لئن تم الاتفاق على بعث مهرجان دولي ثقافي سياحي بتوزر منذ السنة الفارطة مع الجهات المعنية في قطاعي الثقافة والسياحة بإشراف الجمعية التونسية للتنشيط الثقافي والسياحي التي يرأسها محمود الأحمدي فإن بوادر صعوبات مرشحة لأن تعصف بهذا المولود الجديد حسب ما أفاد بذلك محمود الأحمدي ل"الصباح". وأوضح أن الجمعية التونسية للتنشيط الثقافي والسياحي أعلمت وزارتي الثقافة والسياحة في عديد المرات منذ أشهر من أجل الحصول على دعم ومساعدة لإنجاح هذا المهرجان الذي يتنزّل حسب رأيه في إطار إيمان هذه الجمعية بضرورة مساهمة مختلف الأطراف في مساعدة قطاع السياحة على الخروج من الوضعية الحرجة التي أصبح يتخبط فيها مما أثر على التنمية بهذه الجهات وذلك بالعمل من أجل إيجاد الحلول الكفيلة باستعادة ثقة السائح الأجنبي ومن خلاله الأسواق السياحية الأوروبية بالمراهنة على الثقافي كأداة عملية في هذا المنحى. وجاءت فكرة تنظيم مهرجان ربيع توزر الدولي في دورته الأولى والذي يتزامن مع الاحتفال بشهر التراث في نسخته الجديدة. وأكد رئيس هذه الجمعية أنه بعد أن تمت برمجة المهرجان المذكور في موعد سابق أي خلال شهر أفريل الجاري لكن صمت الجهات الرسمية وعدم التجاوب مع مطلب هيئة المهرجان بالإيجاب أو بالسلب دفع الجميع إلى تأجيله إلى موعد لاحق من 17 إلى 19 ماي المقبل. وبيّن محدثنا أن هذا التأخير جعل هذه التظاهرة تتخلى عن بعض العروض والمشاركات الأجنبية التي تم الاتفاق معها على الموعد السابق. في المقابل أكد أن الجهود متواصلة من أجل توفير الدعم اللازم من أجل انجاح هذه التظاهرة التي تم ضبط برنامج ثري بالفنون والعروض القيمة. وأكد أنه تم تقديم نسخة من برنامج التظاهرة إلى وزير السياحة خلال زيارته مؤخرا إلى الجهة، لكن إلى حد الآن لم تتلقى الجهة المنظمة للتظاهرة أي رد. واعتبر أن هذه التظاهرة على قدر من الأهمية ما يجعلها ترتقي إلى مستوى الفرصة التي يمكن استغلالها في الحملة الترويجية التي ستقوم بها الوزارة خلال منتصف شهر ماي لإنعاش القطاع واستقطاب المزيد من السياح الأجانب لإنقاذ ما تبقى من الموسم الحالي بالخصوص بجهة الجنوب والإعداد للموسم القادم. علما أن برنامج مهرجان ربيع توزر الدولي في دورته الأولى يدور تحت عنوان "الفنون تحتفي بالسياحة" ويتضمن تظاهرات سينمائية وفنون تشكيلية دولية، وعروض موسيقية وعروض فرجوية وتنشيطية من تونس ومن بلدان مغاربية كالمغرب والجزائر فضلا عن تنظيم زيارات إلى المناطق الأثرية والسياحية بالجهة لتعرّف بأهمية المخزون الثقافي والتراثي والسياحي العريق بالجهة. الدعم المطلوب من جهة أخرى لم يخف رئيس الجمعية التونسية للتنشيط الثقافي والسياحي استياءه من موقف الجهات الرسمية تجاه هذا المشروع الثقافي والتنموي بالأساس خاصة أن الجهات والأطراف المعنية والتي بإمكانها تقديم الدعم لم تبد تشيّعا لهذه التظاهرة الهامة، خاصة أن بعضها لم يحرك ساكنا إلى حد الآن في حين اكتفى البعض الأخر برصد منحة مالية زهيدة أو انه ببساطة لا يرد على مختلف المراسلات. وبيّن محدّثنا أن ميزانية المهرجان تتجاوز الثمانين ألف دينار وأن مهرجان ربيع توزر الدولي وبما يتضمنه برنامجه العام من تظاهرات سينمائيّة وفنون تشكيلية دولية، وعروض فرجوية من تراث الجهة من شانه أن يقدم الإضافة خاصة أن الجهة كانت قبلة السينما العالمية في عديد المناسبات باعتبار أن عددا هاما من الأفلام العالمية تم تصويره بتوزر على غرار"حرب النجوم" و"المريض الأنقليزي" وآخرها "الذهب الأسود" لجون جاك أنو.