مشروع الأمر المتعلق بمنع المناولة في القطاع العام ،وحلّ شركة الاتصالية للخدمات ابرز محاور لقاء رئيس الجمهورية بوزيري الشؤون الاجتماعية وتكنولوجيات الاتصال    رئيس الجمهورية : الدّولة التونسية تُدار بمؤسّساتها وبالقوانين التي تنظّمها،,ولا أحد فوق المساءلة والقانون    كاس العالم للاندية : فلامنغو البرازيلي يجسم افضليته ويتفوق على الترجي بثنائية نظيفة    كأس العالم للأندية: الترجي الرياضي ينهزم بثنائية أمام فلامينغو .. ترتيب المجموعة    الترجي الرياضي التونسي ينهزم في افتتاح مشواره بكأس العالم للأندية أمام فلامينغو البرازيلي (فيديو)    فوكس نيوز: ترامب طلب من مجلس الأمن القومي الاستعداد في غرفة العمليات    عاجل: أمر مفاجئ من ترامب: على الجميع إخلاء طهران فورا    بالفيديو: مطار طبرقة الدولي يستعيد حركته ويستقبل أول رحلة سياحية قادمة من بولونيا    القيروان: إزالة توصيلات عشوائية على الشبكة المائية في الشبيكة    في 5 سنوات.. 11 مليار دولار خسائر غانا من تهريب الذهب    كأس العالم للأندية: تعادل مثير بين البوكا وبنفيكا    اسرائيل تتآكل من الداخل وانفجار مجتمعي على الابواب    بعد تسجيل 121 حريقا في 15 يوما.. بن الشيخ يشدد على ضرورة حماية المحاصيل والغابات    انطلاق عملية التدقيق الخارجي لتجديد شهادة الجودة بوزارة التجهيز والإسكان    ميناء جرجيس يستقبل أولى رحلات عودة التونسيين بالخارج: 504 مسافرين و292 سيارة    يهم اختصاصات اللغات والرياضيات والكيمياء والفيزياء والفنون التشكيلية والتربية الموسيقية..لجنة من سلطنة عُمان في تونس لانتداب مُدرّسين    المندوبية الجهوية للتربية بمنوبةالمجلة الالكترونية «رواق»... تحتفي بالمتوّجين في الملتقيات الجهوية    في اصدار جديد للكاتب والصحفي محمود حرشاني .. مجموعة من القصص الجديدة الموجهة للاطفال واليافعين    الكوتش وليد زليلة يكتب .. طفلي لا يهدأ... هل هو مفرط الحركة أم عبقري صغير؟    أخبار الحكومة    بورصة: تعليق تداول اسهم الشركة العقارية التونسية السعودية ابتداء من حصّة الإثنين    تونس تحتضن من 16 الى 18 جوان المنتدى الإقليمي لتنظيم الشراء في المجال الصحي بمشاركة خبراء وشركاء من شمال إفريقيا والمنطقة العربية    منظمات تونسية تدعو سلطات الشرق الليبي إلى إطلاق سراح الموقوفين من عناصر "قافلة صمود".. وتطالب السلطات التونسية والجزائرية بالتدخل    طقس الليلة    تونس تعزز جهودها في علاج الإدمان بأدوية داعمة لحماية الشباب واستقرار المجتمع    إسناد العلامة التونسية المميزة للجودة لإنتاج مصبر الهريسة    تجديد انتخاب ممثل تونس بالمجلس الاستشاري لاتفاقية حماية التراث الثقافي المغمور بالمياه لليونسكو    عاجل/ وزير الخارجية يتلقّى إتّصالا من نظيره المصري    "تسنيم": الدفاعات الجوية الإيرانية تدمر مقاتلة إسرائيلية من طراز "إف 35" في تبريز    تونس تدعو إلى شراكة صحّية إفريقية قائمة على التمويل الذاتي والتصنيع المحلي    نحو إحداث مرصد وطني لإزالة الكربون الصناعي    جندوبة: اجلاء نحو 30 ألف قنطار من الحبوب منذ انطلاق موسم الحصاد    العطل الرسمية المتبقية للتونسيين في النصف الثاني من 2025    عاجل/ شخصية سياسية معروفة يكشف سبب رفضه المشاركة في "قافلة الصمود"    عاجل/ باكستان: المصادقة على مشروع قرار يدعم إيران ضد إسرائيل    جندوبة: الادارة الجهوية للحماية المدنية تطلق برنامج العطلة الآمنة    "مذكّرات تُسهم في التعريف بتاريخ تونس منذ سنة 1684": إصدار جديد لمجمع بيت الحكمة    الدورة الأولى من مهرجان الأصالة والإبداع بالقلال من 18 الى 20 جوان    في قضية ارتشاء وتدليس: تأجيل محاكمة الطيب راشد    عاجل : عطلة رأس السنة الهجرية 2025 رسميًا للتونسيين (الموعد والتفاصيل)    ابن أحمد السقا يتعرض لأزمة صحية مفاجئة    القيروان: 2619 مترشحا ومترشحة يشرعون في اجتياز مناظرة "السيزيام" ب 15 مركزا    تأجيل محاكمة المحامية سنية الدهماني    دورة المنستير للتنس: معز الشرقي يفوز على عزيز دوقاز ويحر اللقب    خبر سارّ: تراجع حرارة الطقس مع عودة الامطار في هذا الموعد    10 سنوات سجناً لمروّجي مخدرات تورّطا في استهداف الوسط المدرسي بحلق الوادي    باريس سان جيرمان يقسو على أتليتيكو مدريد برباعية في كأس العالم للأندية    النادي الصفاقسي: الهيئة التسييرية تواصل المشوار .. والإدارة تعول على الجماهير    تعاون تونسي إيطالي لدعم جراحة قلب الأطفال    كأس المغرب 2023-2024: معين الشعباني يقود نهضة بركان الى الدور نصف النهائي    صفاقس : الهيئة الجديدة ل"جمعية حرفيون بلا حدود تعتزم كسب رهان الحرف، وتثمين الحرف الجديدة والمعاصرة (رئيس الجمعية)    لطيفة العرفاوي تردّ على الشائعات بشأن ملابسات وفاة شقيقها    قابس: الاعلان عن جملة من الاجراءات لحماية الأبقار من مرض الجلد العقدي المعدي    تحذير خطير: لماذا قد يكون الأرز المعاد تسخينه قاتلًا لصحتك؟    من قلب إنجلترا: نحلة تقتل مليارديرًا هنديًا وسط دهشة الحاضرين    قافلة الصمود فعل رمزي أربك الاحتلال وكشف هشاشة الأنظمة    ملف الأسبوع .. أحبُّ الناس إلى الله أنفعُهم للناس    طواف الوداع: وداعٌ مهيب للحجيج في ختام مناسك الحج    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اللاجئون الفلسطينيون: مأساة وحرمان... وقضية تأبى النسيان
نشر في الشروق يوم 30 - 06 - 2010


تونس (الشروق)
يتصاعد الجدل في لبنان هذه الأيام حول حقوق اللاجئين الفلسطينيين.. هذه الحقوق التي غرقت مجددا في مستنقع الخلافات الداخلية والحسابات السياسية اللبنانية الضيقة فبمجرد طرح مشروع قرار على مجلس النواب اللبناني يطالب بمنح هؤلاء اللاجئين «حقوقا مدنية» انقلبت الأمور رأسا على عقب وثار سجال وانقسام كبير بين الفرقاء اللبنانيين بين مؤيّد لمنح هذه الحقوق.. وآخر رافض لهذه الخطوة بذريعة الخوف من «التوطين».. هذا الجدل أثار في الواقع أيضا مخاوف كبيرة لدى اللاجئين الفلسطينيين الذين حذّروا من أن يكون ما جرى في مجلس النواب اللبناني يتناغم مع المطالب الأمريكية والاسرائيلية بتوطينهم.. وهو الهدف الذي حاول الصهاينة العمل على تحقيقه بعد ما تمكّنوا من اغتصاب فلسطين وإخراج الشعب الفلسطيني بالقوة مدّعين أن فلسطين أرض بلا شعب لشعب بلا أرض.. ومع مرور أكثر من 62 عاما على نكبة فلسطين وعلى الرغم من أن جيلا بأكمله لم ير الأرض أو يحيا عليها فإن اللاجئين الذين شرّدوا في كل بقاع الدنيا مازالوا يحلمون بالعودة الى ديارهم حتى وإن لم تبق منها غير الأطلال والأسماء.. الآن أكثر من سبعة ملايين لاجئ فلسطيني يعيشون بعيدين عن الوطن والأهل والأحبة ويسكنون في المخيمات.. هؤلاء نسيهم العالم أو بالأحرى تناساهم لكنهم لم ينسوا أبدا وطنا إسمه فلسطين رغم أنف المحتل الغاصب.. وشعارهم في ذلك ما ضاع حقّ وراءه طالب..
«الشروق» تفتح ملف أوضاع اللاجئين الفلسطينيين وتتحدّث في هذا الاطار مع شخصيات سياسية فلسطينية ولبنانية وهم السّادة:
حسن زيدان أمين سر حركة «فتح الانتفاضة» في لبنان
إيلي الفرزلي (نائب رئيس مجلس النواب اللبناني)
ليلى خالد (عضو المكتب السياسي للحركة الشعبية لتحرير فلسطين)
زياد حافظ (الأمين العام للمنتدى القومي العربي)
سمير شركس (رئيس التنظيم القومي الناصري في لبنان)
نائب نبيه برّي : لهذه الأسباب نرفض منح اللاجئين الفلسطينيين «حقوقا مدنية»
تونس «الشروق»:
اعترف السيد إيلي الفرزلي، نائب رئيس مجلس النواب اللبناني في حديث ل«الشروق» عبر الهاتف من بيروت بأن مسألة الوجود الفلسطيني في لبنان تبعث على القلق مؤكدا أن اللبنانيين يتطلّعون إلى اليوم الذي يعود فيه الفلسطينيون إلى وطنهم..
السيد إيلي الفرزلي حذّر في هذا الاطار من العواقب التي قد تنجرّ عن سيناريو توطين هؤلاء اللاجئين في لبنان معتبرا أن مثل هذا الأمر قد يحدث انقلابات خطيرة في بلاده وفي ما يلي هذا الحوار:
٭ كيف تنظرون إلى الجدل المتصاعد في لبنان هذه الأيام حول قضية اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.. وهل هناك برأيكم ما يدعو فعلا إلى القلق لبنانيا من إثارة هذا الموضوع؟
لا شكّ أن هناك قلقا كبيرا وهذا القلق ليس جديدا بل هو قديم.. هذا القلق يتعلّق بمسألة الوجود الفلسطيني وديمومته في لبنان.. والقاصي والداني يدرك تاريخ العلاقات اللبنانية الفلسطينية ويدرك طبيعة الوضع الذي كان سائدا في الماضي.. وهو وضع تجاوزه الشعب اللبناني ويتطلّع إلى الغد الذي تكون فيه حلول والذي يحقّق للاجئين الفلسطينيين حلمهم بالعودة إلى وطنهم.. اليوم نحن نعترف بأن ظروف هذا الحق باتت تتعقّد أكثر وأكثر.
٭ ما الذي يجعل ظروف هذا الحقّ تتعقّد إذن.. ثم لماذا تخافون كقيادات مسيحية منح اللاجئين الفلسطينيين حقوقا مدنية؟
هذا الأمر يشكّل فعلا حلقة حساسة في ضوء تركيبة لبنان الطوائفية.. فأي عمل أو اجراء يمكن أن تشتمّ من خلاله رائحة التوطين إلا أن اللبنانيين جميعا مسلمين ومسيحيين يدركون ضرورة تأمين الحقوق المدنية الفلسطينية لأن ظروف المخيمات لا تطاق.. وعليه فإن هناك اليوم محاولة للجمع بين تأكيد على حقوق لا تمهّد إلى التجذّر في الأرض اللبنانية وفي الثقافة الفلسطينية بحيث يمكن أن يشعر أحد بأن مسألة النضال من أجل العودة أمر ممكن الاستغناء عنه أولا أو يدرك العالم والغرب بشكل خاص أن هناك أزمة يجب أن تحل اسمها أزمة اللاجئين الفلسطينيين.
٭ في هذه الحالة كيف نفهم الانقسام السياسي الأخير الذي شهده مجلس النواب اللبناني حول مشروع يؤكد على حقوق الفلسطينيين وما هي دواعي رفض هذا المشروع؟
هو في الحقيقة لم يتم رفض مشروع القرار إلاّ أن المشروع بالشكل الذي قدم عليه هو غير مدروس لأنه سيكلّف الدولة أعباء بطريقة غير مدروسة ويحتاج إلى دراسة.. من هنا رأينا أنه يجب اعطاء الوقت الكافي لدراسة المشروع بشكل ينهي هذه الأزمة وينهي معاناة اللاجئين الفلسطينيين.
٭ وما هي الآليات والطرق القانونية التي تفكّرون في اللجوء إليها لاحتواء هذا الموضوع؟
هناك توجه نحو اقرار بعض الحقوق التي لا تشكّل أعباء كبيرة على السلطة وتؤكد القوانين في هذا الاطار على دور الأونروا كمنظمة مسؤولة عن اللاجئين الفلسطينيين.
٭ غالبا ما يبرّر المسيحيون رفضهم لمنح اللاجئين الفلسطينيين حقوقا مدنية ب«فزاعة» التوطين.. هل ترون أن مثل هذا السيناريو قائم فعلا اليوم؟
التوطين لم يعد اليوم مجرد فزاعة.. بل إنه تحوّل إلى حقيقة قائمة على الأرض وبالتأكيد من حق اللبنانيين أن يبدوا خوفهم من التوطين لأنه سيحدث انقلابات كثيرة وانعكاسات خطيرة على التركيبة الطائفية اللبنانية.. ولذلك نحن نرفض التوطين ولكننا في نفس الوقت نرى بضرورة أن تعمّم هذه الحقوق وأن تشارك الأمم المتحدة بدورها بشكل فعّال وبشكل لا يؤدي إلى إقرار الحقوق المدنية إلى كونها بديلا عن الحقوق السياسية.
تقرير: مخطط لترحيل لاجئي لبنان إلى دول عربية
٭ تونس «الشروق»:
كشف تقرير استخباري غربي نشر مؤخرا النقاب عن سيناريو يجري العمل عليه من قبل دول القرار يقضي بترحيل الفلسطينيين الذين لجؤوا إلى لبنان منذ ما بعد عام 1975 إلى دول عربية وتوطين المسجلين لدى وكالة غوث وتشغيل اللاجئين في لبنان.
وقال التقرير ان هذا السيناريو يتم بعلم وبتسهيل من بعض القادة اللبنانيين وبموافقة وتنسيق من بعض الدول الاقليمية والعربية التي باتت على يقين بكامل ما يتضمنه هذا المشروع من سيناريوهات وتفاصيل وآليات تنفيذ.
وأضاف أن الاتجاه يسير نحو ترحيل عدد من فلسطينيي المخيمات غير المسجلين لدى إدارة «الأونروا» والذين قدموا للمساعدة العسكرية في فترات الحرب اللبنانية الممتدة منذ سبعينات القرن الماضي إلى الحدود المصرية.
ويكشف التقرير أيضا أن كل ذلك يتم بتمويل عربي من جهة وبرعاية غربية وأوروبية من جهة ثانية وبتزامن كامل ودقيق مع حوافز عملية ومالية واقتصادية واجتماعية تقدمها الشركات المستثمرة على شكل مشاريع تعطى فيها الأولوية للعمالة الفلسطينية.
ليلى خالد وزياد حافظ وسمير شركس : معارضة الحقوق.. خيانة لميثاق الأمم المتحدة
٭ بيروت «الشروق»: من مبعوثنا الخاص أمين بن مسعود :
أكد الدكتور زياد حافظ أمين عام المنتدى القومي العربي ل«الشروق» أنّ منح اللاجئين الفلسطينيين حقوقهم الاجتماعية والمدنية حق مشروع وطبيعي وإنساني يساهم في تمكين الفلسطينيين واللبنانيين من العمل سوية لاسترجاع الحق الفلسطيني المسلوب وإعادة الفلسطينيين إلى أراضيهم المحتلة مشددا على أن هذا الأمر لا يتنافى أبدا مع حق العودة الفلسطيني.
واعتبر أن الجدل القائم حاليا يدل على «قصر نظر» و«قلة أخلاق» داحضا أطروحات بعض الأطراف السياسية اللبنانية التي ترى في تأييد الحقوق تهديدا على البلاد.
وأشار إلى أن قصر نظر هؤلاء يتمثل في أن منح الحقوق المشروعة للفلسطينيين لا يعني البتة توطين اللاجئين نظرا لأنهم يتوقون جميعا إلى العودة ولا يوجد أحد يريد وطنا بديلا عن فلسطين.
حق التملك
وتساءل عن السبب الذي يجعل كل أجنبي في لبنان يتمتع بحق التملك , فلماذا يحظر على الفلسطينيين هذا الحق؟
وأردف أن الذي يعارض هذه الحقوق يمارس سياسة عنصرية تمييزية مخالفة لكافة المواثيق الدولية التي كان لبنان واحدا من المؤسسين الفاعلين لهذه النصوص القانونية التأسيسية.
وشدد على أن عدم منح الفلسطينيين هذه الحقوق يشكل خيانة لميثاق الأمم المتحدة.
من جانبه أشاد الدكتور سمير شركس رئيس التنظيم القومي الناصري في لبنان بالتحركات الشعبية الداعمة لمنح اللاجئين الفلسطينيين حقوقهم المدنية والاجتماعية مشددا على أنه على كل عربي مخلص لفلسطين دعم أي حراك في اتجاه مساندة القضية الفلسطينية ورد الحقوق لأهلها.
واعتبر شركس أن هذه الحقوق ستدعم مطالب الفلسطينيين لاسترداد حقوقهم التاريخية .
وأضاف أن بعض الأطراف السياسية اللبنانية تنظر إليهم نظرة نفور تجعلهم في مأزق عويص بين حظرهم من حقوقهم المدنية والاجتماعية والاقتصادية وبين رفض إعطائهم حتى «المواطنة» المرفوضة فلسطينيا أصلا.
وأشار إلى أن هذه النظرة السياسية «خندقت» اللاجئين الفلسطينيين في زاوية طائفية محددة متمثلة في كونهم مجموعة بشرية تنتمي إلى مذهب ديني معين والمطلوب حاليا تغيير هذه النظرة الضيقة ودعم المواقف المؤيدة لحق الفلسطينيين.
وبين أن وضع اللاجئين زاد سوءا عقب سنة 2002 عندما ألغي حق التملك وسمح في المقابل لكافة الأجانب بالتمتع بذات الحق داعيا كل الأطراف إلى تأييد حزمة الإصلاحات التي قد يقرها البرلمان في الجلسة القادمة.
التمييز المفروض
من جانبها أكدت المناضلة الفلسطينية ليلى خالد في حديث ل«الشروق» أن التمييز المفروض على اللاجئين الفلسطينيين دفعهم إلى تكثيف تحركاتهم السياسية والشعبية حاليا لنيل هذه الحقوق.
وأشارت إلى أن هذه المطالب وقعت مناقشتها من قبل حكومات عديدة بيد أن الزاوية الأمنية التي اعتمدت في التطارح النيابي والحكومي حالت دون إقرار هذه الحقوق وتكريسها على الواقع.
وأردفت أن الزاوية التي لم تعتمد بعد كامنة في وجوب منح الحقوق الأساسية التي تضمن لهم حقهم في الحياة الكريمة والشريفة دون أن يعني هذا الأمر توطينهم في لبنان التي يرفضها اللاجئون ولا يضعونها في حساباتهم البتة.
اللاّجئون الفلسطينيون : أرقام تتضخّم.. ومعاناة «تتكلّم»
٭ تونس «الشروق»:
ذكرت دراسة لدائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير الفلسطينية أن إجمالي عدد اللاجئين الفلسطينيين قد بلغ 7،4 مليون نسمة في نهاية عام 2008 وفقا لتقديرات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، مشيرة إلى أن هذا الرقم يمثل الحد الأدنى لأعداد اللاجئين أي أن الأرقام قابلة للزيادة وليس للنقصان.
وأوضحت الدراسة التي أعدتها دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير الفلسطينية وقدمتها لجامعة الدول العربية خلال مؤتمر المشرفين على الفلسطينيين في الدول العربية المضيفة الذي عقد بمقر الجامعة العربية أخيرا، أن نسبة اللاجئين في الأراضي الفلسطينية تشكل 44.1٪ من إجمالي سكانها ، حيث يشكلون 30.2٪ من سكان الضفة الغربية، و69.2٪ من إجمالي سكان قطاع غزة.
وأكدت الدراسة أن اللاجئين هم الأكثر فقرا مقارنة بباقي الشعب الفلسطيني، فرغم أن الأسر التي أربابها من اللاجئين تبلغ 40.6٪ من الشعب الفلسطيني، فإن نسبتهم تبلغ 47.5٪ من إجمالي عدد الفقراء، كما تظهر البيانات المتوفرة أن مخيمات اللاجئين في الأراضي الفلسطينية هي الأكثر فقرا مقارنة بسكان الحضر والريف على السواء.
وأشارت الدراسة التي حملت عنوان «الخصائص الديموغرافية والاجتماعية للاجئين الفلسطينين» إلى أن نسبة الفقر أعلى كثيرا بصفة عامة في قطاع غزة من الضفة الغربية إذ تبلغ نسبة الفقر بين الأسر في القطاع 55.7٪ مقابل 23.6٪ في الضفة .
وأكدت ارتفاع البطالة بشكل ملحوظ في أوساط اللاجئين مقارنة ببقية إخوانهم من أفراد الشعب الفلسطيني إذ تبلغ نسبة البطالة 30.6٪ في أوساط اللاجئين المقيمين في الأراضي الفلسطينية مقابل 22٪ بين غير اللاجئين. وأوضحت الدراسة أن 29٪ من القوى العاملة الذكور بين اللاجئين في مخيمات الأردن يعملون في قطاع التجارة والمطاعم والفنادق، بينما ثلث القوى العاملة الإناث تعمل في قطاع الصناعة، وفي سوريا تركز عمل اللاجئين الفلسطينيين في تشغيل الآلات وتجميعها حيث تبلغ نسبتهم في هذا القطاع 50.4٪ من مجموع العاملين، أما في لبنان فتتركز الأعمال الفلسطينية في قطاع التجارة والمطاعم والخدمات والفنادق بنسبة 26.7٪ وفي البناء والتشييد 18.9٪، والتعدين والمحاجر والصناعة التحويلية 13.6٪.
وفي مقابل ارتفاع نسبة البطالة والفقر في أوساط اللاجئين، فإن الدراسة لفتت إلى أن معدلات التعليم بين اللاجئين المقيمين في الأراضي الفلسطينية أعلى من بقية أفراد الشعب الفلسطيني، إذ تبلغ نسبة اللاجئين الحاصلين على درجة البكالريوس 9٪ من مجمل اللاجئين الذين تزيد أعمارهم عن 15 عاما بينما تبلغ النسبة 8.6٪ بين غير اللاجئين، وتبلغ معدلات الالتحاق بالتعليم للأفراد لسن 6 سنوات فأكثر 47٪ في أوساط اللاجئين، مقابل 45.6٪ في أوساط غير اللاجئين.
وتبلغ نسبة الأمية بين اللاجئين المقيمين في الأراضي الفلسطينية الذين تبلغ أعمارهم 15 سنة فأكثر 5.4٪ في عام 2008، مقابل 6.5٪ بين غير اللاجئين.
وأشارت الدراسة إلى أن معدل الأمية بين اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات الأردن نحو 17.6٪، وفي مخيمات سوريا 16.5٪، ولبنان 25.5٪ وذلك في عام 2006.
ولفتت الدراسة إلى ارتفاع معدلات الانجاب في أوساط اللاجئين مقارنة ببقية الشعب الفلسطيني إذ بلغ معدل الخصوبة للمرأة في أوساط اللاجئين في الأراضي الفلسطينية 4.9 طفل مقابل 4.3 مولود في باقي أوساط الشعب الفلسطيني ، وانعكس ذلك على التركيبة العمرية للاجئين الفلسطينيين حيث ترتفع نسبة من هم أقل من 15 عاما مقارنة بباقي الشعب الفلسطيني، كما أن نسبة كبار السن أقل من باقي الشعب الفلسطيني إذ تبلغ نسبتها لدى اللاجئين 3٪ مقابل 3.4٪ لدى غير اللاجئين.
وفي المقابل كشفت الدراسة عن أن معدلات الإعاقة ترتفع بين اللاجئين أكثر من باقي أوساط الشعب الفلسطيني حيث تبلغ نسبة من يعانون من إعاقة أو صعوبات 6.4٪ من اللاجئين في الضفة الغربية مقابل 4.9٪ في أوساط غير اللاجئين في الضفة.
أمين سر «فتح الانتفاضة»: نرفض التوطين ولن نتخلى عن سلاحنا قبل العودة الى فلسطين
تونس الشروق :دعا السيد حسن زيدان، أمين سرّ المجلس الثوري لحركة «فتح الانتفاضة» بلبنان في حديث ل «الشروق» الى معالجة هادئة للمشاكل القائمة بين السلطة اللبنانية ولاجئي المخيمات الفلسطينية لكنه رفض في الأثناء أي مساس بالسلاح الفلسطيني...
السيد حسن زيدان أكّد أيضا رفض اللاجئين الفلسطينيين لمخططات التوطين وتعهّد باسقاط أي مراهنات غربية في هذا الاتجاه.
وفي ما يلي هذا الحوار:
بداية... كيف ترصدون الأوضاع في المخيمات الفلسطينية بلبنان...وما طبيعة المشاكل التي تواجهكم؟
تعيش مخيمات لبنان الفلسطينية والبالغ عددها 12 مخيما معتمدا لدى وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) باستثناء تجمعات فلسطينية يتراوح عددها بين 5 و8 تجمعات غير معتمدة... تواجه هذه المخيمات مشاكل متعددة فهي ذات مساحة محدّدة ولم تسمح الدولة اللبنانية بتوسيعها رغم ازدياد أعداد القاطنين فيها بأضعاف مضاعفة عما كانت عليه الحال عند انشاء هذه المخيمات في أوائل الخمسينات من القرن الماضي. وعليه فقد لجأ الفلسطينيون الى حل مشكلة الاكتظاظ داخل مخيماتهم لاعتماد طريقة البناء العمودي للتعويض عند ضيق المساحات في هذه المخيمات... لذلك فإن معاناة اللاجئين الفلسطينيين حتى في ظل هذا النمط من البناء تتفاقم... وعندما نتحدث عن مشاكل المخيمات فلا نجانب الحقيقة حين نقول إن هذا الواقع للمخيمات لا يوفر مناخا صحيا أو تربويا أو اجتماعيا او اقتصاديا... فالأوبئة على اختلافها موجودة... والأمراض الجلدية والصدرية شائعة في المخيمات... ولعل غياب نظام الصرف الصحي السليم يساهم في تفاقم الحالة الصحية لمئات الالاف من اللاجئين ناهيك عن تأثر مياه الشرب بهذه الحالة الامر الذي يجعل من المياه الموجودة غير صالحة للشرب وفق المعايير المعمول بها عالميا... هذا من ناحية أما من الناحية الثانية فإن الحصار المفروض على المخيمات منذ سنوات من قبل قوى الأمن اللبنانية بدواعي لبنانية يزيد من معاناة الناس وتتجلى هذه المشاكل الاجتماعية بأوضح صورها خصوصا من جهة تفشي البطالة بين الشباب إذ أن نسبة العاطلين عن العمل وفق أحدث الاحصائيات تجاوزت ال 50٪... وهذا الواقع القائم على المستوى الاجتماعي يعكس نفسه على الواقع الاقتصادي للفلسطينيين الذين يعيشون على مساعدات الأنروا وبعض المداخيل من الفصائل الفلسطينية التي كانت أوضاعها أكثر بؤسا.
أثرتم الجانب الأمني في التعاطي اللبناني مع المخيمات... لكن ألا يُشكل موضوع السلاح خارج المخيمات مبرّرا لهذا التعاطي الأمني اللبناني؟
السلاح موجود في المخيمات الفلسطينية منذ عام 1967 أي منذ دخول الفلسطينيين الى لبنان وهو بالنسبة الى الفلسطيني رمز لاستمرار نضاله في تذكير العالم بحقه في العودة.
السلاح الفلسطيني يبقي القضية الفلسطينية حيّة في ضمائر الفلسطينيين الصغار منهم قبل الكبار والفلسطيني يمكن أن يقبل أي حديث حول سلاحه لكنه لا يمكن أن يقبل بالتنازل عن هذا السلاح حتى وإن كان هذا السلاح اليوم لا دور له في لبنان إلاّ طمأنة الفلسطيني بعد كل ما عاناه من مظالم ومجازر في لبنان وآخرها ما جرى في حرب المخيّمات مثل مجزرة صبرا وشاتيلا.. الموقف الفلسطيني من مطالبة بعض اللبنانيين بمعالجة ملف هذا السلاح يتلخص في الآتي:
1) السلاح الفلسطيني لا عمل له في الداخل اللبناني وهو في خدمة لبنان، كما في فلسطين.
2) الفلسطينيون مستعدّون لحوار لبناني فلسطيني حول السلاح داخل المخيمات أو خارج المخيمات.
3) لن يكون السلاح الفلسطيني عقبة في وجه أي تفاهم واجماع لبناني حول هذا السلاح لكن للفلسطينيين حقوقا تجاهلها المشرّع اللبناني لعقود طويلة وآن الأوان لمعالجة هادئة للملف الفلسطيني برمته بدءا من ملف الحقوق الانسانية والاجتماعية وصولا الى السلاح الفلسطيني.
لكن هذه المعالجة الهادئة ألا «يشوّش» عليها شبح التوطين... ثم كيف تفهمون كفلسطينيين المخاوف اللبنانية من هذا المخطّط؟
الفلسطينيون يرفضون بالاجماع التوطين في لبنان وهم يعرفون قبل غيرهم طبيعة التركيبة الطائفية في لبنان الذي يستحيل عليه قبول طائفة جديدة تضاف الى طوائفه المختلفة... اللبنانيون بشكل عام يرفضون التوطين وهم من أجل ذلك يحرمون الفلسطيني من أبسط حقوقه الانسانية والاجتماعية بذريعة أن منحه هذه الحقوق يشجعه على تبنّي فكرة التوطين.
فكرة التوطين، هناك أيضا جهات غربية تحرّكها بين الحين والآخر... فكيف تحلّلون هذا الموقف من حيث أبعاده ومخاطره على حقكم في العودة؟
واضح أن المجتمع الغربي وخصوصا الامريكي والأوروبي يسعى الى اقناع بعض العرب والفلسطينيين بفكرة التوطين لاعفاء الصهاينة من عودة الفلسطينيين الى ديارهم... وهما (أي أمريكا وأوروبا) يعملان على خلق الأزمات والمشاكل المتنقلة للبنان لدفعه للخضوع لاملاءاتهما.
إن ظهور الوطنية الفلسطينية والمقاومة اللبنانية كفيل باحباط كل محاولات التوطين واسقاط أي مراهنات في هذا السبيل ولن تنجح كل المفاوضات التي تتلظى بالبحث عن حل سلمي للصراع وهي في حقيقتها لا ترمي الا لفرض الاستسلام على شعوب المنطقة ودفع الشعب الفلسطيني الى الاستسلام والتخلي عن حقوقه والقبول بالأمر الواقع... أما عن حق العودة فهو مقدّس وهو حق يبذل الفلسطيني في سبيله الدم منذ أكثر من قرن لأنه يدرك أنه لا حياة كريمة له ما دام يعيش حالة اللجوء وما دام حقه في العودة لم ينجز بعد.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.