من الطبيعي جدا أن يكون لأجوائنا السياسية والأمنية "السخنة" تداعيات سلبية على القطاع السياحي الذي يظل دائما قطاعا هشا سرعان ما يتأثر بأقل الهزات التي تحصل. هذا الانعكاس بدا واضحا على مستوى نسب الوافدين وطاقة الايواء وعدد الليالي المقضاة رغم الانتعاشة النسبية المسجلة خلال شهر جانفي الماضي تزامنا مع الاحتفال برأس السنة الميلادية.. فالوضع الآن غامض وعمليات الحجز مؤجلة او ملغاة رغم المجهود الذي بذلته جامعة النزل وأرباب المنشآت الفندقية في التعريف بالمنتوج وغزو أسواق جديدة مع الحفاظ على الاسواق التقليدية. ورغم كل ذلك فاننا نشاهد من حين لاخر غير بعيد عن النزل بعض العجائز والشيوخ واصحاب الاعاقات ممن فضلوا التحول الى هذه الربوع رغم الاخبار غير المطمئنة التي تصلهم هروبا من برد أوروبا والثلوج المتراكمة هناك كما أن بعض السياح الاوفياء بقوا محافظين على عادة القدوم مهما كانت الظروف علما ان الرقم القياسي للدائبين على زيارة سوسة تمتلكه سائحة هولندية زارت الجهة 113 مرة إلى حدّ الآن مع الاقامة في نفس النزل هذا دون اعتبار من يكتري شققا للاقامة واغلبهم من النساء المتقدمات في السن.