدم تطوير ملكة التلميذ وتوسيع دائرة بحثة وحل تمارين اضافية تساعده على استيعاب هذه المادة او تلك. واشار ان موقفه الخاص يرفض رفضا قطعيا الاشارة على التلاميذ بشراء هذه الكتب او استعمالها بتوجيه منه. وابدى هذا المربي رأيه في الكتب الموازية مشيرا الى انها مجهودات شخصية من طرف بعض المربين قد تثري دائرة معارف التلميذ، لكنها لا تمثل ابدا بديلا عن الكتب المدرسية الرسمية. واشار ايضا الى انها عمل مواز قد يفيد، لكنه لا يجب ان يبلغ التعامل بهذه الكتب حدا يجعلها تكون بديلا عن الكتاب المدرسي. وزارة الاشراف والكتب الموازية وفي طرحنا لهذا الموضوع الخاص بالكتب الموازية والتعامل معها وما يجري من نشرها على دفعات تخص كل دفعة منها ثلاثية، بينت لنا مصادر عليمة من داخلها ان الوزارة تراقب الكتب الموازية بشكل دقيق، وذلك من خلال لجان تربوية تتولى فحص محتواها، ولئن تؤشر الوزارة على صلوحية البعض منها فان ذلك يتم بتحر دقيق وعميق. وفي هذا المجال افادتنا هذه المصادر ان التأشير يتطلب وقتا قد يطول لاكثر من سنة دراسية. ويخضع ايضا لشروط لعل اهمها ان يتم نشر الكتاب الموازي في نسخة واحدة لا على اجزاء. وافادت هذه المصادر ان على الاولياء والتلاميذ ان يتثبتوا قبل شراء هذه الكتب، ومدى حملها لتأشيرة الوزارة، مشيرة الى ان المبادرات الشخصية في طبع هذه الكتب لا تعني بالمرة التاشير عليها.