تونس-الصباح يسدل الستار هذا اليوم على امتحان البكالوريا في دورته الرئيسية ويجري تلاميذ الآداب والاقتصاد والتصرف والرياضيات والتقنية والرياضة والعلوم التجريبية اختبارات في الإنقليزية.. وكان يوم أمس بالنسبة إلى أغلبهم "يوم الحظ السعيد" حيث غادر جلهم قاعات الامتحان وهم في غاية السعادة والرضا.. وتعلقت اختبارات اليوم الخامس من امتحان البكالوريا بمادة التفكير الإسلامي بالنسبة لشعبة الآداب وهي مادة اختيارية مثلها مثل العلوم الفيزيائية.. وبمادة العلوم الفيزيائية بالنسبة لشعب الرياضيات والعلوم التجريبية والتقنية والرياضة.. وبمادة التصرف بالنسبة لشعبة الاقتصاد والتصرف. وكان تلاميذ الآداب أول من غادروا مراكز الامتحان نظرا لأن اختبار التفكير الإسلامي يدوم ساعة ونصف فقط.. وهي مدة على حد قول بعضهم كافية لإتمام تحليل إحدى المسائل المطروحة عليهم. وكان نص الموضوع الأول "إلى أي حد استطاعت مقالة ابن رشد في أفعال العباد أن تحرر الإنسان وتحقق فاعليته في الوجود". أما الموضوع الثاني فهو تحليل نص اغتيال العقل لبرهان غليون.. ودعي التلاميذ إلى تحليل رؤية الكاتب في التعامل مع التراث ومع الآخر لتحقيق النهضة وتوضيح مقولته التالية: "نأخذ من الحضارة ولا نؤخذ بها ونحيي التراث ولا نحيا به وإبراز إلى أي مدى وفق الخطاب العربي المعاصر في التعامل مع التراث لإرساء دعائم النهضة". وتقول فاطمة تلميذة الآداب انها اختارت تحليل النص نظرا لأنها مولعة بمسألة التراث والحداثة من جهة ولإمكانية توظيف معارفها وثقافتها العامة في انجاز مثل هذا الاختبار وإبراز أن النهضة ليست في إحياء التراث فقط وليست في استيعاب الحضارة فقط بل في الاحتفاظ بهذا التناقض بينهما. وبينت سنية التي تجتاز امتحان البكالوريا للمرة الأولى أن اختبار التفكير الإسلامي سهل ويتطلب فقط القليل من التركيز واستجماع الأفكار واستعمال لغة عربية سليمة من الأخطاء.. وعبّرت عن أملها في النجاح وفي الالتحاق بمدرجات الجامعة والتخصص في الصحافة وعلوم الإخبار لأنها تحلم بأن تصبح صحفية مشهورة تملأ الدنيا وتشغل النقاد.. "ناجحون.. ناجحون" اختبار التصرف كان مفاجأة سارة لتلاميذ البكالوريا في اختصاص الاقتصاد والتصرف.. وخرج عدد كبير منهم إلى ساحة معهد باب الخضراء بالعاصمة وهم يرددون أغنية "وحياة قلبي وأفراحه" التي يتوق الجميع إلى ترديدها يوم الإعلان عن النتائج.. وقالوا إن اختبار التصرف كان سهلا وفي متناول جل التلاميذ.. ويذهب مروان الذي يجتاز البكالوريا لأول مرّة إلى أن اختبار التصرف بعث في نفسه الكثير من الأمل في النجاح.. وهو نفس ما قاله زميلة بنفس الاختصاص حسن أمير ثابت الذي يرغب في الالتحاق بالجامعة ومتابعة اختصاص المحاسبة ليكون ذات يوم خبيرا في المحاسبة.. فهو مولع بهذه المادة شديد الولع. وأشارت مريم إلى أن ظروف الامتحان كانت صعبة للغاية نظرا لتشدد الأساتذة المراقبين وحرصهم على ضمان الانضباط والصمت داخل القاعة وهي أجواء لم يتعودوا عليها كثيرا خلال السنة الدراسية. وقالت إن اختبار التصرف سهل وقال بلال إن الاختبار في المتناول وهو يأمل في الحصول على معدل جيد فيه نظرا لأنه وجد صعوبات كبيرة في اجتياز مادة الرياضيات. ولا يختلف تلاميذ المواد العلمية عن بقية زملائهم في شعبتي الآداب والاقتصاد والتصرف.. إذ يقول التلميذ محمد أمين من اختصاص التقنية إن اختبار الفيزياء يحتوي على أسئلة منفصلة وهو ما يحبذه كل التلاميذ لأن هناك تمارين تكون الأسئلة فيها مرتبطة ببعضها البعض وحينما يخطئ التلميذ في الإجابة عن السؤال الأول سيخطئ في الإجابة عن بقية الأسئلة. وعن اختبار الفيزياء قال رمزي الطرودي مترشح لامتحان البكالويا من شعبة الرياضيات إنه أسهل اختبار في الدورة الرئيسية خاصة السؤال الأول والثاني ويحلم رمزي بأن يصبح ذات يوم مهندسا. وقال التلميذ رائد (اختصاص العلوم التجريبية) إن اختبار الفيزياء أنقذ تلاميذ البكالوريا علوم تجريبية نظرا لأن اختبار الرياضيات كان عسيرا وليس في متناول الجميع.