سيدي بوزيد – الصباح : على خلفية تنامي ظاهرة الاقتحامات والاعتداءات المتكررة على موظفي المؤسسة وتجهيزاتها بشكل تصاعدي غير مسبوق تحت مختلف المسميات والحجج، نفذ عمال وأعوان بلدية المزونة كامل يوم أمس الجمعة اضرابا عن العمل مطالبين بتوفير أشكال الحماية اللازمة لهم وإيقاف الأشخاص المتورطين في أحداث العنف والشغب. وقد اتفق متساكنو المزونة على أن أمراض المؤسسة البلدية بالجهة تتمثل في الاكتظاظ وسوء الاستقبال وتعقد الإجراءات الإدارية بالإضافة إلى فقر التجهيزات الضرورية والمنقولات التي تتصل بالنظافة وتهذيب الطرقات والشوارع الرئيسية وعلى هذا الأساس دعوا السلط المحلية والجهوية ومكونات المجتمع المدني إلى بلورة جملة من المقترحات والحلول الكفيلة بتشكيل نيابة خصوصية في القريب العاجل لتتولى الإشراف على سير منظومة العمل البلدي خلال المرحلة الانتقالية تكون أداة للتحول الديمقراطي وقادرة على إرساء تقاليد المشاركة الفعلية في بناء منظومة بلدية جديدة بعيدا عن التجاذبات السياسية والحسابات الضيقة والمصالح الفئوية ضمن وفاق يستوعب التنوع والاختلاف قصد رسم خارطة طريق واضحة المعالم تبلور خطوات واضحة في اتجاه تحقيق إصلاح عميق وجذري ينسجم مع أهداف الثورة ويتناغم مع تطلعات أهالي المنطقة الذين أكدوا أن المسارعة بانتخاب نيابة خصوصية يمنح أعضاءها المشروعية اللازمة لفرض الرأي والمساهمة بمشاريع تنمية مستديمة قد تساعد على تخطي المشاكل المزمنة التي يعاني منها المواطنون والبيئة على حد السواء علاوة على بعض المسائل ذات العلاقة بالانتصاب العشوائي وظاهرة البناء الفوضوي التي لا يمكن معالجتها حسب قولهم بمعزل عن الملف العقاري الذي يشكل معضلة حقيقية في مسارات التنمية الجهوية والتنمية بصفة عامة. ولو أن بعض النيابات الخصوصية التي تم تشكيلها بمعتمديات ولاية سيدي بوزيد في عهد الحكومة السابقة مازالت تجذف ضد التيار ويدور نشاطها التطوعي في مدارات الحلقة المفرغة على خلفية تجريد ممثليها من مختلف الصلاحيات وإيمانهم القاطع بأن تحقيق عوامل إقلاع القطاع البلدي ووضعه على السكة الصحيحة في الوقت الراهن يعد ضربا من المستحيل في ظل ميزانيات عاجزة وأخرى مضبوطة مسبقا.