في الجزء الأول من مقاله ذكر الكاتب في خاتمته ان مجرد وجود السلاح خارج حوزة الدولة لدى الدول المجاورة يجعل امكانية تسربه عبر الحدود امرا ممكنا وطبيعيا وضروريا وحتميا. وفي الجزء الثاني من مقاله يقول: 3- لكل مشكلة حل والسلاح لا يضر ما لم يستعمل في معارك: تجنبوا المعارك تتجنبوا شرور السلاح والوقاية خير من العلاج -أ - منظومة أمنية جديدة على الدولة ان تبذل قصارى جهدها في تشديد الرقابة وذلك بتنمية الموارد البشرية المخصصة لذلك وتدريبها وتحفيزها. / توفير معدات مراقبة فعالة واستعمال التجهيزات العصرية والاتصالية والتكنولوجية وهذا له تكلفة باهضة لا قبل لنا بها ./ توظيف جدي ومنظم وشامل للمواطنين القاطنين والمتنقلين في مجال المناطق الحدودية، مثل الرعاة الرّحل بالصحراء وهؤلاء الشرائح ينبغي ان يتم تنظيم التعامل معهم وتقديم مساعدات لوجستيكية تخص حاجياتهم، ومدهم بمنح فهم اولى من عملة الحضائر الذين لا يؤدون عملا يذكر ./ تطوير اداء جهاز الاستخبارات وتأهيله طبقا للحاجيات المتجددة / تشديد العقوبات لمن يتورط في حيازة السلاح او في التهريب./ تحقيق نجاعة اكبر في مقاومة الجريمة... -ب - السلاح خارج المزايدة السياسية لا بد من التأكيد على ان تسرب السلاح لا يمكن أن تقضي عليه تماما اية حكومة مهما علا شأنها ومهما زادت خبرتها وتدعمت امكانياتها وينبغي ان يخرج هذا الملف من المزايدة السياسية ويثبّت كأمر جامع تقتضيه سلامة الوطن ومناعته. -ج - الحوار ثمّ الحوار ثمّ الحوار... لا مفرّ من مداومة الحوار دون كلل وملل مع التيارات الفكرية المتطرفة، واستدراجها الى منطقة التعايش السلمي وعدم شيطنتها وعزلها والاقتصار على معاقبة من ثبت تورطه. لا بد من ادراك ان شبابنا وابنائنا سيكونون معرضين اكثر للاستقطاب ضمن دائرة التطرف كلما زاد عزل هذه التيارات وعدم محاوراتها ودفعها الى دائرة الظلام. ان افكارا عديدة تجتاح الساحة العربية ومختلف ارجاء العالم ومنها من يتبنى العنف بدرجات وتقديرات متفاوتة، فلا غرابة ان نتأثر بمحيطنا بعد زوال الحدود وانهيار سدّ المعلومات ... ان الحوار والتربية والمرونة اهم رادع للتطرف.وهذا الامر ينبغي ان يجتاز عتبة الشعارات والمقولات ليتبلور في مضامين التربية الثقافة الاسلامية في برامج التعليم والتدريب في مختلف مستوياته، وعلى الاعلام ان يتحمل مسؤوليته في ترويج خطاب ديني مغاير لما عهده زمن الاستبداد وعهد تجفيف المنابع . ولا خيار يعوض فسح المجال للعلماء والشيوخ والمفكرين والشباب عبر منظومة متنوعة وجادة ومنفتحة على مختلف الاتجاهات . ومن جهة اخرى فلا مفر للاحزاب وهيئات المجتمع المدني من ان تدرج التثقيف الديني ضمن برامجها وتعيد النظر في ما يتعلق بذمتها من واجب نشر القيم الاخلاقية الاسلامية ومقاومة الانحراف ومحاربة الآفات الاجتماعية التي تهدد شبابنا. وبالموازاة مع عمق واتساع نشر قيم الدين السمحة وتعاليمه عبر المؤسسات التربوية والمدنية والاعلامية والثقافية،على الاحزاب ان تعمل بتناسق ودون مزايدة او صراع على نشر قيم المواطنة والتحضر والتصرف الراقي في الاختلاف ونبذ العنف والتفرقة. وتحويل مجال حملاتها الانتخابية الى البدائل الاقتصادية ومنوال التنمية والانظمة الجبائية وحلول البطالة وطرق خلق الثورة وتأمين الاقتصاد من المخاطر وانعاش المنظومة الادارية والاصلاح التربوي والزراعي وتحويل منظومة الكسل وهدر المال العام الى قوة عمل وانتاج...وتكريس الحوكمة المحلية وحفظ الصحة وانظمة الطغطية الاجتماعية... -د - الاحزاب عنوان الاصلاح او عنوان الخراب ان الاحزاب السياسية على وجه التخصيص مدعوة الى مراجعة عقدها ومزالقها نحو التجاذب الفج الذي انبنى على انعدام الثقة في الخصوم السياسيين. وقد تحول هذا الواقع الى عدم ثقة في الديمقراطية نفسها مما دفعها الى استسهال العنف اللفظي والتخوين والاقصاء والمناورات غير الاخلاقية والالتجاء الى اعداء الثورة قصد اضعاف الخصوم والرضى بفشل المسار هربا مما تقدره فشلا لها في معركة صندوق الاقتراع. لقد ادى هذا الاحتقان الى تمييع لشعارات الثورة وابتذالها، والى المزايدة المستترة بعنف الشارع وركوب موجة المطالب الشعبية المشروعة والاستفادة من مظاهر الفقر والتهميش لترويج الفشل واستسهال هدم قواعد المسار بفوضوية وعشوائية التمرد وخلط الاوراق . لقد تعمقت الحيرة وسيطرة ثقافة الخوف وتراجع الامل وعمت النقمة على الجميع. ه - المزايدة تقود الى النار ان ما تزرعه الطبقة السياسية بعجزها عن التصرف في تناقضاتها يقود بالضرورة الى اليأس والاحباط ويفتح الطريق للشباب الى الانخراط في تيارات عنيفة قد لا تستبعد في يوم من الايام استخدام العنف والسلاح. ولن يستطيع احد منعها من امتلاكه وسيكون الوضع مشرعا لعودة الديكتاتورية باستحقاق. وليس خافيا على احد كون الثورة التونسية مرمى مفترضا لاعداء الداخل والخارج وان صفقوا وطبّلوا لانجاز الشعب التونسي وتصدروا ركح المدافعين عن مطالب ثورته المجيدة.