يؤكد المهنيون في القطاع السياحي أن أحداث العنف الأخيرة في علاقة بالمواجهة مع المتشددين والإرهاب والصور التى تناقلتها وسائل الإعلام المحلية والأجنبية كان لها تأثير كبير على توافد السياح. وفي مقدمة الأسواق التي تأثرت بشكل كبير وواضح نجد السوق الفرنسية التي سجلت إلغاءات في الحجوزات اثر الصور التي بثتها عديد القنوات الفرنسية والمقالات الصحفية التي تناولت التيار السلفي في تونس والعنف المتصاعد في مواجهة الإرهاب. ويشير المهنيون في القطاع إلى أن تأثر السوق الفرنسية بدرجة أكبر دافعه الأساسي الحملات الإعلامية وتغطية الأحداث في تونس ولا سيما تأثير الفضائيات والصور المرعبة التي بثت عن الوضع في تونس. التأثير الإعلامي والكل يعلم حجم تأثير الصورة على المتلقى والتي دفعت بالكثير من السياح الفرنسيين إلى العدول عن فكرة القدوم إلى تونس ولا شك أن الصورة التي تكونت عن مسار الأحداث فى تونس دفعت السياح المترددين في القدوم من عدمه إلى حسم أمرهم لصالح وجهات سياحية أخرى أكثر استقرارا ووضوحا في الرؤية في تقديرهم. وما يفسر مدى تأثير الحملة الإعلامية في فرنسا على قدوم السياح هو مقارنة نتائج هذه السوق ببقية الأسواق التي لم تشهد تناولا إعلاميا مفرطا للأحداث في دول الربيع العربي وفي تونس على غرار السوق الروسية والسوق الأنقليزية حيث حافظت هذه الأسواق على نسق توافد شبه عادي. ويؤكد اقرار البنك المركزي التونسي تراجع الاحتياطي التونسي من العملة الصعبة إلى درجة حرجة حقيقة تراجع مردود القطاع السياحي وتأثر نتائج الأسواق السياحية بالوضع في تونس بالتناول الإعلامي ، حيث بلغت الموجودات الصافية من العملة الأجنبية 10.291 مليون دينار أو ما يعادل 95 يوما من التوريد بتاريخ 24 ماي 2013، مقابل 101 يوم قبل سنة و119 يوما في نهاية سنة 2012. تراجع عائدات القطاع وكان وزير المالية السابق حسين الديماسي ومباشرة اثر أحداث العنف التي سجلت في حي التضامن قد صرح أن هذه الأحداث ستكون الضربة القاضية للموسم السياحي وستساهم مباشرة في تراجع عائدات تونس من العملة الصعبة وخسارة كبرى للاقتصاد الوطني وسيتراجع تباعا قيمة الدينار الذي تقاس قيمته حسب الاحتياطي الوطني من العملة الصعبة وهذا ما سيعمق من عجز الميزان التجاري وميزان الدفوعات. من جهته يشير الحبيب بوسلامة رئيس جامعة النزل بالوطن القبلي أن وضع القطاع السياحي ليس جيدا وأن تراجع عائدات البلاد من العملة الصعبة تؤشر مباشرة على الوضع المرتدي للسياحة التي تعد المصدر الرئيسي للعملة الصعبة في تونس. ويضيف بن سلامة أنه حتى وإن لم يتراجع عدد السياح بشكل كبير فإن تراجع العائدات يؤشر أيضا على وضع غير سليم للقطاع السياحي والمتمثل في تدنى أسعار الوجهة التونسية. وحول امكانية انفراج الأوضاع وعودة مؤشرات القطاع السياحي إلى النمو يشير بن سلامة أن تجاوز الأزمة مربوط أساسا بتحسن الوضع الأمنى وعدم تكرر أحداث العنف. لكن في المقابل هناك معطيات أخرى يجب أخذها بعين الإعتبار ويرى محدثنا أنها لا تساعد على تدارك النتائج السلبية الحالية وترتبط بالبرمجة المحدودة للرحلات الجوية . فعلى سبيل المثال إذا ما تجاوز السائح الفرنسي التأثير الإعلامي وقرر القدوم إلى تونس يقول بن سلامة إنه لن يجد المقاعد الكافية في الرحلات المبرمجة حاليا بين تونس وباريس لأنها مضبوطة مسبقا ومحدودة العدد وأيضا لغياب رحلات الشارتار الكافية بين السوق الفرنسية والوجهة التونسية.