عاجل/ هذا ما كشفته ايران عن حادث سقوط طائرة "رئيسي"..    جندوبة: السيطرة على حريق أتى على 3 هكتارات من حقول القمح    سعيّد يدعو للاسراع في تسوية أوضاع عمال الحضائر والمتعاقدين والمتقاعدين    صفاقس.. إنهاء تكليف كاتب عام بلدية العين    مصر.. مصرع 9 وإصابة 9 آخرين في حادثة سقوط حافلة بنهر النيل    المحمدية: الكشف عن مستودع معد لإخفاء السيارات والاحتفاظ بنفرين    صفاقس : نقص كبير في أدوية العلاج الكيميائي فمن يرفع المُعاناة عن مرضى السرطان؟    تقليد السيّد منجي الباوندي المتحصّل على جائزة نوبل للكيمياء لسنة 2023.    صفاقس : كشك الموسيقى تحفة فنية في حاجة الى محيط جميل    دربي العاصمة يوم الأحد 2 جوان    التوقعات الجوية لهذه الليلة    التضامن: حجز 100 صفيحة من مخدر القنب الهندي    ارتفاع نسبة السيّاح البريطانيين الوافدين على المنطقة السياحية سوسة القنطاوي    سيدي بوزيد: جداريات تزين مدرسة الزهور بالمزونة (صور)    عاجل/ البرلمان يصادق على قرض جديد بقيمة 300 مليون دولار    يُخفي بضاعة مهربة داخل أكياس نفايات !!    20 مسماراً وأسلاك معدنية في بطن مريض    سيدي بوزيد: برمجة ثرية في الدورة 21 لملتقى عامر بوترعة للشعر العربي الحديث    سعاد الشهيبي تستعد لإصدار "امرأة الألوان"    في مهرجان "كان": كيت بلانشيت تتضامن مع فلسطين بطريقة فريدة    وزير الداخلية: 53 ألف شخص حاولوا اجتياز الحدود البحرية خلسة منذ بداية العام    البريد التونسي ونظيره الموريتاني يُوقّعان اتفاقية تعاون    بسبب مذكرة الاعتقال ضدّ نتنياهو: المدعي العام للجنائية الدولية يتلقى تهديدات    رئيس منظمة ارشاد المستهلك يدعو إلى التدخل السريع في تسعير اللحوم الحمراء    نبيل عمّار يتلقّى دعوة من نظيره القطري لزيارة الدّوحة    البطولة الانقليزية: نجوم مانشستر سيتي يسيطرون على التشكيلة المثالية لموسم 2023-2024    متعاملون: تونس تطرح مناقصة لشراء 100 ألف طن من قمح الطحين اللين    بطولة العالم لالعاب القوى لذوي الاعاقة : وليد كتيلة يهدي تونس ميدالية ذهبية ثالثة    الرابطة المحترفة الأولى (مرحلة تفادي النزول): حكام الجولة الحادية عشرة    النادي الصفاقسي: اليوم إنطلاق تربص سوسة .. إستعدادا لمواجهة الكلاسيكو    الاحتفاظ بتونسي وأجنبي يصنعان المشروبات الكحولية ويروّجانها    عاجل/ مدير بالرصد الجوي يحذر: الحرارة خلال الصيف قد تتجاوز المعدلات العادية وإمكانية نزول أمطار غزيرة..    ارتفاع أسعار الأضاحي بهذه الولاية..    إحداث خزان وتأهيل أخرين واقتناء 60 قاطرة لنقل الحبوب    وزير الفلاحة : أهمية تعزيز التعاون وتبادل الخبرات حول تداعيات تغيّر المناخ    الموت يفجع حمدي المدب رئيس الترجي الرياضي    كوبا أمريكا: ميسي يقود قائمة المدعوين لمنتخب الأرجنتين    موعد تحول وفد الترجي الرياضي الى القاهرة    السّواسي ..تركيز برنامج المدارس الرقميّة بالمدرسة الابتدائية الكساسبة    إختفاء مرض ألزهايمر من دماغ المريض بدون دواء ماالقصة ؟    اصابة 10 أشخاص في حادث انقلاب شاحنة خفيفة بمنطقة العوامرية ببرقو    بدأ مراسم تشييع الرئيس الإيراني ومرافقيه في تبريز    صلاح يُلمح إلى البقاء في ليفربول الموسم المقبل    الرئاسة السورية: تشخيص إصابة أسماء الأسد بسرطان الدم    عمرو دياب يضرب مهندس صوت في حفل زفاف.. سلوك غاضب يثير الجدل    الدورة 24 للمهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون تحت شعار "نصرة فلسطين" و289 عملا في المسابقة    وزير الدفاع الأميركي: لا دور لواشنطن بحادثة تحطم طائرة رئيسي    سليانة: معاينة ميدانية للمحاصيل الزراعية و الأشجار المثمرة المتضرّرة جراء تساقط حجر البرد    عشرات الهزات الأرضية غير المسبوقة تثير الذعر في جنوب إيطاليا    قبلي: تخصيص 7 فرق بيطريّة لإتمام الحملة الجهوية لتلقيح قطعان الماشية    منوبة.. إيقاف شخص أوهم طالبين أجنبيين بتمكينهما من تأشيرتي سفر    هل فينا من يجزم بكيف سيكون الغد ...؟؟... عبد الكريم قطاطة    الشاعر مبروك السياري يتحصل على الجائزة الثانية في مسابقة أدبية بالسعودية    نحو الترفيع في حجم التمويلات الموجهة لإجراء البحوث السريرية    لتعديل الأخطاء الشائعة في اللغة العربية على لسان العامة    ملف الأسبوع...المثقفون في الإسلام.. عفوا يا حضرة المثقف... !    منبر الجمعة .. المفسدون في الانترنات؟    عاجل: سليم الرياحي على موعد مع التونسيين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«هذا مفهومي للإسلام.. ورسالتي للشباب في تونس: الوحدة ثم الوحدة»
المناضلة ليلى خالد ل الصباح :
نشر في الصباح يوم 19 - 03 - 2013

انها امرأة غير عادية بالتأكيد وهي التي دخلت التاريخ من أوسع أبوابه ليس لانها أرقت هاجس قادة الاحتلال الإسرائيلي وأقدمت على تحدّي شبكات الاستخبارات أكثر من مرة فحسب ولكن لانها ظلت رمزا للنضال المستمر الذي يسري
في جسدها كما تسري الدماء في العروق، بعد كل لقاء معها أدرك أكثر وأكثر أنها على نفس المبادئ التي عهدناها معها وأن الزمن لم يغير منها شيئا بل بالعكس فان ايمانها بعدالة وشرعية القضية الفلسطينية يجعلها اليوم أكثر إصرارا على مواصلة المعركة حتى النفس الأخير.. انها المناضلة الفلسطينية ليلى خالد التي خبرت معسكرات التدريب وكانت أول امرأة تقود عملية خطف طائرة وتتحول في قاموس الاحتلال الى «إرهابية» بعد أن شاهدت ولأول مرة على متن الطائرة التي اختطفتها مسقط رأسها حيفا ويافا التي أجبرت على تركتها طفلة لتتحول مع عائلتها الى مشردة في الملاجئ والمخيمات حيث تدربت على حمل السلاح وأصول القتال، اسمها الحركي شادية أبو غزالة تكريما لذكرى أول شهيدة فلسطينية في 1967 وهي اليوم تقيم بالأردن وهي عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، يقول البعض أن حضورها في أي مكان حضور في الاذهان لفلسطين ولحيفا ويافا واللد والرملة وصفد.. ورغم أنها تخلت عن الرشاش منذ وقت طويل فانها لم تتخلّ عن النضال الشعبي وعن التحرك في كل العالم حيثما يسمح لها بالعبور طبعا للتذكير بقضية شعبها.
سألتها من أين تستمد قوتها وسألتها عن سرّ حيوتها ونشاطها فردت بابتسامة هادئة انه النضال ومن يتبنى خيار المسيرة النضالية لا يعرف اليأس والجمود ولايتوقف عن التفكير وعن التحرك والبحث عما يفيد القضية الفلسطينية، الانقسام الحاصل في المشهد الفلسطيني يؤرقها وهي على قناعة أن الانقسام يبقى العلة الكبرى التي تسمم الجسد الفلسطيني، اما اتفاقيات أوسلو فلم تزد الا تعميق الجرح الفلسطيني. غزة حاضرة في ذهنها وهي تستنكر زيارات الوزراء العرب المتسابقين الى القطاع لالتقاط الصور مع الاشلاء.. سألتها متى أنجبت طفليها فردت ببساطة بعد انتهاء كل الحروب وهما اليوم يعملان في مجال الاعلام أحدهما بدر كان يحلم بأن يصبح طيارا ولكنها عارضته وصارحته بأنه لا أحد سيقبل تشغيله اذا تخرج طيارا وأنه بمجرد النظر الى سيرته الذاتية والانتباه لاسم والدته سيرفضونه.. وفيما يلي نص الحديث قبل مغادرة المناضلة الفلسطينية ليلى خالد تونس في أعقاب مشاركتها في تظاهرة أربعينية الشهيد شكري بلعيد.
* كيف وجدت تونس اليوم وانت تعودين اليها لأول مرة بعد ثورة 14 جانفي وفي مناسبة مؤلمة بالتزامن مع اغتيال شكري بلعيد؟
فعلا، قبل هذه الزيارة كنت تلقيت منذ فترة دعوة الى تونس لحضور مؤتمر حزب الجبهة الشعبية ولكني منعت من الحصول على «الفيزا» رفض مطلبي في السفارة التونسية في الأردن وحتى الان لم أفهم السبب قيل لي ان الدعوة عامة وغير محددة، ولكني اليوم جئت من بيروت للمشاركة في أربعينية الرفيق شكري بلعيد شهيد كل الاحرار في العالم فقد خبرنا نحن الفلسطينيين الاغتيالات التي رافقتنا في معركتنا النضالية، وهذه المرة جئت من بيروت حيث كنت أحضر أشغال ندوة حول اللاجئين وحق العودة وتمكنت من الحصول على «الفيزا» وربما أعود قريبا للمشاركة في المنتدى الاجتماعي العالمي الذي ستحتضنه تونس. أعرف تونس من قبل لم أر الكثير في هذه الزيارة ولكني التقيت الكثير من الرفاق ومن التونسيين وشعرت خلال مشاركتي في المسيرة التي انتظمت في أربعينية شكري بلعيد وكأنني في غزة، سمعت من الشعارات ما جعلني أعتقد أن القضية الفلسطينية لا تزال في العقول والقلوب، ولكني رأيت أيضا في تلك الجماهيرالتي هبت بتلقائية للمشاركة في المسيرة كم كانت ردة الفعل من جانب التونسيين عاقلة وحكيمة إزاء جريمة الاغتيال التي استهدفت شكري بلعيد وهي جريمة اغتيال سياسية بامتياز استهدفت حقوقيا وسياسيا، وهذا الحضور كان بمثابة الاستفتاء على رفض التونسيين للعنف وللاغتيال، و نحن كفلسطينيين عشنا الكثير من الاغتيالات وخبرنا جيدا معنى الاغتيال السياسي وتداعياته. هناك أكثر من رسالة ارتبطت برد فعل الشارع التونسي للجريمة وهو موقف سيجعل مخططي ومنفذي ومرتكبي الجريمة يفكرون ألف مرة قبل تكرارها وقناعتي أن إعادة مثل تلك الجريمة بتلك الوسيلة وبالرصاص في وضح النهار لن يتكرر ولكن هذا لا يعني نهاية مثل هذه الجرائم ولكنها قد تتخذ أشكالا مختلفة مثل حوادث السيارات وهذا وارد جدا، أقول هذا الكلام ونحن من عشنا الاغتيالات السياسية وربما يمارس أعداء شكري أساليب أخرى لا تظهر. هناك إشارة أخرى لا بد من التوقف عندها في هذه الجريمة وهي أن من يقف وراءها أراد تخويف التونسيين وأنصارالحرية، اسألوا فقط لماذا قتل شكري بلعيد وسيفهم الجميع أن الهدف هو زرع الخوف ولكن التونسيين بذلك الحضور الحاشد قدموا استفتاء على الجريمة مفاده أن أحرار تونس أقوى من رصاص الغدر.
* و كيف رأيت بسمة الخلفاوي أرملة الشهيد؟
بسمة امرأة قوية وهي متشبعة بأفكاره وأعتقد أنها جزء من الحزب وعندما تحدثت اليها قرأت هذا الإصرار على العمل والدفع ضد العنف بالدعوة للحب في المجتمع من خلال المؤسسات الفاعلة وهذا مهم جدا لان فكرة العنف مدمرة للمجتمع ولو نظرنا الى ما يحدث في سوريا والعراق لادركنا ذلك. طبعا العنف مختلف عندما يتعلق الامر بالاحتلال ولكن ما نراه اليوم أن العراقيين صاروا يتقاتلون والمشكلة باتت طائفية وهذا العنف الذي يقود للفتن يجب الانتباه له وعدم السقوط في شركه لا أرى في تونس طائفية ولكن أرى في المقابل مواجهة بين العلمانية والإسلاميين ومن هنا نرى أن من بدأ بالاغتيال يحاول جرّ الطرف الاخرالى العنف وهذا شر لا بد من الانتباه اليه المهم أن هذا الامر لم يحدث في تونس حتى وان رفعت شعارات مناهضة للحكومة وفي اعتقادي أن هذا أيضا ما فاجأ الجهات التي خططت للجريمة , وما رأيته يوم الاحد من حماسة شباب الجبهة الشعبية من شأنه أن يدعو قيادات الحركة الى التفكير في تأطير تلك الطاقات الهائلة وتوعيتها وتجنيبها السقوط في دائرة العنف .و من هنا فان تحميل الدولة المسؤولية في الجريمة مرده أن الدولة مسؤولة عن أمن مواطنيها وهي مطالبة بنتائج التحقيق و معاقبة المسؤولين .
* وما هي رسالتك لهذا الشباب ؟
المشهد فعلا يثير الاعجاب قلت اني شعرت و كأني في غزة بين تلك الحشود , قناعتي ان تلك الطاقات تحتاج من يؤطرها و هذه مسؤولية الأحزاب العلمانية إزاء هؤلاء الذين خرجوا تلقائيا و لم ينتظروا دعوة من أحد رفضا للعنف , لابد من جهد مضاعف تحدثت في ذلك مع الرفاق في الجبهة الشعبية حتى لا يتحول هذا الاندفاع و هذه الحماسة الى عنف , الاعلام مهم جدا في نشر هذه الأفكار و تجنيب المجتمع و البلاد أي خطوات أوأفكار نحو العنف .أذكر و نحن في المخيمات في بيروت أننا عندما كنا نعود من الجبهة كنا ننصرف الى تنظيف المخيم و جمع الفضلات لتجنب الأوبئة و بهذه التصرفات بدأ سكان المخيم يفعلون مثلنا و يقتدون بنا , بل و يأتون الينا يطلبون الاكياس لتجميع النفايات ثم حرقها فالوضع لم يكن يحتمل عدم التحرك .كنا نتدرب في الجبهة وعندما نكون في المخيم فاننا نعمل الى جانب أهل المخيم في كل شيء من جمع القمامة الى تقديم الدروس الى الترفيه عن الأطفال وهذا ما قمنا به بعد الحرب الاهلية في لبنان أيضا . رسالتي الى أنصار الجبهة والى كل التونسيين الوحدة الوحدة ثم الوحدة , تذكروا رسالة شكري بلعيد «يلزم ناقفوا لتونس». أستذكر فيه هذه اللحظات صورة المناضل جورج حبش الذي علمنا أن القضية الفلسطينية قضية عربية بامتياز وقضية كل أحرار العالم و أننا آلينا على أنفسنا النضال رغم كل الاغتيالات. رسالتي التالية نحن نحزن لمقتل شهدائنا ولكن أعداءنا لن يقتلوا فينا أملنا في التحرر والكرامة و الحرية .
* ولكن ماذا عن تداعيات الحرب في سوريا على المخيمات الفلسطينية هناك والى أين يتجه المشهد ؟
من لم يعش أحداث النكبة في 1948 يعيشها اليوم مضاعفة في سوريا , وما يحدث للمخيمات الفلسطينية يدخل ضمن المخطط الرئيس لانهاك سوريا وانهائها وفي نفس الوقت تقسيم سوريا و تفكيكها , مانراه اليوم أن التدخل يحدث بأدوات غير مبينة محلية او خارجية , سوريا اليوم مسرح للمقاتلين من التشاد والصومال والجزائر وتونس والشيشان لقد عملوا على نقل القاعدة الى هناك و يجري الان تحضير لتسليح المعارضة, وما يحدث في سوريا من استهداف للمخيمات محاولة لانهاء حق العودة فالمخيم هو الهوية الفلسطينية في الشتات وهناك توجه لانهاء هذا الوجود والغاء قرار حق العودة 194, واليوم هناك أيضا محاولة للضغط على الاونروا وكالة غوث اللاجئين لاستثناء أبناء لاجئي ال48 من المساعدة ومن حق التعليم وحق العودة ويجري الاستعداد للتصويت على هذا الخيار في الكونغرس وهذا أيضا جزء من زيارة أوباما الى المنطقة .في سوريا 600 ألف لاجئ فلسطيني يعيشون معاناة مضاعفة بعد أن شردوا مجددا خارج أكبر مخيمات سوريا بعض هؤلاء اتجهوا الى لبنان ولكن أغلبهم ظلوا في سوريا تحت القصف بعضهم تنقل الى طرطوس و من حاول من هؤلاء العودة الى المخيم لاخذ بعض الملابس أو الحاجيات لابنائهم تم قصفهم و هناك من خطفوا ولا أحد يعرف شيئا عن مصيرهم البعض منهم حاولوا الذهاب الى الأردن ولكنهم منعوا من الدخول ولا مكان للاجئين يذهبون اليه اليوم، وعائلاتهم يعيشون في العراء و مأساة ال48 تتكررأمامهم فقد صاحب خروجهم حدوث عواصف ثلجية وبعضهم فقد أفرادا من عائلته في الطريق, الوضع كارثي بأتم معنى الكلمة و هذا المشهد لا يتوقف عند حدود مخيم اليرموك الذي يعد 150 ألف لاجئ بل كذلك مخيم خان الشيخ على طريق القنيطرة وقد فقد الكثيرون أطفالهم على الطريق، المسلحون قتلوا شيخ الجامع في المخيم لانه كان يقول هذا مخيم العودة أما المخيمات الواقعة قرب حلب فيتم تهديمها و يتم تهديد أهلها فاما أن يقاتلوا معهم و اما أن يهددونهم .
* وماذا عن القيادات الفلسطينية في سوريا هل غادرت والى أين ؟
بالنسبة لقيادات الجبهة الشعبية فهي باقية ولم تغادر قيادات حماس هي التي غادرت الى الدوحة الفصائل الفلسطينية و منذ البداية اتخذت الحياد إزاء الصراع وتجنيب الفلسطينيين تبعات الصراع خاصة في ظل تجارب سابقة دفع فيها الفلسطينيون الثمن غاليا, اليوم هناك محاولات للزج بالفلسطينيين في القتال والوضع فعلا مأساوي و قساوة الشتاء زادت الامر تعقيدا تحركنا وحاولنا إغاثة اللاجئين و طلبنا من منظمة التحرير المساعدة في ذلك و بدت موافقتها وتشكلت لجان لجمع الغذاء و الدواء و الملابس و المشكلة في تعطل المدارس والجامعات . هناك من يقول للاجئين الفلسطينيين لماذا لا تحملون السلاح وتقاتلون ونحن منذ البداية قلنا وكررنا دعمنا للشعب السوري في الحرية وتقرير المصير في ظل السياق الوطني السوري ولكننا لا يمكن أن نكون الى جانب تدمير سوريا وخرابها ونحن بدورنا نسأل سنقاتل ضد من هذه مجموعات مسلحة مدعومة من الخارج تستهدف الفلسطينيين وتقوم بهجمة شرسة على المخيمات الشاهدة على مأساة اللاجئين منذ عقود ولا أكشف سرا اذا قلت ان تدمير مخيمات اللاجئين يفرض واقعا جديدا و يجبر اللاجئين على القبول بالتوطين بعد تدمير رمز لجوئهم وهذا كمقدمة على انهاء قضيتهم.
* وما حقيقة ما تم ترويجه عن إصابة نايف حواتمة وهل غادر سوريا؟
نايف حواتمة في سوريا و قد صرح بأنه لم يتعرض لاي اعتداء ولكن حدث انفجار قريب من موقعه ولم يكن هو المستهدف وربما يكون أصيب بشظايا و لكن هذا لا يعني أن الفلسطينيين غير مستهدفين أو أنهم في مأمن من تداعيات الصراع.
* هل تتفق معي ليلى خالد بأنه وعلى عكس ما كنا نتوقع مع اندلاع الثورات العربية بشأن عودة القضية الفلسطينية الى سطح الاحداث والاهتمام فان هذا لم يحدث بل بالعكس اليوم لا حديث عن القضية الفلسطينية في خضم الهموم و القضايا اليومية الحارقة ؟
الوضع الفلسطيني اليوم لا يريح أحدا في ظل الانقسام الحاصل والتفاوض وتداعيات اتفاق أوسلو.. ما يحدث اليوم أننا إزاء شعوب تناضل لتحقيق الديمقراطية المنشودة والكرامة , أقول لك كان هناك انتفاضة في فلسطين وكانت أهم انتفاضة في العالم العربي وفي العالم و لكن اليوم لا أحد يتذكرها أو يريد تذكرها بل ان هناك من عمد الى اجهاضها . و لكني اليوم سمعت في تونس أصواتا وشعارات تنتصر لشعب فلسطين و للقضية الفلسطينية ورأيت شبابا متحمسا للحرية, الأوضاع الداخلية في كل بلد ومن بينها تونس ومصر لا تزال غامضة فأهداف الانتفاضات التي قامت تم احتواءها و هذا ما نقرأه من خلال النتائج, تونس كبلد متوسطي منفتح له إنجازاته ونضالاته التي تحسب لشعب تونس وهذا أمر لا يمكن انكاره ولكن المشكلة مع الإسلاميين أنهم جعلوا أول قضاياهم وهي قضية أريد لها أن تحجب عقول الناس ولا أقصد الحجاب فهذه مسألة أخرى وهذا التحجيب يستهدف شريحة واسعة من المجتمع بهدف تهميشه عن الحياة العامة وما نراه أن الأفكار التي تطرح اليوم تصب في خانة النظام الرأسمالي باسم الدين , أتذكر جيدا ما قاله لأوباما في خطابه بالقاهرة بأن التعامل مع العالم الإسلامي سيأخذ منحى مختلفا والمقصود بذلك السلام المعتدل وفي اعتقادي أنه ليس هناك اسلام معتدل وآخر غير معتدل و لكن هناك اسلام سياسي يتماشى مع الرؤية الامريكية فالبلدان العربية منهوكة ومنهوبة وحكامها السابقون استنزفوها وأفقروا الشعوب وجعلوها تحت المديونية ومع ذلك فالكل الان يتجه الى صندوق النقد الدولي باعتباره الحل والحال أن ذلك يعني مزيد الديون والشروط المجحفة، ما يحدث في سوريا و من قبل في فلسطين مشروع صهيوني أمريكي لاعادة رسم الشرق الأوسط بلادنا غنية بثرواتها النفطية و المعدنية و الأساس و الهدف من كل ذلك إبقاء إسرائيل آمنة في المنطقة هذا هوالمشروع الجديد القادم الينا والذي ينفذ اليوم بأدوات مختلفة مرة بالجيوش كما حدث في العراق ومرة عبر الناتو كما في ليبيا والان يأتي الإسلام السياسي ممن تتوافق مصالحهم مع أمريكا الى سدة الحكم.
* كيف تنظر ليلى خالد الى المستقبل بعد اكثر من عامين على الربيع العربي ؟
نحن إزاء مجتمعات ثقافتها الإسلام , و لكن السؤال أي اسلام ومن جانبنا كيساريين نعتبر أن الإسلام دعا للحرية واحترام الانسان هكذا أفهم الإسلام الذي قدم لنا قيما اجتماعية وإنسانية ولم يدع يوما الى عزل المرأة ولكن الإسلام جاءنا قبل 14 قرنا والحياة تسير من تطور الى تطور ولا يمكن بالتالي أن نعيش كما لو كنا في ذلك الوقت، تونس استطاعت أن تقنن الزواج بواحدة والتشريع واضح في هذا الشأن ويقول «وان خفتم ألا تعدلوا فواحدة» ثم مسألة تحديد سن الزواج ومسائل الطلاق والحضانة وحفظ حقوق الناس نساء ورجالا وأطفالا وشبابا، الأولى أن نحفظ حقوق الجميع ولا يجوز لنا سحب الإنجازات باسم الإسلام، عفوا لهذا الإسلام لان الاسلام متطور وليس جامدا.
* كنت في غزة نهاية العام المنقضي كيف وجدت القطاع ؟
كنت دخلت غزة من قبل في 1996 خلال انتخابات المجلس الوطني التأسيسي التي قاطعناها دخلت بتصريح إسرائيلي لثلاثة أيام وفي اليوم الرابع قالوا لنا اطلعوا وطلبوا مني المغادرة , حال القطاع صعب جدا ناس محاصرون فقر بطالة وخصاصة , بقيت في غزة هذه المرة في شهر ديسمبر الماضي عشرة أيام وكانت لي خلالها لقاءات مع عائلات الاسرى والاسيرات ومع الجمعيات وحتى أعضاء من حماس وجدت المرأة الغزاوية تواجه عديد الصعوبات في الشارع في المدرسة وفي الجامعة وأغلب نساء القطاع محجبات, حتى الانفاق التي كانت تزود الناس ببعض المؤن أغلقت بأمر إسرائيلي وحولوا اليها مياه الصرف الصحي خطوة ربما لم تخطر على بال من قبل إسرائيل تمتحن الأنظمة الجديدة بعد الثورات للتأكد ان كانوا ما زالوا على العهد وحتى الان الإسرائيليون مطمئنون واتفاقية كامب دافيد لا تزال سارية والوزراء العرب حتى وان تسابقوا الى غزة يأتونها لالتقاط الصور مع أشلاء الضحايا وهذا عار عليهم وسيدونه للتاريخ.
* اليوم أين تقف ليلى من كل هذا وماذا يمكن أن تقدم للفلسطينيين ؟
ليلى خالد عضو المكتب السياسي للجبهة السياسية لتحرير فلسطين تشتغل خاصة في الخارج لدعم القضية بما في ذلك عقد الندوات والمؤتمرات حول حق العودة والمخيمات واللاجئين ليس بامكاني التحرك في الأردن ولكنني أتحرك في الخارج وأمامنا اليوم مهمة البحث عن الدعم للاجئين في سوريا وجمع التبرعات وايصالها لهم بكل الطرق الممكنة فالوضع مأساوي الى أبعد الحدود.
* هل يشمل هذا التحرك أوروبا ؟
طبعا لا، مازالوا يتحسبون من صورة ليلى خالد ولكني ذهبت الى السويد لحضور مؤتمر حول القضية الفلسطينية وشعرت وكأن أصحاب الدعوة ندموا على ذلك...


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.