عقد حزب المسار الديمقراطي الاجتماعي أمس بالعاصمة اجتماعا بحضور ممثلي أحزاب الاتحاد من اجل تونس (الحزب الجمهوري، حركة نداء تونس، الحزب الاشتراكي، حزب العمل الوطني الديمقراطي)، حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد حزب التحالف ممثل الجبهة الشعبية، حزب الطليعة، ناهيك عن أرملة شكري بلعيد بسمة الخلفاوي. رفعت فيه العديد من الشعارات كانت أهمها التأكيد على ضرورة اتحاد كل القوى التقدمية والديمقراطية في جبهة موحدة. وسجل هذا اللقاء الذي شهد فيه قصر المؤتمرات حضورا مكثفا من قبل مناصري هذه الأحزاب. كما سجل رئيس المسار احمد إبراهيم حضوره بعد تماثله إلى الشفاء نسبيا لكنه لم يأخذ الكلمة لعدم قدرته الصحية على ذلك. افتتح جنيدي عبد الجواد القيادي في المسار الاجتماع مرحبا بالحضور ومعرجا على أن تنكر الائتلاف الحاكم لأهداف الثورة بعد أن انتهجت "الترويكا" سياسة الغنيمة والمحاصصة الحزبية فكانت الحكومة تفتقر إلى الكفاءات على حد تعبيره. وحمل حركة النهضة المسؤولية عما وصلت إليه البلاد لرفضها الحوار الذي لا تؤمن به مثلما أكد ذلك بل يعتبرها آلية للوصول إلى الحكم فقط، واتهم أطرافا من النهضة بمحاولة إخفاء حقائق في قضية اغتيال بلعيد داعيا إلى ائتلاف واسع لمقاومة العنف يتكون من الجبهة الشعبية بكل مكوناتها والاتحاد من اجل تونس قبل الانتخابات وبعدها. مقترحات.. تحدث سمير بالطيب الناطق الرسمي للمسار والنائب بالمجلس التأسيسي في كلمته التي كانت مسبوقة بهتافات وترحيب كبيرين عن مقترحات حزبه للتخفيف من وطأة الوضع الراهن الصعب الذي يعيش على وقعه التونسي ومن بينها ضرورة التجميد الفوري لأسعار المواد الأساسية، واتخاذ إجراءات إصلاحية جبائية عاجلة تخدم مصلحة المواطن البسيط، والمطالبة بعملية تدقيق في المديونية ليعرف التونسي ديونه، والدعوة إلى تفعيل التضامن الوطني في التنمية الجهوية عبر فتح باب الاكتتاب أمام كل التونسيين وتكوين لجنة متكونة من الاتحاد العام التونسي للشغل واتحاد الصناعة والتجارة والصناعات التقليدية واتحاد الفلاحين وعدد من مكونات المجتمع المدني للإشراف على الصندوق. كما اقترح بالطيب عقد المثقفين والفنانين حوارا وطنيا حول الثقافة وذكر بالاستعداد إلى عقد مؤتمر للتصدي إلى العنف مثلما دعا إليه شكري بلعيد. أزرار.. قال سمير بالطيب: "تمتلك حركة النهضة ثلاثة أزرار حيث تتحكم من خلال الزر الأول والممثل في المنصف المرزوقي في التهريج والتشويش عبر تصريحات ومواقف رئيس الجمهورية، فيما يمثل مصطفى بن جعفر الزر الثاني ومهمته التنويم، أما الزر الثالث والأخير فهو ممثل في رابطات حماية الثورة وجماعات العنف والتي تلعب دور ترهيب وتخويف الناس من ممارسة حقهم الانتخابي". وأشار الناطق الرسمي للمسار إلى مشروع قانون العدالة الانتقالية مثمنا إياه معرجا على المناداة المتواصلة بعملية التطهير في عدة مجالات معتبرا إياها ابتزازا سياسيا تقوم به الأطراف الحاكمة لا غير. مواقف موحدة تقريبا تداول ممثلو عدد من الأحزاب الكلمة حيث وصف محمد الكيلاني رئيس الحزب الاشتراكي اليساري النهضة بالمجرمين ومغتالي العقول النيرة ودعا إلى تأسيس جبهة واحدة تضم كل القوى الديمقراطية والحداثية. أما زياد لخضر الأمين العام "للوطد" الموحد فقد وصف النهضة بالمشروع "الرجعي الخاين" للوطن وللشعب. وأكد ممثل الحزب الجمهوري سعيد العايدي على أهمية تأسيس جبهة تكون هي وسيلة لمشروع اجتماعي وثقافي وليست هدفا في حد ذاته على حد تعبيره. ودعا احمد الصديق أمين عام حزب الطليعة العربي إلى الاتحاد على قاعدة برنامج واضح ورؤية مشتركة. وشدد محمد الحامدي المنسق العام للتحالف الديمقراطي إلى وقوف حزبه إلى جانب أي جبهة يكون فيها التونسيون مواطنون. وقال عبد الرزاق الهمامي رئيس حزب العمل بضرورة المرور إلى جبهة إنقاذ وطني. واختتم نواب المسار في التأسيسي الاجتماع بكلمات تطرقوا فيها إلى مواضيع متعددة. وتجدر الإشارة إلى أن التنظيم كان يفتقر إلى شيء من التنظيم خاصة على مستوى تخصيص أماكن تتسع للعدّ الحاضر من الإعلاميين وحتى الحضور من ممثلي الأحزاب. كما أرسلت الدعوات للحضور في وقت متأخر نوعا ما كما ذكر ذلك بعض قياديي الأحزاب الحاضرة.