بقلم: د.خالد الطراولي أبثكم حزني وحيرتي، أبثكم توجّسي وخوفي على هذا البلد الطيّب وأهله الطيّبين، إني أحس أن فتنا سوداء حالقة يمكن أن تفتح علينا أبواب جهنّم إذا لم يغلب منطق التعقل والحكمة ومصلحة البلاد العليا... ندائي يتوجه إلى أمننا الوطني أن يتعامل بكثيرمن المسؤولية والحكمة والتعقل وأن يتجنّب الردّ المنفعل تجاه أي استفزازعابر، فأيّ خطإ أو سقطة أو قطرة دم يمكن أن يؤدي إلى مالا تحمد عقباه ويدخلنا في دهاليزومستنقعات... ندائي إلى الحكومة ومن يمثلها، حذاري من التصعيد والشدّة المفتعلة في مقابل الحزم. لا نريد خطاب الغالب والمغلوب، لا نريد استعراضا للعضلات؛ الحكمة والتعقل والتحكم في كل كلمة أوتصريح يجانب الحالة المتوترة ولا يزيد النارإلا اشتعالا. لغة التهدئة والتريث هي لغة رجل الدولة ومجالها اليوم. ندائي إلى «أنصارالشريعة».... إن التنازل ليس منطق الضعفاء بل هو منطق الحكماء من أجل مصلحة البلاد وأمن شعبها، بعيدا عن التصعيد والمزايدات، فالقرارقد اتخذ ومن مسؤوليتكم وحسن وعيكم تطبيقه مراعاة للحالة الخاصة التي يمرّبها المشهد العام المتوترعلى أكثرمن باب... ندائي إلى وسائل الإعلام فالمهمّة ثقيلة والمسؤولية تاريخية، دوركم أساسي اليوم في حماية البوصلة في اتجاهها الصحيح، حافظوا على الكلمة المسؤولة والواعية بعيدا عن أي تأجيج أوقراءة غيرموضوعية أو غيرمحايدة للأحداث... ندائي إلى الأحزاب والجمعيّات ومنظمات المجتمع المدني أن يكونوا في مستوى الحدث فالمشهد لا يتحمّل حسابات ولا مزايدات ولا مصالح آنية ولا طموحات شخصية، فالأولوية المطلقة اليوم دون تردّد ولا تلكؤ لتونس العزيزة، فالأمرجلل ولا يستوعب التراخي ولا النظارات السوداء.