مازالت ملامح الحكومة الجديدة ومكوناتها لم تظهربعد وذلك على الرغم من سعي حزب "النهضة" وحلفائه إلى لملمة الأمور وجذب أطراف سياسية أخرى إلى صفّه لتكوين جبهة سياسية حاكمة جديدة. هذه الجبهة السياسية الجديدة تبدوغيرمتماسكة حيث يشارإلى أن الحوارفيما بينها مازال تشقّه جملة من الأمورالخلافية التي تتصل بالبرنامج المزمع تطبيقه خلال ما تبقى من المرحلة التي تفصل البلاد عن مواعيد الانتخابات القادمة، وأيضا بخصوص توزيع الحقائب الوزارية وبعض المطالب الأساسية التي تطرحها الأحزاب المتحالفة وخاصة منها ما تعلق بتحييد وزارات السيادة. وجملة هذه الأمورمثلت مزيدا من التعقيد أمام السيد علي العريض الذي كلف بتشكيل الحكومة الجديدة حيث إن مساعيه لم تكن موفقة لحدّ الآن في إيجاد وفاق واسع يمكنه من تجاوزصعوبات فرضتها الظروف العامة التي تمربها البلاد وسقف المطالب التي باتت مطلبا لكافة الأطياف السياسية سواء منها المتحالفة مع الحكومة أوالتي تشكل معارضة لها. هذا الواقع الصعب جعل الحكومة الحالية والأحزاب التي تكوّنها لا تجد مخرجا واضحا من الوضع الذي تردّت فيه، ولا تقدرأيضا على مزيد المناورة، خاصة أن الأحداث التي ظهرت منذ 6 فيفري الجاري مازالت ترمي بثقلها على الواقع السياسي العام في البلاد وتتطوريوما بعد آخربكشف بعض الأوراق الجديدة التي تتصل إما باستشهاد المناضل الوطني شكري بالعيد أوبما يتعلق ببعض الصعوبات الأخرى المتصلة بالسياسات الاقتصادية والعلاقات الخارجية ومجالات الاستثمار وغيرها من الأبعاد التي ما انفكت تتفاقم وتتزايد يوما بعد يوم. إن بوابة الخروج من الأزمة السياسية الخانقة التي تردّت فيها الحكومة مازالت بعيدة المنال وغيرواضحة في ظل ما يجري من حلول قسرية تمارس ضد جميع الأطياف السياسية وتقوم على العناد وعلى تعليب المصلحة الحزبية الضيقة والهروب إلى الأمام لتأمين استحقاقات البقاء في الحكم والسعي إلى خلق ظروف جديدة تكون لصالح الأطراف الحكومية في الانتخابات القادمة. وهذا التمشي الذي يجري اتباعه لم يزد الأمورإلا تعقيدا، بل أبّد الأزمة وأطال في عمرها ويمكنه أيضا أن يقود إلى إفشال كل الاتفاقات الجارية بخصوص تشكيل الحكومة وتجاوزالوضع العام الذي تردّت فيه البلاد.