تمتاز منطقة تاكلسة الواقعة غرب الوطن القبلي بموقعها الطبيعي المتميز الذي تجتمع فيه مميزات عدة تؤهل الجهة لأن تكون احد الأقطاب السياحية الفريدة بكل المنطقة حيث حبى الله تاكلسة بمحيط طبيعي ساحر يجتمع فيه البحر والجبل والغابات والسهول الممتدة على طول. والمميز في تاكلسة هو نقاؤها من كل أشكال التلوث الصناعي ولولا تقصير منظومة رفع الفضلات المنزلية ببلدية تاكلسة لكان جمالها الطبيعي الساحر يضعها ضمن أجمل المناطق بالبلاد. هذه المعطيات الطبيعية الهائلة تزداد قيمتها بفضل المخزون الأثري والحضاري بالجهة فتاكلسة تزخر بعديد المواقع الأثرية التي تعود إلى العهد البوني والقرطاجي والروماني. ومع أن هذه المواقع تشكل احد محاور الدرس من قبل عدّة خبراء وباحثين في التاريخ والآثار إلا انها لم تحظ بالعناية اللازمة فبقيت أغلب المواقع مهملة معرضا للنبش العشوائي من قبل صائدي الثروات. ورغم كل خصوصيات جهة تاكلسة إلا أنها بقيت منذ الاستقلال مهمشة ولم يتم توظيفها وتطوير البنى التحتية بها وتقديمها كمنطقة قابلة لاستقطاب الاستثمار السياحي. واليوم وتونس تحتاج لاستثمار كل طاقاتها المطلوب من المجلس الجهوي للسياحة المركز حديثا إيلاء ما يكفي من الأهمية إلى تطوير منتوج الجهة السياحي من خلال البحث عن وجهات جديدة يمكن أن تشد أكثر المستثمر في مرحلة أولى ثم السائح الأجنبي. فتطوير وتنويع المنتوج السياحي رهان جهوي يمكن تحقيقه من خلال توظيف الطاقات الكبيرة التي تحويها معتمدية تاكلسة والساحل الشمالي الشرقي للوطن القبلي عموما من سليمان مرورا بتاكلسة وصولا للهوارية. والأكيد أن استقطاب المستثمرين في القطاع السياحي التونسيين والأجانب يستوجب أولا تحسين البنية الأساسية من طرقات وقنوات للصرف الصحي وماء صالح للشرب وكهرباء وخطوط للهاتف القار. ولئن وجدت بعض المبادرات ونوايا الاستثمار السياحي في الجهة مثل نية أحد الخواص إحداث مركز للتربصات الرياضية وإحداث خط بحري يربط مرسى الأمراء بتاكلسة بمرفأ حلق الوادي أو تعبير شركة مختصة في الدراسات للسلط المحلية والجهوية بمعتمدية تاكلسة منذ مدة عن نيتها إقامة مدينة سياحية بمعتمدية تاكلسة على مساحة 13 هكتارا تمتد من قرية «المرناقية» حتى قرية «الرتيبة». ويشتمل المشروع على إقامة سلسلة من النزل من فئة 5 نجوم ومركبات سكانية عالية الجودة إلى جانب مركبات ثقافية وملاعب غولف ومصحة ودار للمسنين ومن المفروض ان المشروع موجّه إلى السياح ذوي الدخل المرتفع حيث سيقدم خدمات عالية الجودة إلا أن هذه المشاريع لا تتجاوز كونها مجرد نوايا استثمار بحاجة للدعم والتفعيل من قبل المجلس الجهوي للسياحة المطالب بوضع معتمدية تاكلسة ضمن أولوياته. تبقى تاكلسة بحاجة إلى مبادرة جدية يمكن أن تراهن على تحويلها إلى قطب سياحي مندمج ينفع المناطق المجاورة نظرا لتوفر اليد العاملة المؤهلة ولتقاليد متساكني المعتمدية الذين حافظوا على بساطة وكرم أهل الريف.