تونس - الصباح: على امتداد أسبوع كامل، وتحديدا من 13 إلى 20 مارس القادم سيكون للجمهور التونسي مواعيد ثقافية مختلفة بين فنية وفكرية يتعرف من خلالها وعن قرب على ألوان من أحدث ابداعات الأشقاء المغاربة وذلك في إطار الأسبوع الثقافي المغربي بتونس الذي ينتظم من 13 إلى 20 مارس القادم. عبد الوهاب الدوكالي وكريمة الصقلي في الموعد هذه التظاهرة الثقافية المغربية المنتظرة ستكون حافلة بمختلف اللقاءات الفكرية والعروض الفنية ففضلا عن الجانب الفكري فيها (لقاءات ومحاضرات) وفضلا عن المعارض الفنية سيكون هناك حفل غنائى يحتضنه فضاء المسرح البلدي بالعاصمة تحييه مجموعة من ألمع نجوم الغناء بالمغرب الشقيق مثل الفنان عبد الوهاب الدوكالي والفنانة كريمة الصقلي والفنانة نجاة عتابو. حضور تقليدي مسترسل والواقع أن الحضور الفني والابداعي المغربي في المشهد الثقافي التونسي يكاد يكون حضورا تقليديا مسترسلا قلما تشهد بلادنا انتظام تظاهرة فنية دولية ما ولا يكون للمبدعين في المملكة المغربية الشقيقة حضورهم في اطارها.. فالسينما المغربية هي حاضرة دائما في مختلف دورات مهرجان أيام قرطاج السينمائية... وكذلك الشأن بالنسبة للمسرح المغربي ضمن تظاهرة أيام قرطاج المسرحية... فالدورة الأخيرة (13) - مثلا - من هذه التظاهرة شهدت تكريم الفنان المسرحي المغربي الطيب الصديقي بوصفه أحد رموز الحركة المسرحية في المغرب الشقيق. أما دورة الصائفة الماضية (2007) من مهرجان قرطاج الدولي فقد تضمن برنامجها العام سهرة فنية مغربية اشتملت على ألوان من الأغاني المغربية تراثية ومعاصرة أداها فنانون مغاربة من أجيال مختلفة. إضافة وإثراء ثم ها أن الأسبوع الثقافي المغربي المنتظر الذي ينتظم خلال النصف الثاني من شهر مارس القادم يأتي ليقدم الإضافة وليثري هذا الحضور المغربي ضمن المشهد الثقافي في بلادنا. وما من شك في أن للفعل الثقافي - كما للديبلوماسي دوره المهم في مزيد تمتين عرى التواصل بين الشعوب المغاربية - خاصة - والعربية والاسلامية - عامة -... فالثقافة التي تعد أحد عناصر «الهوية الجمعية» للشعوب العربية هي مدخل حيوي للتحسيس بقيمة الاجتماع مغاربيا وعربيا على النهوض بالثقافة العربية والابداع العربي في مختلف وجوهه وذلك من أجل جعله حاضرا في العصر وفي نفس الوقت منتميا وأصيلا وغير منبت.. ولعله بقدرما تنبغي الإشادة والتنويه ب«ظاهرة» الأسابيع الثقافية العربية الرسمية التي تنتظم دوريا في مختلف العواصم العربية بوصفها شكلا من أشكال التقريب وتيسير التواصل بين صنّاع الابداع في مختلف البلدان العربية، بقدرما يجدر - بالمقابل - التأكيد على ضرورة أن تنشط بكثافة وحرية باقي «هياكل» وقنوات الانتاج الثقافي والابداعي التابعة للقطاع الخاص داخل البلدان المغاربية والعربية من أجل التأسيس لصناعة ثقافية تنهض بالانتاج الثقافي والابداعي المغاربي والعربي المشترك... صناعة تكون ذات مردود ثقافي واقتصادي اجيابي مزدوج.