النواب يناقشو مهمة رئاسة الحكومة: مشاريع معطّلة، إصلاح إداري، ومكافحة الفساد    الأربعاء المقبل / إطلاق تحدّي " تحدّ ذكاءك الاصطناعي" بالمدرسة العليا للتجارة    احتفاءً بالعيد الوطني للشجرة: حملة وطنية للتشجير وبرمجة غراسة 8 ملايين شتلة    عاجل-أمريكا: رفض منح ال Visaللأشخاص الذين يعانون من هذه الأمراض    الجزائر.. الجيش يحذر من "مخططات خبيثة" تستهدف أمن واستقرار البلاد    شوف وين تتفرّج: الدربي ومواجهات الجولة 14 اليوم    التشكيلات المحتملة للدربي المنتظر اليوم    تعرفش شكون أكثر لاعب سجل حضوره في دربي الترجي والإفريقي؟    سحب وأمطار بالشمال وانخفاض طفيف في الحرارة    طقس اليوم: أمطار غزيرة ببعض المناطق مع تساقط البرد    اختتام الدورة الثالثة للمهرجان الوطني للمسرح التونسي "مواسم الإبداع": مسرحية "الهاربات" لوفاء الطبوبي تُتوّج بجائزة أفضل عمل متكامل    الشرع في واشنطن.. أول زيارة لرئيس سوري منذ 1946    مالي: اختطاف 3 مصريين .. ومطلوب فدية 5 ملايين دولار    تركيا: 6 قتلى في حريق بمستودع للعطور والسلطات تحقق    المسرح الوطني يحصد أغلب جوائز المهرجان الوطني للمسرح التونسي    تشيلسي يصعد لوصافة الدوري الإنجليزي بالفوز على وولفرهامبتون    الأحد: أمطار رعدية والحرارة في انخفاض    رأس جدير: إحباط تهريب عملة أجنبية بقيمة تفوق 3 ملايين دينار    منخفض جوي وحالة عدم استقرار بهذه المناطق    زيادة في ميزانية رئاسة الحكومة    وزارة الصحة: 1638 فحص أسنان: 731 حالة تحتاج متابعة و123 تلميذ تعالجوا فورياً    عماد الأمن الغذائي والمنظومة الإنتاجية .. الدعم لإنعاش الفلاّح وإنقاذ الفلاحة    دعوة الى رؤية بيئية جديدة    منتدى تونس لتطوير الطب الصيني الإفريقي يومي 21 و22 نوفمبر 2025    إعداد منير الزوابي .. غيابات بالجملة والبدائل جاهزة    الجولة 12 لبطولة النخب لكرة اليد :سبورتينغ المكنين وجمعية الحمامات ابرز مستفيدين    تونس تحتضن ندوة دولية حول التغيرات المناخية والانتقال الطاقي في أكتوبر 2026    الدورة 44 لمعرض الشارقة الدولي للكتاب: 10أجنحة تمثل قطاع النشر التونسي    من كلمات الجليدي العويني وألحان منير الغضاب: «خطوات» فيديو كليب جديد للمطربة عفيفة العويني    أولا وأخيرا .. قصة الهدهد والبقر    رئيس الجمهورية يكلّف المهندس علي بن حمودة بتشكيل فريق لإيجاد حلول عاجلة في قابس    تقرير البنك المركزي: تطور القروض البنكية بنسق اقل من نمو النشاط الاقتصادي    ألعاب التضامن الإسلامي – الرياض 2025: فضية لجميلة بولكباش في سباق 800 متر سباحة حرة    ربع التوانسة بعد الأربعين مهدّدين بتآكل غضروف الركبة!    تونس - الصين: 39 طالبا وطالبة يحصلون على "منحة السفير" في معهد كونفوشيوس بجامعة قرطاج    الرابطة الثانية – الجولة 8 (الدفعة الثانية): النتائج والترتيب    منوبة: الكشف عن مسلخ عشوائي بالمرناقية وحجز أكثر من 650 كلغ من الدجاج المذبوح    هذه نسبة التضخم المتوقع بلوغها لكامل سنة 2026..    لمرضى السكري: عشبة إذا شربتها صباحًا ستخفض السكر في دمّك    شنيا حكاية فاتورة معجنات في إزمير الي سومها تجاوز ال7 آلاف ليرة؟    عاجل: من مساء السبت والى الأحد أمطار رعدية غزيرة ورياح تتجاوز 90 كلم/س بهذه المناطق    حريق في مستودع للعطور بتركيا يخلف 6 قتلى و5 مصابين    البنك المركزي: نشاط القطاع المصرفي يتركز على البنوك المقيمة    الدورة الاولى لمهرجان بذرتنا يومي 22 و23 نوفمبر بالمدرسة الوطنية للمهندسين بصفاقس    العلم يكشف سر في المقرونة : قداش لازمك تحط ملح ؟    هام/ الهيئة الوطنيّة للوقاية من التعذيب تنتدب..#خبر_عاجل    عاجل/ محاولة اغتيال سفيرة إسرائيل بالمكسيك: ايران ترد على اتهامها..    بسمة الهمامي: "عاملات النظافة ينظفن منازل بعض النواب... وعيب اللي قاعد يصير"    بايدن يوجه انتقادا حادا لترامب وحاشيته: "لا ملوك في الديمقراطية"    جلسة عمل بوزارة الصحة لتقييم مدى تقدم الخطة الوطنية لمقاومة البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية    أمطار بهذه المناطق خلال الليلة المقبلة    تونس: ارتفاع ميزانية وزارة الثقافة...علاش؟    مفزع/ نسبة الرضاعة الطبيعية في تونس أقل من 18 بالمائة..!    تعرف قدّاش عندنا من مكتبة عمومية في تونس؟    من أعطي حظه من الرفق فقد أعطي حظّه من الخير    خطبة الجمعة ... مكانة الشجرة في الإسلام الشجرة الطيبة... كالكلمة الطيبة    مصر.. فتوى بعد اعتداء فرد أمن سعودي على معتمر مصري في المسجد الحرام    عاجل: حدث نادر فالسماء القمر يلتقي بزحل ونبتون قدام عينيك..هذا الموعد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اللاجئون الفلسطينيون: مأساة وحرمان... وقضية تأبى النسيان
نشر في الشروق يوم 30 - 06 - 2010


تونس (الشروق)
يتصاعد الجدل في لبنان هذه الأيام حول حقوق اللاجئين الفلسطينيين.. هذه الحقوق التي غرقت مجددا في مستنقع الخلافات الداخلية والحسابات السياسية اللبنانية الضيقة فبمجرد طرح مشروع قرار على مجلس النواب اللبناني يطالب بمنح هؤلاء اللاجئين «حقوقا مدنية» انقلبت الأمور رأسا على عقب وثار سجال وانقسام كبير بين الفرقاء اللبنانيين بين مؤيّد لمنح هذه الحقوق.. وآخر رافض لهذه الخطوة بذريعة الخوف من «التوطين».. هذا الجدل أثار في الواقع أيضا مخاوف كبيرة لدى اللاجئين الفلسطينيين الذين حذّروا من أن يكون ما جرى في مجلس النواب اللبناني يتناغم مع المطالب الأمريكية والاسرائيلية بتوطينهم.. وهو الهدف الذي حاول الصهاينة العمل على تحقيقه بعد ما تمكّنوا من اغتصاب فلسطين وإخراج الشعب الفلسطيني بالقوة مدّعين أن فلسطين أرض بلا شعب لشعب بلا أرض.. ومع مرور أكثر من 62 عاما على نكبة فلسطين وعلى الرغم من أن جيلا بأكمله لم ير الأرض أو يحيا عليها فإن اللاجئين الذين شرّدوا في كل بقاع الدنيا مازالوا يحلمون بالعودة الى ديارهم حتى وإن لم تبق منها غير الأطلال والأسماء.. الآن أكثر من سبعة ملايين لاجئ فلسطيني يعيشون بعيدين عن الوطن والأهل والأحبة ويسكنون في المخيمات.. هؤلاء نسيهم العالم أو بالأحرى تناساهم لكنهم لم ينسوا أبدا وطنا إسمه فلسطين رغم أنف المحتل الغاصب.. وشعارهم في ذلك ما ضاع حقّ وراءه طالب..
«الشروق» تفتح ملف أوضاع اللاجئين الفلسطينيين وتتحدّث في هذا الاطار مع شخصيات سياسية فلسطينية ولبنانية وهم السّادة:
حسن زيدان أمين سر حركة «فتح الانتفاضة» في لبنان
إيلي الفرزلي (نائب رئيس مجلس النواب اللبناني)
ليلى خالد (عضو المكتب السياسي للحركة الشعبية لتحرير فلسطين)
زياد حافظ (الأمين العام للمنتدى القومي العربي)
سمير شركس (رئيس التنظيم القومي الناصري في لبنان)
نائب نبيه برّي : لهذه الأسباب نرفض منح اللاجئين الفلسطينيين «حقوقا مدنية»
تونس «الشروق»:
اعترف السيد إيلي الفرزلي، نائب رئيس مجلس النواب اللبناني في حديث ل«الشروق» عبر الهاتف من بيروت بأن مسألة الوجود الفلسطيني في لبنان تبعث على القلق مؤكدا أن اللبنانيين يتطلّعون إلى اليوم الذي يعود فيه الفلسطينيون إلى وطنهم..
السيد إيلي الفرزلي حذّر في هذا الاطار من العواقب التي قد تنجرّ عن سيناريو توطين هؤلاء اللاجئين في لبنان معتبرا أن مثل هذا الأمر قد يحدث انقلابات خطيرة في بلاده وفي ما يلي هذا الحوار:
٭ كيف تنظرون إلى الجدل المتصاعد في لبنان هذه الأيام حول قضية اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.. وهل هناك برأيكم ما يدعو فعلا إلى القلق لبنانيا من إثارة هذا الموضوع؟
لا شكّ أن هناك قلقا كبيرا وهذا القلق ليس جديدا بل هو قديم.. هذا القلق يتعلّق بمسألة الوجود الفلسطيني وديمومته في لبنان.. والقاصي والداني يدرك تاريخ العلاقات اللبنانية الفلسطينية ويدرك طبيعة الوضع الذي كان سائدا في الماضي.. وهو وضع تجاوزه الشعب اللبناني ويتطلّع إلى الغد الذي تكون فيه حلول والذي يحقّق للاجئين الفلسطينيين حلمهم بالعودة إلى وطنهم.. اليوم نحن نعترف بأن ظروف هذا الحق باتت تتعقّد أكثر وأكثر.
٭ ما الذي يجعل ظروف هذا الحقّ تتعقّد إذن.. ثم لماذا تخافون كقيادات مسيحية منح اللاجئين الفلسطينيين حقوقا مدنية؟
هذا الأمر يشكّل فعلا حلقة حساسة في ضوء تركيبة لبنان الطوائفية.. فأي عمل أو اجراء يمكن أن تشتمّ من خلاله رائحة التوطين إلا أن اللبنانيين جميعا مسلمين ومسيحيين يدركون ضرورة تأمين الحقوق المدنية الفلسطينية لأن ظروف المخيمات لا تطاق.. وعليه فإن هناك اليوم محاولة للجمع بين تأكيد على حقوق لا تمهّد إلى التجذّر في الأرض اللبنانية وفي الثقافة الفلسطينية بحيث يمكن أن يشعر أحد بأن مسألة النضال من أجل العودة أمر ممكن الاستغناء عنه أولا أو يدرك العالم والغرب بشكل خاص أن هناك أزمة يجب أن تحل اسمها أزمة اللاجئين الفلسطينيين.
٭ في هذه الحالة كيف نفهم الانقسام السياسي الأخير الذي شهده مجلس النواب اللبناني حول مشروع يؤكد على حقوق الفلسطينيين وما هي دواعي رفض هذا المشروع؟
هو في الحقيقة لم يتم رفض مشروع القرار إلاّ أن المشروع بالشكل الذي قدم عليه هو غير مدروس لأنه سيكلّف الدولة أعباء بطريقة غير مدروسة ويحتاج إلى دراسة.. من هنا رأينا أنه يجب اعطاء الوقت الكافي لدراسة المشروع بشكل ينهي هذه الأزمة وينهي معاناة اللاجئين الفلسطينيين.
٭ وما هي الآليات والطرق القانونية التي تفكّرون في اللجوء إليها لاحتواء هذا الموضوع؟
هناك توجه نحو اقرار بعض الحقوق التي لا تشكّل أعباء كبيرة على السلطة وتؤكد القوانين في هذا الاطار على دور الأونروا كمنظمة مسؤولة عن اللاجئين الفلسطينيين.
٭ غالبا ما يبرّر المسيحيون رفضهم لمنح اللاجئين الفلسطينيين حقوقا مدنية ب«فزاعة» التوطين.. هل ترون أن مثل هذا السيناريو قائم فعلا اليوم؟
التوطين لم يعد اليوم مجرد فزاعة.. بل إنه تحوّل إلى حقيقة قائمة على الأرض وبالتأكيد من حق اللبنانيين أن يبدوا خوفهم من التوطين لأنه سيحدث انقلابات كثيرة وانعكاسات خطيرة على التركيبة الطائفية اللبنانية.. ولذلك نحن نرفض التوطين ولكننا في نفس الوقت نرى بضرورة أن تعمّم هذه الحقوق وأن تشارك الأمم المتحدة بدورها بشكل فعّال وبشكل لا يؤدي إلى إقرار الحقوق المدنية إلى كونها بديلا عن الحقوق السياسية.
تقرير: مخطط لترحيل لاجئي لبنان إلى دول عربية
٭ تونس «الشروق»:
كشف تقرير استخباري غربي نشر مؤخرا النقاب عن سيناريو يجري العمل عليه من قبل دول القرار يقضي بترحيل الفلسطينيين الذين لجؤوا إلى لبنان منذ ما بعد عام 1975 إلى دول عربية وتوطين المسجلين لدى وكالة غوث وتشغيل اللاجئين في لبنان.
وقال التقرير ان هذا السيناريو يتم بعلم وبتسهيل من بعض القادة اللبنانيين وبموافقة وتنسيق من بعض الدول الاقليمية والعربية التي باتت على يقين بكامل ما يتضمنه هذا المشروع من سيناريوهات وتفاصيل وآليات تنفيذ.
وأضاف أن الاتجاه يسير نحو ترحيل عدد من فلسطينيي المخيمات غير المسجلين لدى إدارة «الأونروا» والذين قدموا للمساعدة العسكرية في فترات الحرب اللبنانية الممتدة منذ سبعينات القرن الماضي إلى الحدود المصرية.
ويكشف التقرير أيضا أن كل ذلك يتم بتمويل عربي من جهة وبرعاية غربية وأوروبية من جهة ثانية وبتزامن كامل ودقيق مع حوافز عملية ومالية واقتصادية واجتماعية تقدمها الشركات المستثمرة على شكل مشاريع تعطى فيها الأولوية للعمالة الفلسطينية.
ليلى خالد وزياد حافظ وسمير شركس : معارضة الحقوق.. خيانة لميثاق الأمم المتحدة
٭ بيروت «الشروق»: من مبعوثنا الخاص أمين بن مسعود :
أكد الدكتور زياد حافظ أمين عام المنتدى القومي العربي ل«الشروق» أنّ منح اللاجئين الفلسطينيين حقوقهم الاجتماعية والمدنية حق مشروع وطبيعي وإنساني يساهم في تمكين الفلسطينيين واللبنانيين من العمل سوية لاسترجاع الحق الفلسطيني المسلوب وإعادة الفلسطينيين إلى أراضيهم المحتلة مشددا على أن هذا الأمر لا يتنافى أبدا مع حق العودة الفلسطيني.
واعتبر أن الجدل القائم حاليا يدل على «قصر نظر» و«قلة أخلاق» داحضا أطروحات بعض الأطراف السياسية اللبنانية التي ترى في تأييد الحقوق تهديدا على البلاد.
وأشار إلى أن قصر نظر هؤلاء يتمثل في أن منح الحقوق المشروعة للفلسطينيين لا يعني البتة توطين اللاجئين نظرا لأنهم يتوقون جميعا إلى العودة ولا يوجد أحد يريد وطنا بديلا عن فلسطين.
حق التملك
وتساءل عن السبب الذي يجعل كل أجنبي في لبنان يتمتع بحق التملك , فلماذا يحظر على الفلسطينيين هذا الحق؟
وأردف أن الذي يعارض هذه الحقوق يمارس سياسة عنصرية تمييزية مخالفة لكافة المواثيق الدولية التي كان لبنان واحدا من المؤسسين الفاعلين لهذه النصوص القانونية التأسيسية.
وشدد على أن عدم منح الفلسطينيين هذه الحقوق يشكل خيانة لميثاق الأمم المتحدة.
من جانبه أشاد الدكتور سمير شركس رئيس التنظيم القومي الناصري في لبنان بالتحركات الشعبية الداعمة لمنح اللاجئين الفلسطينيين حقوقهم المدنية والاجتماعية مشددا على أنه على كل عربي مخلص لفلسطين دعم أي حراك في اتجاه مساندة القضية الفلسطينية ورد الحقوق لأهلها.
واعتبر شركس أن هذه الحقوق ستدعم مطالب الفلسطينيين لاسترداد حقوقهم التاريخية .
وأضاف أن بعض الأطراف السياسية اللبنانية تنظر إليهم نظرة نفور تجعلهم في مأزق عويص بين حظرهم من حقوقهم المدنية والاجتماعية والاقتصادية وبين رفض إعطائهم حتى «المواطنة» المرفوضة فلسطينيا أصلا.
وأشار إلى أن هذه النظرة السياسية «خندقت» اللاجئين الفلسطينيين في زاوية طائفية محددة متمثلة في كونهم مجموعة بشرية تنتمي إلى مذهب ديني معين والمطلوب حاليا تغيير هذه النظرة الضيقة ودعم المواقف المؤيدة لحق الفلسطينيين.
وبين أن وضع اللاجئين زاد سوءا عقب سنة 2002 عندما ألغي حق التملك وسمح في المقابل لكافة الأجانب بالتمتع بذات الحق داعيا كل الأطراف إلى تأييد حزمة الإصلاحات التي قد يقرها البرلمان في الجلسة القادمة.
التمييز المفروض
من جانبها أكدت المناضلة الفلسطينية ليلى خالد في حديث ل«الشروق» أن التمييز المفروض على اللاجئين الفلسطينيين دفعهم إلى تكثيف تحركاتهم السياسية والشعبية حاليا لنيل هذه الحقوق.
وأشارت إلى أن هذه المطالب وقعت مناقشتها من قبل حكومات عديدة بيد أن الزاوية الأمنية التي اعتمدت في التطارح النيابي والحكومي حالت دون إقرار هذه الحقوق وتكريسها على الواقع.
وأردفت أن الزاوية التي لم تعتمد بعد كامنة في وجوب منح الحقوق الأساسية التي تضمن لهم حقهم في الحياة الكريمة والشريفة دون أن يعني هذا الأمر توطينهم في لبنان التي يرفضها اللاجئون ولا يضعونها في حساباتهم البتة.
اللاّجئون الفلسطينيون : أرقام تتضخّم.. ومعاناة «تتكلّم»
٭ تونس «الشروق»:
ذكرت دراسة لدائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير الفلسطينية أن إجمالي عدد اللاجئين الفلسطينيين قد بلغ 7،4 مليون نسمة في نهاية عام 2008 وفقا لتقديرات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، مشيرة إلى أن هذا الرقم يمثل الحد الأدنى لأعداد اللاجئين أي أن الأرقام قابلة للزيادة وليس للنقصان.
وأوضحت الدراسة التي أعدتها دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير الفلسطينية وقدمتها لجامعة الدول العربية خلال مؤتمر المشرفين على الفلسطينيين في الدول العربية المضيفة الذي عقد بمقر الجامعة العربية أخيرا، أن نسبة اللاجئين في الأراضي الفلسطينية تشكل 44.1٪ من إجمالي سكانها ، حيث يشكلون 30.2٪ من سكان الضفة الغربية، و69.2٪ من إجمالي سكان قطاع غزة.
وأكدت الدراسة أن اللاجئين هم الأكثر فقرا مقارنة بباقي الشعب الفلسطيني، فرغم أن الأسر التي أربابها من اللاجئين تبلغ 40.6٪ من الشعب الفلسطيني، فإن نسبتهم تبلغ 47.5٪ من إجمالي عدد الفقراء، كما تظهر البيانات المتوفرة أن مخيمات اللاجئين في الأراضي الفلسطينية هي الأكثر فقرا مقارنة بسكان الحضر والريف على السواء.
وأشارت الدراسة التي حملت عنوان «الخصائص الديموغرافية والاجتماعية للاجئين الفلسطينين» إلى أن نسبة الفقر أعلى كثيرا بصفة عامة في قطاع غزة من الضفة الغربية إذ تبلغ نسبة الفقر بين الأسر في القطاع 55.7٪ مقابل 23.6٪ في الضفة .
وأكدت ارتفاع البطالة بشكل ملحوظ في أوساط اللاجئين مقارنة ببقية إخوانهم من أفراد الشعب الفلسطيني إذ تبلغ نسبة البطالة 30.6٪ في أوساط اللاجئين المقيمين في الأراضي الفلسطينية مقابل 22٪ بين غير اللاجئين. وأوضحت الدراسة أن 29٪ من القوى العاملة الذكور بين اللاجئين في مخيمات الأردن يعملون في قطاع التجارة والمطاعم والفنادق، بينما ثلث القوى العاملة الإناث تعمل في قطاع الصناعة، وفي سوريا تركز عمل اللاجئين الفلسطينيين في تشغيل الآلات وتجميعها حيث تبلغ نسبتهم في هذا القطاع 50.4٪ من مجموع العاملين، أما في لبنان فتتركز الأعمال الفلسطينية في قطاع التجارة والمطاعم والخدمات والفنادق بنسبة 26.7٪ وفي البناء والتشييد 18.9٪، والتعدين والمحاجر والصناعة التحويلية 13.6٪.
وفي مقابل ارتفاع نسبة البطالة والفقر في أوساط اللاجئين، فإن الدراسة لفتت إلى أن معدلات التعليم بين اللاجئين المقيمين في الأراضي الفلسطينية أعلى من بقية أفراد الشعب الفلسطيني، إذ تبلغ نسبة اللاجئين الحاصلين على درجة البكالريوس 9٪ من مجمل اللاجئين الذين تزيد أعمارهم عن 15 عاما بينما تبلغ النسبة 8.6٪ بين غير اللاجئين، وتبلغ معدلات الالتحاق بالتعليم للأفراد لسن 6 سنوات فأكثر 47٪ في أوساط اللاجئين، مقابل 45.6٪ في أوساط غير اللاجئين.
وتبلغ نسبة الأمية بين اللاجئين المقيمين في الأراضي الفلسطينية الذين تبلغ أعمارهم 15 سنة فأكثر 5.4٪ في عام 2008، مقابل 6.5٪ بين غير اللاجئين.
وأشارت الدراسة إلى أن معدل الأمية بين اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات الأردن نحو 17.6٪، وفي مخيمات سوريا 16.5٪، ولبنان 25.5٪ وذلك في عام 2006.
ولفتت الدراسة إلى ارتفاع معدلات الانجاب في أوساط اللاجئين مقارنة ببقية الشعب الفلسطيني إذ بلغ معدل الخصوبة للمرأة في أوساط اللاجئين في الأراضي الفلسطينية 4.9 طفل مقابل 4.3 مولود في باقي أوساط الشعب الفلسطيني ، وانعكس ذلك على التركيبة العمرية للاجئين الفلسطينيين حيث ترتفع نسبة من هم أقل من 15 عاما مقارنة بباقي الشعب الفلسطيني، كما أن نسبة كبار السن أقل من باقي الشعب الفلسطيني إذ تبلغ نسبتها لدى اللاجئين 3٪ مقابل 3.4٪ لدى غير اللاجئين.
وفي المقابل كشفت الدراسة عن أن معدلات الإعاقة ترتفع بين اللاجئين أكثر من باقي أوساط الشعب الفلسطيني حيث تبلغ نسبة من يعانون من إعاقة أو صعوبات 6.4٪ من اللاجئين في الضفة الغربية مقابل 4.9٪ في أوساط غير اللاجئين في الضفة.
أمين سر «فتح الانتفاضة»: نرفض التوطين ولن نتخلى عن سلاحنا قبل العودة الى فلسطين
تونس الشروق :دعا السيد حسن زيدان، أمين سرّ المجلس الثوري لحركة «فتح الانتفاضة» بلبنان في حديث ل «الشروق» الى معالجة هادئة للمشاكل القائمة بين السلطة اللبنانية ولاجئي المخيمات الفلسطينية لكنه رفض في الأثناء أي مساس بالسلاح الفلسطيني...
السيد حسن زيدان أكّد أيضا رفض اللاجئين الفلسطينيين لمخططات التوطين وتعهّد باسقاط أي مراهنات غربية في هذا الاتجاه.
وفي ما يلي هذا الحوار:
بداية... كيف ترصدون الأوضاع في المخيمات الفلسطينية بلبنان...وما طبيعة المشاكل التي تواجهكم؟
تعيش مخيمات لبنان الفلسطينية والبالغ عددها 12 مخيما معتمدا لدى وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) باستثناء تجمعات فلسطينية يتراوح عددها بين 5 و8 تجمعات غير معتمدة... تواجه هذه المخيمات مشاكل متعددة فهي ذات مساحة محدّدة ولم تسمح الدولة اللبنانية بتوسيعها رغم ازدياد أعداد القاطنين فيها بأضعاف مضاعفة عما كانت عليه الحال عند انشاء هذه المخيمات في أوائل الخمسينات من القرن الماضي. وعليه فقد لجأ الفلسطينيون الى حل مشكلة الاكتظاظ داخل مخيماتهم لاعتماد طريقة البناء العمودي للتعويض عند ضيق المساحات في هذه المخيمات... لذلك فإن معاناة اللاجئين الفلسطينيين حتى في ظل هذا النمط من البناء تتفاقم... وعندما نتحدث عن مشاكل المخيمات فلا نجانب الحقيقة حين نقول إن هذا الواقع للمخيمات لا يوفر مناخا صحيا أو تربويا أو اجتماعيا او اقتصاديا... فالأوبئة على اختلافها موجودة... والأمراض الجلدية والصدرية شائعة في المخيمات... ولعل غياب نظام الصرف الصحي السليم يساهم في تفاقم الحالة الصحية لمئات الالاف من اللاجئين ناهيك عن تأثر مياه الشرب بهذه الحالة الامر الذي يجعل من المياه الموجودة غير صالحة للشرب وفق المعايير المعمول بها عالميا... هذا من ناحية أما من الناحية الثانية فإن الحصار المفروض على المخيمات منذ سنوات من قبل قوى الأمن اللبنانية بدواعي لبنانية يزيد من معاناة الناس وتتجلى هذه المشاكل الاجتماعية بأوضح صورها خصوصا من جهة تفشي البطالة بين الشباب إذ أن نسبة العاطلين عن العمل وفق أحدث الاحصائيات تجاوزت ال 50٪... وهذا الواقع القائم على المستوى الاجتماعي يعكس نفسه على الواقع الاقتصادي للفلسطينيين الذين يعيشون على مساعدات الأنروا وبعض المداخيل من الفصائل الفلسطينية التي كانت أوضاعها أكثر بؤسا.
أثرتم الجانب الأمني في التعاطي اللبناني مع المخيمات... لكن ألا يُشكل موضوع السلاح خارج المخيمات مبرّرا لهذا التعاطي الأمني اللبناني؟
السلاح موجود في المخيمات الفلسطينية منذ عام 1967 أي منذ دخول الفلسطينيين الى لبنان وهو بالنسبة الى الفلسطيني رمز لاستمرار نضاله في تذكير العالم بحقه في العودة.
السلاح الفلسطيني يبقي القضية الفلسطينية حيّة في ضمائر الفلسطينيين الصغار منهم قبل الكبار والفلسطيني يمكن أن يقبل أي حديث حول سلاحه لكنه لا يمكن أن يقبل بالتنازل عن هذا السلاح حتى وإن كان هذا السلاح اليوم لا دور له في لبنان إلاّ طمأنة الفلسطيني بعد كل ما عاناه من مظالم ومجازر في لبنان وآخرها ما جرى في حرب المخيّمات مثل مجزرة صبرا وشاتيلا.. الموقف الفلسطيني من مطالبة بعض اللبنانيين بمعالجة ملف هذا السلاح يتلخص في الآتي:
1) السلاح الفلسطيني لا عمل له في الداخل اللبناني وهو في خدمة لبنان، كما في فلسطين.
2) الفلسطينيون مستعدّون لحوار لبناني فلسطيني حول السلاح داخل المخيمات أو خارج المخيمات.
3) لن يكون السلاح الفلسطيني عقبة في وجه أي تفاهم واجماع لبناني حول هذا السلاح لكن للفلسطينيين حقوقا تجاهلها المشرّع اللبناني لعقود طويلة وآن الأوان لمعالجة هادئة للملف الفلسطيني برمته بدءا من ملف الحقوق الانسانية والاجتماعية وصولا الى السلاح الفلسطيني.
لكن هذه المعالجة الهادئة ألا «يشوّش» عليها شبح التوطين... ثم كيف تفهمون كفلسطينيين المخاوف اللبنانية من هذا المخطّط؟
الفلسطينيون يرفضون بالاجماع التوطين في لبنان وهم يعرفون قبل غيرهم طبيعة التركيبة الطائفية في لبنان الذي يستحيل عليه قبول طائفة جديدة تضاف الى طوائفه المختلفة... اللبنانيون بشكل عام يرفضون التوطين وهم من أجل ذلك يحرمون الفلسطيني من أبسط حقوقه الانسانية والاجتماعية بذريعة أن منحه هذه الحقوق يشجعه على تبنّي فكرة التوطين.
فكرة التوطين، هناك أيضا جهات غربية تحرّكها بين الحين والآخر... فكيف تحلّلون هذا الموقف من حيث أبعاده ومخاطره على حقكم في العودة؟
واضح أن المجتمع الغربي وخصوصا الامريكي والأوروبي يسعى الى اقناع بعض العرب والفلسطينيين بفكرة التوطين لاعفاء الصهاينة من عودة الفلسطينيين الى ديارهم... وهما (أي أمريكا وأوروبا) يعملان على خلق الأزمات والمشاكل المتنقلة للبنان لدفعه للخضوع لاملاءاتهما.
إن ظهور الوطنية الفلسطينية والمقاومة اللبنانية كفيل باحباط كل محاولات التوطين واسقاط أي مراهنات في هذا السبيل ولن تنجح كل المفاوضات التي تتلظى بالبحث عن حل سلمي للصراع وهي في حقيقتها لا ترمي الا لفرض الاستسلام على شعوب المنطقة ودفع الشعب الفلسطيني الى الاستسلام والتخلي عن حقوقه والقبول بالأمر الواقع... أما عن حق العودة فهو مقدّس وهو حق يبذل الفلسطيني في سبيله الدم منذ أكثر من قرن لأنه يدرك أنه لا حياة كريمة له ما دام يعيش حالة اللجوء وما دام حقه في العودة لم ينجز بعد.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.