بعد سنوات طويلة اختفى فيها داء الكلب من ولاية بنزرت عاد هذا المرض الى الظهور من جديد في الفترة الأخيرة ،اذ علمت "الصباح " بموت بعض الأبقار والكلاب بهذا الداء ولئن كان العدد محدودا جدا لا يتجاوز أصابع اليد حسب ما علمنا فان عودة هذا المرض تثير أكثر من سؤال ، وتستدعي الوقوف عند أسبابه وسبل مقاومته قبل استفحاله وقد علمنا خلال بحثنا في الموضوع أن من أسباب ظهور هذا الداء التكاثر غير الطبيعي للكلاب السائبة والأليفة ، نتيجة للانفلات الأمني ولجوء الأهالي والفلاحين منهم خاصة الى تربية الكلاب ، وأحيانا بأعداد كبيرة خوفا من السرقة وكذلك لكثرة المصبات العشوائية بالقرى والأرياف التي تعتبر مراتع للكلاب السائبة ، وأيضا لتراجع حملات قتل الكلاب السائبة بالوسطين الريفي والحضري ولئن كان تلقيح الكلاب هو من مشمولات المندوبية الجهوية للفلاحة التي علمنا بأنها شرعت في هذه العملية منذ شهر مارس الماضي ، والتي ستتواصل حتى أواخر شهر جويلة القادم ، وأنها أولت هذا الموضوع الاهتمام المستحق، وجندت لها مختلف الامكانيات والموارد البشرية ، فان اطرافا أخرى تعتبرذات علاقة بالموضوع مثل حملات قتل الكلاب السائبة التي هي من مشمولات بعض مصالح وزارة الداخلية، علما أن نسبة الكلاب السائبة تتنزل في حدود 40 بالمائة من عدد الكلاب بالجهة ، وكذلك التكفل الصحي بكل محتك بحيوان مشبوه ، وهو من مشمولات بعض مصالح وزارة الصحة العمومية ، اضافة الى الاعلام والتثقيف والارشاد وهو قاسم مشترك بين تلك الأطراف الثلاثة اضافة الى وزارة التربية والسؤال الذي يطرح نفسه في الختام هوالى أي مدى يمكن لبعض الجمعيات بالمجتمع المدني أن تسهم في الحدّ من هذه الظاهرة عبر تحسيس أصحاب الكلاب الأليفة بالاسراع بتلقيحها والاحتفاظ بالضروري منها فقط ، ومنعها من التجوال والتنقل العشوائي ؟