تزخر جهة الوطن القبلي بمقدرات طبيعية هامة و مواقع ومعالم أثرية تختزل حضارات تعاقبت على هذه الربوع، لكن هذا الثراء و التنوّع لا يزال مهمّشا و منسيّا من صنّاع القرار ومحدّدي الإستراتيجيات في القطاع السّياحي فكل البرامج منصبّة على السّياحة الشاطئية في إهمال واضح لمواطن أخرى قادرة على إثراء المنتوج السّياحي ففي منطقة الحمامات هناك مواقع طبيعية و أثرية خلابة وهامّة أبرزها في الأطرش و المزيرعة و قد تمّ التنبيه إليها منذ أواسط التسعينات من طرف باحثي التراث و الحضارة لكن بقي الحال على ما هو عليه نظرا لضعف البنية التحتية ، نفس الشيء في منطقة تاكلسة غرب الولاية التي تمثل نموذجا فريدا من نوعه للسّياحة البديلة حيث البحر و الجبل و المعالم الأثرية و قد بذلت بلدية المكان محاولات لإبراز مقدّرات المنطقة للفت نظر المستثمرين عبر المسالك الرسمية من خلال المجلس الجهوي للتنمية بنابل و إستغلال الزيارات الرسمية للوزراء و آخرهم وزير السياحة جمال قمرة مقدرات طبيعية وقد تحدّث رئيس النيابة الخصوصية لبلدية تاكلسة وطلب من الوزير زيارة المنطقة وإعطاءها فرصة الإستثمار السّياحي حتى ترتقي تنمويا وتلتحق ببقية المعتمديات الساحلية على غرار سليمان المجاورة و قليبية و نابل والحمامات ... و غير بعيد عن المنطقة السياحية برج السدرية – سليمان غربا و الحمامات – نابل شرقا ، توجد منطقة بوعرقوب التي تختزن صورة لم ترها وزارة السياحة التونسية ، لكن أكبر شركات الإنتاج السنيمائي في العالم إكتشفتها و قامت بتصوير بعض المشاهد لأفلام إيطالية في الفترة السابقة ، فجمال الموقع يجمع بين الماء وعاؤه سدّ وادي المصري وسط كساء غابي خلاب ، كما للمنطقة عدد من المعالم الأثرية مثل قصر موسوليني بحشاد الذي يعود إلى الحرب العالمية الثانية والكنيسة المسيحية ببرج حفيظ التي تعود للعشرينات من القرن الماضي... هذه المقدّرات الطبيعية و التراثية لابدّ أن يشتغل عليها المجلس الجهوي للسّياحة بنابل الذي تولى وزير السياحة تركيزه مؤخرا و طلب من أعضائه العمل على تقديم الإضافة لدعم السياحة و التركيز على الخصوصية للوطن القبلي وهذا يمكن أن يكون مدخلا لإحداث عدد من المسالك السّياحية في ربط بعض المناطق المذكورة بالأقطاب السياحية حتى ينفتح السائح على المحيط و تعمّ الفائدة في إطار التنمية المتكاملة ، فكلما تحرّك السائح على أكثر من إتجاه خلق حركية إقتصادية لها انعكاس اجتماعي فوزارة السياحة تشتغل حاليا على دراسة استراتيجية للسياحة التونسية تمتد إلى أفاق سنة 2016 تركز على 5 محاور وهي : تنويع المنتوج ، إحضار منظومة معلوماتية حديثة ، الخطط الترويجية ، المالية ، الاستثمار . مجمّعة في 160 نقطة تهدف إلى أن تكون تونس ضمن ال 20 وجهة الأولى للسياحة في العالم. هذا الهدف يتطلب مجهودات كبرى من كل الأطراف لإقلاع السياحة التونسية