تركيز على أسباب تخلف معظم بلدان العالم العربي الدوحة الصباح: ما هو دور مجمعات المعرفة أو المحاضن التكنولوجية في معاضدة التنمية خصوصا في البلدان النامية وأساسا في المنطقة العربية؟ وماهي شروط تجاوز العالم العربي لحالة التخلف التي يعاني منها معظم دولها في مجال استخدام التكنولوجيات الحديثة للاتصال والاستثمار فيها؟ ومتى ستتمكن من النجاح في نقل المعرفة والتحول إلى انتاج المحتوى الرقمي وتصديره؟ وماهي الحلول المناسبة لتحقيق نتائج ملموسة في مجال التقليص من الهوة الرقمية بين بلدان العالم النامي والعالم المتقدم في هذا المجال؟ تلك هي أهم الاشكاليات التي بحث فيها المؤتمر والمعرض الدولي عن مجمعات المعرفة اللذان انطلقا أمس وتنظمهما مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع بالتعاون مع المجلس الأعلى للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بقطر، وقطاع الاتصال والمعلومات القطري، ومنظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو». يهدف المؤتمر أساسا إلى زيادة التوعية بدور مجمعات المعرفة في ترجمة المفاهيم إلى ممارسات ومساعدتها في توجيه التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتعزيزها. وقد استقطب المؤتمر شخصيات بارزة وممثلين عن مؤسسات دولية من بينها مكتبة الكونغرس الأمريكية ومكتبة الاسكندرية في مصر بهدف استكشاف مفهوم مجمعات المعرفة عبر التركيز على عدة مجالات. ويتناول المؤتمر الذي تتواصل أشغاله اليوم وغدا أهمية مجمعات المعرفة التخصصية وقيمتها. وقد تم خلال اليوم الأول منه التركيز على دور الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في تنمية قدرات رجال الأعمال وأصحاب المشاريع من الشباب في إرساء مشاريع مبتكرة في مجال مؤسسات تكنولوجيا المعلومات. خلق مجتمع المعرفة وكان السيد أحمد حسنة مساعد نائب رئيس مؤسسة قطر لشؤون التعليم قد بين خلال افتتاحه المؤتمر أن مؤسسة قطر تلتقي مع منظمة اليونسكو في الأهداف والقيم وهي تعمل معها بصفة مشتركة منذ زمن طويل كانت من نتائجها اقامة عديد المؤتمرات والندوات ذات الصلة بمحاور التعليم والمعرفة على غرار المؤتمر الاقليمي لمحور الأمية وبناء مقاربات مشتركة في مجال التربية. وأشار إلى أن تحويل المجتمعات إلى مجتمعات معرفة من أبرز الأهداف التي تعمل من أجلها مؤسسة قطر مبرزا ما يجري العمل به من برامج وأبحاث صلب المدينة التعليمية التي تم إحداثها للغرض منذ سنة 1995في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصال وتشمل المدينة مجموعة من المؤسسات النخوبوية وبها جامعات أمريكية بارزة تقدم مناهج تعليمية متميزة. وقال السيد أحمد حسنة إن دولة قطر تعمل على الاستثمار في قطاع التربية والتعليم لإدراكها بأهمية تكوين أجيال جديدة من الموارد البشرية المتخصصة والكفأة.. وذكر أن مؤسسة قطر انتقلت إلى مرحلة جديدة اذ تساهم حاليا في تمويل برامج بحثية متعددة على غرار الرعاية الصحية والتكنولوليجا البيئية وعلوم الكمبوتر والتقنيات الذكية. وأفاد أن قطر تخصص 2،8 بالمائة من ناتجها المحلي لقطاع البحث العلمي وهي تأمل من ذلك في تنويع مواردها الاقتصادية عبر تحقيق هدف تصدير المعرفة وتسويق جزء من البحوث خصوصا في مجال البرامج والتطبيقات الاعلامية، إضافة إلى تصديرها للمحروقات.. معظم بلدان العالم لم تحقق أهداف الألفية الأممية من جهته أبرز السيد عبد الوحيد خان المسؤول عن برامج المعلومات والاتصالات باليونسكو أن العالم يشهد اليوم تطورا سريعا في مجال تكنولوجيات المعلومات والاتصال على غرار ارتفاع نسبة مستخدمي شبكة الانترنات واستفادة قرابة نصف سكان العالم من خدمات الهاتف الجوال الرقمي..وركز على أهمية تقاسم المعرفة في هذا المجال لتذليل الفوارق القائمة بين الدول والتمكن من تقليص الهوة الرقمية. مشيرا في ذات السياق إلى أن أهداف التنمية التي رسمتها منظمة الأممالمتحدة للألفية تتمثل خصوصا في تحرير الانسان والبشرية من الفقر والخصاصة. لكنه نبه إلى أن البرنامج الأممي الذي تم وضعه إلى حدود 2015 لا يسير وفق ما تم رسمه فمعظم بلدان العالم ما تزال خارج الاطار الصحيح ولم تحقق أيا من تلك الأهداف. وأضاف السيد عبد الوحيد خان أن من بين أكبر التحديات التي يواجهها العالم اليوم هو كيفية ردم الهوة الرقمية بين البلدان التي تنتج المعرفة والبلدان التي تستهلكها. مشيرا في ذات الخصوص إلى أن نسبة النفاذ إلى الانترنات في البلدان المتقدمة تتجاوز 50 بالمائة بينما تنزل في بعض البلدان النامية الى ما دون ال1%. مؤكدا على أهمية السيطرة على الهوة المعرفية بين الدول وذلك انطلاقا من نظرة تشمل قيم التعددية والتضامن والمشاركة وحرية التعبير والنفاذ الشامل للانترنات وترويج التنوع الثقافي. تبعية تقنية وركز السيد بدر العمر الدفع وكيل الأمين العام للأمم المتحدة والأمين التنفيذي للجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا في كلمته على مواطن الضعف التي تشوب النظم الوطنية للعلم والتكنولوجيا والابتكار في منطقة «الاسكوا» أي دول غربي آسيا التي تحد من فوائد الاستثمار وقد نتج عن ذلك ازدياد التبعية التقنية للمنطقة إلى التكنولوجيا دون أن تتمكن من تعزيز بنيتها التحتية التكنولوجية. مشيرا إلى أن منظمة «الاسكوا» اقترحت خلال المؤتمر 35 لمنظمة العمل العربية الذي عقد بالقاهرة إنشاء صندوق يعنى بمعالجة قضايا الشباب العربي عبر تشجيع البحوث العلمية في مجالات تتصل بتعزيز الكفاءات الانتاجية وتطوير المهارات التقنية. ودعا المحاضر إلى ضرورة تحقيق تحول جذري في ثقافة المنطقة من خلال إرساء نظام تربوي لا يعتمد على الحفظ بل على المسائل والاختبار وعبر تشجيع روح المبادرة والعمل والجماعي لا سيما في الدول النفطية التي عليها أن تخصص جزءا من مواردها لتطوير البحوث المعرفية على غرا رما تقوم به دولة قطر. تخلف المنطقة العربية وكان السيد محسن خليل الذي يشغل خطة مدير مساعد بالبنك الدولي والمسؤول عن دعم الاستثمارات الخاصة وتمويل مشاريع في قطاع البحوث والتكنولوجيا قد ذكر حقائق مفزعة عن واقع العالم العربي في مجال تكنولوجيات الاعلام والاتصال فكلفة الربط بالانترنات مثلا بالعالم العربي تبقى من أعلى النسب في العالم وأن شهادات براءات الاختراع أيضا في العالم العربي قليلة جدا. وشدد على أن الدول التي لا تنتج محتوى رقميا ستظل تخضع لتبعية محتويات الدول المتقدمة التي تستحوذ على 90% من المحتوى الرقمي العالمي. لكنه عبر عن تفاؤله بشأن اقتصاديات الدول النامية التي تستثمر في مجال التكنولوجيات الحديثة بل أصبح بعضها يقود العالم في هذا المجال على غرار الهند والصين. مما ساهم في حصول انقلاب في هجرة الكفاءات وفي تدفق السلع والخدمات. وأكد المحاضر أن على الدول العربية أن تعمل على الاستغلال الأمثل لما تتيحه التكنولوجيات الحديثة للاتصال من فرص نمو وتخصيص جزء أكبر من مواردها لتمويل أنشطة البحث ونقل المعرفة ومحاربة البطالة التي تظل من النسب الأرفع في العالم عبر تطوير المناهج التعليمية واقرار المساواة بين الرجل والمرأة في مجال التشغيل والتعليم والتشجيع على المبادرة الخاصة. فضلا عن خلق العناصر الأساسية اللازمة للاستفادة القصوى من كفاءاتها البشرية. جدير بالذكر أن مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع منظمة خاصة غير ربحية تأسست سنة 1995 بمبادرة من حرص الأمير الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر ويترأس مجلس ادارتها سمو الشيخة موزة بنت ناصر المسند. وترمي المؤسسة الى تنمية الموارد البشرية من خلال إقامة شبكة من المراكز المكرسة للتعليم والأبحاث المتطورة.