تابعت بكل استغراب وباستياء شديد ما بثته التلفزة الوطنية ليلة الأحد 26 ماي من تزييف للحقائق والتاريخ وما يعتبر تعديا على رمز من رموز ثقافتنا وأعني الهادي العبيدي الرجل الذي أفنى حياته في سبيل تونس متخذا من الجرائد وسيلة لتمرير أفكاره الاصلاحية والحداثية لتوعية الشعب الذي كان في بداية القرن الماضي يعاني من الأمية ومن قرون الانحطاط فوقع بث بمناسبة عيد الأمهات أغنية «ما أحلاها كلمة» وهي قصيدة من تأليفه واحتفظ بها مخطوطة بخط يده ومسجلة في المؤسسة التونسية لحماية حقوق المؤلفين، لكن خلف المطربة وعلى الشاشة العملاقة الموجودة على ركح مهرجان دولي مثل مهرجان قرطاج أقرأ: كلمات أحمد خير الدين وأشاهد صورته، ألهذا الحد وصل الجهل بالمسؤول الذي قام بهذا الخطإ ولماذا لم يتكفل المسؤول على البرامج الثقافية صلب التلفزة الوطنية والذي لم يكفه تجاهل تاريخ ميلاد الهادي العبيدي ولم يقم بواجبه بإعداد شريط وثائقي عن الرجل الذي يكفيه شرفا ان عصابة اليد الحمراء حاولت قتله سنة 1953، العدو عرف قيمة الهادي العبيدي وخطورة ما يكتبه على الاستعمار الفرنسي أما أبناء بلده فلم يكفهم أنه تناسوه وتنكروا له ولم يفردوه على الأقل بدار للثقافة تحمل اسمه وهو الذي دافع عن المسرح التونسي وعن الشعر التونسي وألف المسرحيات والقصائد (ما احلى ليالي إشبيليا) وكان مع جماعة «تحت السور» قائدا لثورة ثقافية هي التي جعلت الشعب التونسي يعي بما يحاك ضده وينهض ويقاوم الجهل ثم الاستعمار، لكن يبدو أننا رجعنا إلى الوراء وأصبح الجهل والعبث متمكنا بمن وصلوا لا أعرف بأي طريقة للمسؤوليات فسمحوا لأنفسهم وسمح لهم رؤساؤهم المسؤولون عنهم الذي كان من المفروض أن يكون لهم دور يمكنهم من تحديد الاخلالات المتتالية التي تمس من رموز ثقافتنا وإصلاح الاخطاء التي يقع فيها الجهلة، لكن لم يقع شيء من ذلك، فسمحوا لأنفسهم بتزييف التاريخ وهضم حق من ناضل وتفانى في سبيل تونس، لذلك وأمام هذا التعدي الصارخ على حقوق الرجل المعنوية والأدبية أحتفظ بحقي في القيام بأي اجراء قانوني بمساعدة المؤسسة التونسية لحماية حقوق المؤلفين للتصدي لمثل هذه الأفعال العبثية والتزييف الذي لا يمكن قبوله من طرف أي كان. الدكتور المعز لدين الله العبيدي