في ظل الاوضاع التي طرأت على اغلب قطاعات الاقتصاد الوطني، اختلفت الحلول من اجل ايجاد منافذ للخروج من الفترة الحرجة التي تمر بها البلاد. ولعل ابرز هذه المنافذ تلك االمتعلقة بالملتقيات والفعاليات الكبرى التي تبحث في فرص الاستثمار بما انه يظل الحل الامثل للخروج بالبلاد من ازمتها . فاليوم ينتظم في الشهر الواحد اكثر من ملتقى وتظاهرة تشمل جميع المجالات الاقتصادية تقريبا والتظاهرة التي نظمتها مؤخرا كونفدرالية المؤسسات المواطنة التونسية المتعلقة بالملتقى الدولي "مال واعمال" تعتبر من ابرز الفعاليات التي تشجع على الاستثمار الخارجي من خلال استقطاب عدد من رجال الاعمال العرب للاستثمار في تونس. وفي هذا الاطار تميزجدول أعمال الملتقى الدولي بالثراء حيث شمل تقريبا كل القطاعات الاقتصادية مثل قطاع الفلاحة والصناعات المعملية الغذائية، وقطاع التجارة والتصدير، إضافة إلى البنية التحتية وأعمال التشييد والبناء الى جانب قطاع الصناعة والطاقة البديلة والمتجددة ، وقطاع النقل والتنظيم اللوجستي وكذلك قطاع التكنولوجيات الجديدة وقطاع الاتصال والقطاع البنكي.. فرص مغرية... ركز اغلب وزراء الحكومة في هذه التظاهرة على اهمية الاستثمار كحل مثالي للخروج من الازمة التي تعيشها البلاد مستعرضين للغرض جملة من المزايا التفاضلية التي تكتنز بها البلاد والتي تسمح للمستثمر الاجنبي وخاصة العربي بتركيز مشاريع كبرى وضخمة في تونس وفي شتى المجالات. من ذلك بيٌن منجي مرزوق وزير تكنولوجيا الاتصال والمعلومات ان الوزارة هيات ارضية مناسبة للاستثمار الخارجي متمثلة اساسا في تحيين الأطر التنظيمية والترتيبية وذلك بتنقيح مجلة الإتصالات ووضع الإطار القانوني لنشاط مزودي خدمات الأنترنات ومشغلي شبكات الإتصالات الإفتراضية، الى جانب تيسير إجراءات ممارسة الأنشطة في مجال تكنولوجيا المعلومات والإتصال، والعمل على تثمين إستغلال الفضاءات التكنولوجية المتوفرة لإحتضان المؤسسات الناشطة في القطاع أي بزيادة نسبتها %2 مقارنة بسنة 2011 وبطاقة تشغيلية جملية تقدر بحوالي 3363 مهندسا وتقنيا في الإتصالات والإعلامية والعمل على إستقطاب مؤسسات ذات صيت عالمي. ومن جهته استعرض محمد سلمان وزير التجهيز والبيئة اهم الميزات التي تتمتع بها البلاد التونسية والتي تشجع على الاستثمار والشراكة. على غرار الموقع الاستراتيجي الذي يسمح لها بان تكون نقطة عبور محورية بين بلدان العالم لربط علاقات اقتصادية مباشرة. كما اشار الى ان الاستثمار في البنية التحتية من اهم الاستثمارات التي تدر على البلاد ارباحا هامة للرفع بالاقتصاد الوطني. وعن الخطة التي تتبعها الوزارة لتوفير مناخ مناسب لاستقطاب اكثر ما يمكن من المشاريع الاجنبية افاد سلمان ان السنة الحالية تشهد دعم الشبكة الاساسية للطرقات السيارة وربطها باهم المناطق الاقتصادية والعمرانية وانطلاق اشغال تطوير الشبكة الجهوية للطرقات وذلك لتدعيم الربط الطرقي بين البلدان الحدودية مع تونس على غرار الجزائر وليبيا لتطوير المبادلات الاقتصادية ولتسهيل حركة المواطنين الوافدين على تونس للسياحة والاستشفاء. وبخصوص البيئة اشار الوزير الى مشاريع توسيع شبكات التطهير باستثمارات تفوق 250 مليون دينار والعمل على توسيع الوضع البيئي في العديد من المناطق التي تعتبر وجهة للاستثمار مثل مدينة بنزرت وقابس والصخيرة. ومن خلال عرض بعض المستثمرين الشبان التونسيين لعدد من المشاريع التي شملت بالاساس القطاع السياحي بين وزير السياحة جمال قمرة ان الاستثمار في هذا المجال يعتبر من ابرز الحلول التي تحقق الفائدة وتنهض بالاقتصاد لانه يمثل حلقة وصل بين بقية القطاعات الحيوية. نسبة الطلب متواضعة ... في الوقت الذي توفرت فيه فرص الاستثمار بين صفوف ساسة البلاد تعذر التواجد المرتقب للمستثمرين من الجانب العربي، ليحضر في هذا الملتقى الموجه بالاساس الى المستثمر العربي 73 رجل اعمال من مختلف الاقطار العربية على غرار منطقة الشرق الاوسط وبلدان الخليج والبلدان المغاربية، في حين كان منتظرا حلول مايقارب ال200 مستثمر. وتفاوتت الاراء والمواقف في صفوف الاطراف المتدخلة في هذا الملتقى والتي تحوم حول اسباب التغيب التي تتلخص بالاساس في الاضطرابات الامنية التي عرفتها البلاد مؤخرا وعلى راسها احداث الشعانبي وعدم وضوح رؤية سياسية واجتماعية للبلاد. لكن يظل ال400 رجل اعمال 73 منهم اجانب والبقية تونسيون والذين حضروا الملتقى، عددا هاما في مثل هذه التظاهرات الاقتصادية التي تبحث عن مخرج للبلاد من ويلات الازمة التي تعيشها. المجالات التي لاقت تجاوبا ... لقيت المشاريع المعروضة من قبل ثلة من المستثمرين التونسيين استحسانا وقبولا بين صفوف خبراء الاقتصاد ورجال الاعمال الاجانب لاسيما تلك التي تتعلق بالقطاع السياحي والتي اشرابت لها الاعناق وكانت محل استقطاب من قبل الكثير من المستثمرين، الى جانب المجال الصناعي على اختلاف قطاعاته. وتبعا لهذا الاهتمام يُنتظر من هذا الملتقى استجابة ملموسة في الايام القليلة القادمة حسب ما وصل اليه منظمو التظاهرة الممثلون في منظمة الاعراف "كونكت".