على هامش الدورة 24 للقمة العربية التقت "الصباح" بالمحلل السياسي العربي عبد الوهاب بدر خان وفي حديث خصنا به، أوضح المحلل السياسي ان اعطاء مقعد في القمة العربية اعتبره خطوة متقدمة على طريق توفير الشرعية للمعارضة والخطوة المقبلة يجب التفكير في توسيع التواجد للمعارضة في المحافل الدولية. تحفظات.. وردا على سؤالنا حول تحفظ بعض البلدان العربية من تمثيل المعارضة في القمة العربية بالدوحة قال عبد الوهاب بدر خان ان المتحفظين معروفون منذ بداية الازمة السورية وانشغال جامعة الدول العربية بها، حيث كانت مواقف دول العراق والجزائر ولبنان مختلفة عن باقي الدول، وأحيانا يكون بينهم صدام وتحفظ على تمثيل المعارضة لسوريا في القمة العربية والتي يرون أن لها أوجها واعتراضات قانونية، وهي في الحقيقة مسألة سياسية بامتياز، لكن الجامعة العربية تعاملت معها باعتبار ان النظام السوري خرق كل القوانين لاطلاقه النار على المواطنين، واعتماده مبدأ القتل بدل وقف العنف وبالتالي اصبح هناك اعتبار واحد وهو ان تتخذ الجامعة العربية ما يمكن من قرارات لمساعدة الشعب السوري بتوفير تغطية سياسية لهذا القرار وهو اعطاء مقعد سوريا للمعارضة. المتحفظون لديهم حسابات مختلفة، فالعراق مثلا يسجل تحفظا ويذهب عمليا في نفاذ القرار ونحو التصويت بالاجماع عن القرار وهو خضوع للأغلبية في آخر المطاف. الدفع نحو تسليح المعارضة وبخصوص تسليح المعارضة السورية، قال المحلل السياسي إن مسألة التسليح من القرارات التي لا يمكن ان نراها علانية والدول اعتمدت حرية التصرف، وتتصرف بما يفرضه مبدأ "للضرورة أحكام" وهذا التسليح ماض بشكل كثيف وهناك نوع من الاتفاقية لتوفير الاسلحة النوعية للفئات الموثوق بها في سوريا بمعنى أن لا تصل إلى المتطرفين أو الجهاديين، وهذا التسليح يراد منه ان لا تكسر المعارضة عسكريا ومهما تم تسليح المعارضة فالنظام يبقى أكثر تسليحا وتنظيما. المعادلة الصعبة وردا عن سؤال يتعلق بتوفير غطاء عربي وأممي لتسليح المعارضة السورية، قال عبد الوهاب بدرخان انه للمحافظة على المعادلة بين الدعم السياسي وتسليح المعارضة لا بدّ على المجتمع الدولي تهيئة الاجواء للحوار والحل السياسي في مرحلة اولى مضيفا ان لا احد يعترف بشرعية التسليح للمعارضة السورية لا بالمعنى الدولي او العربي، قضية التسليح في هذا الاطار يعطيها الرأي العام والشعوب العربية أهمية لأنها تعتبر ان الشعب السوري من حقه الدفاع عن نفسه والرد على النظام بما تيسر له وهي الشرعية الوحيدة. وعلى المستوى السياسي، فإن ما حصل من اعتراف بالمعارضة السورية واعطائها مقعد دمشق في الجامعة العربية اعتبرها محدثنا خطوة متقدمة على طريق توفير الشرعية للمعارضة، والخطوة المقبلة يجب التفكير في توسيع تواجد المعارضة في المحافل الدولية وفي صورة توفر الارادة لدى اصدقاء سوريا من طرف الدول العربية ولو باعطائها صفة المراقب في الاممالمتحدة، والمجتمع الدولي ايضا سيبحث عن تغطية او غطاء عربي رغم التحفظات، وهو ما حدث في القمة 24 لجامعة الدول العربية. وفي المقابل ذكر بدرخان ان المعارضة تقدم انقساماتها للمجتمع الدولي ولا تشجعه على اتخاذ خطوات جريئة. القضية الفلسطينية ودعم الثورات العربية وأكد المحلل السياسي ان القضية الفلسطينية قضية محورية ومتجددة خاصة في ظل التطورات التي شهدتها القضية، ومجلس الجامعة العربية قرر ان ينقل ملف القضية الفلسطينية إلى مجلس الأمن وهي خطوة مهمة لكن اعتبر بدرخان أنه ليس مؤكدا أن الدول العربية مصصمة على احداث تغيير في المقاربة الدولية للقضية باعتبار الضغوط الأمريكية على البلدان العربية وغياب ضمانات لتحقيق أيّة فائدة لمصلحة القضية الفلسطينية. الثورة التونسية.. مرحلة بناء وفي ما يتعلق بما يجري في تونس ذكر عبد الوهاب بدر خان ان تونس استطاعت ايجاد حلول في كل فترات الأزمات مشيرا أن مرحلة الانتقال الديمقراطي في تونس تحتاج إلى التسريع في صياغة دستور واجراء انتخابات شفافة ونزيهة. وأضاف أن تونس قادرة على تجاوز الأزمات والإشكالات الراهنة، مركزا على أهمية التوافق بين القوى السياسية والاتفاق على الدستور، مشددا على ضرورة إقامة انتخابات وصياغة دستور ليس فيه لبس أو نية مبيتة في تغيير نمط عيش المجتمع بالإضافة إلى حسن التعامل مع القضايا الاجتماعية.
نزار الدريدي
المرزوقي بعد لقائه الخطيب: حول تجنيد التونسيين للجهاد في سوريا تناول اللقاء بين المنصف المرزوقي رئيس الجمهورية المؤقت ومعاذ الخطيب رئيس الائتلاف السوري المعارض العديد من المسائل والقضايا العالقة. وصرح الخطيب ان اللقاء مع الرئيس التونسي كان ايجابيا وتم التطرق الى جملة من الملفات خاصة منها المتعلق بقضية تجنيد التونسيين للقتال في سوريا نافيا وجود العدد الكبير، بالآلاف الذي تحدثت عنه وسائل الاعلام، والتي اعتبرها قامت بتضخيم للأرقام لعدد التونسيين المتواجدين في سوريا. كما أكد في المقابل وجود عدد قليل من التونسيين وان ما يجري في سوريا يستثير ضمائر كل العرب بسبب الانتهاكات التى يتعرض لها شعب سوريا من نظام الاسد الدكتاتوري. ومن جهته قال عدنان منصر ان الاجتماع بين الطرفين كان ضروري للتعبير عن دعم الشعب التونسي للثورة السورية وربط الصلة بالطيف السياسي السوري الذي يمثله الائتلاف المعارض واستشراف ما بعد سقوط نظام بشار بالاضافة الى موضوع التونسيين المتواجدين في سوريا ووضعيتهم وكان هناك طلب بان يكون موضوع التونسيين الموجودين في سوريا اولوية لدى الائتلاف السوري المعارض وتحديد الاسماء وضبط قائمات التونسيين حرصا على امن تونس القومي والكشف عن شبكات التجنيد.