انطلقت أمس بدار الإتحاد الجهوي للشغل بصفاقس احتفالات إحياء الذكرى 14 لوفاة المناضل النقابي والوطني الحبيب عاشور بمعرض وثائقي يلخّص مسيرة المرحوم ليتواصل هذا اليوم برنامج احياء الذكرى بزيارة إلى جزيرة قرقنة حيث منزل النقابي الحبيب عاشور وتلاوة الفاتحة بمقبرة العباسية في موكب نقابي عمّالي يشرف عليه أمين عام المنظّمة حسين العباسي. العبّاسي وفي حوار خصّ به "الصباح" خلال الإحتفال بذكرى وفاة الحبيب عاشور السنة المنقضية، فقد لخّص آنذاك و بوضوح العلاقة القائمة بين الإتحاد والحكومة المؤقتة بأنّه "وجب الإبتعاد عن الحوار القائم على "القدر الساخن" بحكم أننا لا نطالب بما هو تعجيزي وهناك بعض الوزراء الذين يعتبرون وجهة نظر الإتحاد من باب لي الذراع ومن الوزراء كذلك من يحاول إدخال البلاد في حالة من الفوضى والبلبلة بحكم غاياتهم السياسية وترويج فكرة أن الإتحاد يريد أن ينقلب على الثورة وأهدافها وتبديل وجهة الرأي العام نحو نعت الإتحاد كونه لا يلعب الدور الوطني والدور الذي يعطّل الإقتصاد". كما طرح العباسي مسألة اللجان المشتركة مع منظمة الأعراف ليتقدّم الحوارعلى إثر ذلك و بتاريخ 14جانفي2013 بإمضاء عقد اجتماعي تحت قبة التأسيسي رأت فيه عديد القوى بالبلاد مخرجا للأزمة الراهنة من حيث جمع الفرقاء من حولها بالإضافة إلى طرح مبادرة الحوار التي عملت المنظمة الشغيلة على إرسائها إلاّ أنّ كل ذلك بقي معلّقا من طرف الحكومة المؤقتة دون أن يحسّ المواطن استعدادا جدّيا من جانبها للتفعيل. العمال صفا واحدا في النضال الذكرى 14 للنقابي الراحل الحبيب عاشور الذي "نادى بتعويض ما لحق القدرة الشرائية للأجراء جرّاء التخفيض في قيمة الدينار و كان رده مدوّيا ضد قرار مؤتمرالحزب المنعقد ببنزرت في أكتوبر 1964 القاضي بتركيز الشعب المهنية وأن تكون المنظمات القومية خلية من خلايا الحزب، ممّا كلفه رفع الحصانة البرلمانية عنه ومحاكمته بتهم ملفّقة صحبة العديد من النقابيين في جوان1965"، وبعد تذكير متواصل في مختلف المحطات من قبل أمين عام المنظمة الشغيلة بضرورة التنبّه إلى إرساء قواعد حوار جدّي جامع يحمي الثورة من الإنزلاقات والإلتفاف على استحقاقاتها من مفهوم للحرية و الكرامة والعدالة الإجتماعية، يبدو أنّ ذلك زاد العمّال هذه المرة قناعة بضرورة حشد صفوفهم بغية مزيد وحدتهم تطويقا لخطر يتهدّد لقمة عيشهم وقوت يومهم في تواصل مستمر لتدهور المقدرة الشرائية، وعدم وضع استراتيجية واضحة المعالم للحد من ارتفاع الأسعار، ووضع حلول لمعضلة البطالة في ظل مماطلة بعدم الإسراع إلى تفعيل مبادرة الإتحاد وتفعيل إيجابي للمجلس الإقتصادي والإجتماعي وغيرها من المسائل التي أثقلت كاهل الطبقة الشغيلة وكذلك المواطن الذي تحوّل رهينة ليس فقط للديون والضرائب بل لتجاذبات الأحزاب السياسية التي لم تلبّ طموحاته. فهل ستحمل ذكرى الحبيب عاشور رسالة جديدة لحكومة تصريف الأعمال تتلقّاها هذه المرة بإيجابية؟