منذ عقود كان اسم منطقة تمرة من معتمدية سجنان يرمز للرخاء وكانت قبلة اليد العاملة من مختلف أنحاء الجمهورية للشغل بمنجمها ولكن مرت السنوات سريعا و(نضب) المنجم فكيف حال المنطقة الآن وما هي المشاكل التي تعيشها.. "الصباح" قامت بتحقيق حول المنطقة بمرافقة بلقاسم السحباني المشرف على الجمعية المائية بها. مسالك فلاحية رديئة وغياب الماء الصالح للشراب لم يكن الوصول إلى تمرة سهلا إذ تنتهي الطريق المعبدة بمسلك فلاحي طوله قرابة 7 كم تتهدده الانزلاقات الأرضية ولم يشهد إصلاحات جذرية بل توقف الأمر على ترقيعات لم تجد نفعا للمتساكنين الذين يتهددهم خطر العزلة مع كل شتاء خاصة بوجود وادي سيدي إدريس المتربص الذي خلفت فيضاناته علاوة على الخسائر المادية انجرافا عميقا للتربة أخرها ما حدث لأرض عبد الحميد السحباني التي تتقلص مساحتها الصالحة للزراعة سنة بعد أخرى.. لذا كان أول مطالب سكان تمرة مسارعة المصالح المختصة بحماية أديم الأرض من الانجراف. المنطقة الهادئة تطالعك بجمال طبيعي قل نظيره من سهول منبسطة وجبال كانت موقع استخراج التراب الذي يحول إلى حديد ولكن متساكني المنطقة لم يتمتعوا بما درته هذه المناجم فحنفيات الصوناد لم تصل بعد إلى البيوت لذا قامت الجمعية المائية بتوفيره قبل أن تنقطع عن ذلك منذ فترة بعد عطب أصاب احد الشبكات.. وهذا المشكل في طريقه إلى الحل بعد سنة تقريبا حسب الإدارة الجهوية للتنمية بالولاية.. فالأشغال تسير بنسق مرضي لتزويد "تمرة" وجاراتها الكناينية والعثمانية وشقيفة بالماء الصالح للشراب أما النور الكهربائي فمتوفر بالمنازل غائب عن الشارع فيما تبقى قنوات التطهير ترفا لا ينتظره متساكنوا المنطقة. أما المرافق الصحية فهي تقتصر على مستوصف يزوه طبيب مرتين في الأسبوع ولم توفر السلطات لهذا المركز الصحي الذي يقدم خدماته ل 384 عائلة المعدات والأدوية بالكميات المستحقة، كما لم تستطع السلطات إلى الآن توفير ارض تقام عليها المكتبة العمومية رغم استكمال الدراسات ووجود التمويل. تفاقم البطالة رغم الثروات الموجودة.. تقلص عدد العاملين بمنجم تمرة من 872 إلى 10 عمال أما نظيره بسيدي إدريس فأغلق تماما وضاعت معه قرابة 600 فرصة عمل ورغم ذلك فالمنطقة لازالت تزخر بموارد طبيعية تمكنها عبر استثمار وطني أو خارجي من القضاء على معضلة البطالة التي تهدد شبابها واغلبه من ذوي المستوى المرموق وهي من ميزات هذه المنطقة إذ أن المدرسة الإعدادية بالمنطقة التي تؤم 350 تلميذا معروفة على الصعيد الجهوي بنبوغ أبنائها ومنهم من تحصل على شهائد تفوق حتى على المستوى الوطني. الحلول موجودة لان أهل تمرة أدرى بشعابها فقد قدموا قائمة مشاريع تكفل لهم العيش الكريم وتتوافق مع بيئتهم.. متساكنو المنطقة أكدوا أن تحسين الأوضاع الصعبة التي يعيشونها ينطلق بمد أراضي المنطقة الخصبة بمياه الري إما من البحيرة الجبلية بالشلابية القريبة أو من السد المجاور وهذا المشروع الذي يدركون تماما تكلفته الضخمة يؤكدون في نفس الوقت مردوديته العالية إذ حين تتدفق المياه تتطور الفلاحة السقوية ويتنوع الإنتاج الفلاحي مما يخلق فرص عمل لكن حسب ما علمنا يبدو أن هذه الخطوة تعطلها مسائل عقارية.. ومن الحلول التي قدمها المتساكنون أيضا مشروع لتوفير المرعى على مساحة 83 هك إذ أن أهل تمرة الذين خبروا تربية الأغنام والأبقار وبعضهم يحمل ديبلوما في ذلك ينتظرون هذا المشروع على أحر من الجمر وفي الأثناء يبقى منبت الغابات أهم مستقطب لليد العاملة بالمنطقة. إذن تمرة من معتمدية سجنان مثال حي على سوء استغلال الموارد فمنجم الحديد لم تستغل عائداته الوافرة لتطوير البنية الأساسية بها وكان حريا بأولي الأمر آنذاك اقتطاع نسبة ضئيلة من المداخيل للرفع من مستوى المعيشة لكن هذا لم يحصل والمطلوب من المسؤولين الآن استغلال الموارد الهامة التي تختزنها أرضها وجبالها عبر مشاريع حقيقية تثبت شبابها وتمنع نزوحهم.