قريبا تلفزيون ثقافي تربوي عربي مقره تونس أطالب بتفعيل قانون إلزامية مقاضاة الأولياء الذين يقصون أبناءهم من المدارس عقد المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم الالكسو الدكتور عبد الله حمد محارب صباح أمس الجمعة ندوة صحفية بمقر الألكسو استعرض خلالها الوضع الذي استلم فيه رئاسة المنظمة والنشاطات التي تعتزم الإدارة الجديدة المنتخبة في شهر ديسمبر الماضي تنظيمها. وأعلن عن إطلاق الالكسو لتلفزة عربية مختصة في الثقافة والتربية والعلوم تبث من تونس لم تكن الجلسة التي حضرتها وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة وخاصة وكالات الأنباء العربية هادئة نظرا للجرأة والصراحة التي تكلم بها الدكتور عبد الله حمد محارب في بداية لقائه مع الإعلاميين تحدث المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم الالكسو عن الهدف من عقده للندوة الصحفية وقال:"وجدت ان الناس لا يعرفون شيئا عن الالكسو ولا يعرفون انها في تونس وأردت ان تكون علاقتها بالإعلام وطيدة لان الإعلام نبض العالم الحي والانعزال عنه هو تقوقع وموت لذا من المهم جدا بالنسبة الينا توطيد هذه العلاقة من اجل صالح المنظمة وخدمة لمشاريعها المستقبلية وإشعاعها في كامل الوطن العربي" الألكسو لم ترتق بالعربي لاحظ الدكتور محارب ان المنظمة ومنذ تأسست1971 لم ترتق بالإنسان العربي من مرحلة التخلف إلى مراحل متقدمة ولم تحقق الأهداف التي من اجلها تأسست لأنه والكلام له:" وجدت معظم مشروعات المنظمة تدور في المكاتب وفي الإطار النظري تكبلها المشاكل المالية والتعيينات على أساس المحسوبية والمعارف لا الكفاءة وهذا منذ عشرين سنة تقريبا وارى ان هذا لا يجب ان يستمر لان البلدان العربية تدفع الأموال من اجل خدمات ثقافية وعلمية ومشروعات تنجز وتطبق واقعا ومن المؤسف مثلا ان لا تنفذ برامج ومشاريع المنظمة في المدارس على مستوى الوطن العربي."وطالب الدكتور عبد الله حمد محارب بعزل المنظمات بصفة عامة عن الخلافات السياسية التي تحدث بين البلدان العربية وعن التجاذبات الداخلية نقل المشاريع من مستوى التنظير إلى الواقع وخلال طرحه لرؤيته لدور المنظمة وعلاقاتها المستقبلية مع أعضائها ومنظوريها وطريقة تعاملها مع الأوضاع السيئة للتعليم في بعض الدول العربية كالسودان والصومال وفلسطين وعد بان تنتقل تقارير وخطط المنظمة في هذا الخصوص من مستوى التنظير إلى الواقع. ودعا المسؤولين في الدول العربية إلى الالتزام بالتربية على القيم لننشىء جيلا مطلعا واعيا يحترم قيمة العمل ويعتز بالعمل الفني والمرافق والمعالم التي بنيت من مال أبيه وجده وبقدر ما كانت التصريحات نارية وجريئة جاءت أسئلة الصحفيين واضحة وصريحة وكان بعضها مستفزا او مستنكرا حيث اعتبروا وكان اغلبهم من وسائل الإعلام التونسية انه من قبيل الإجحاف في حق من سبقه من مسؤولين تونسيين القول بان العرب لا يعرفون الالكسو وبأنه ليس لها انجازات منذ قرابة العشرين سنة حيث قال الدكتور:"ان التقارير التي كانت تصدرها المنظمة يتجاوز طول بعضها25 صفحة يتكرر محتواها سنويا وتقرير السنة الماضية لا يختلف عن تقرير مضت عليه عشر سنوات كما انها بقيت حبرا على ورق وفي خصوص برنامج جودة التعليم الذي انطلق سنة 2008 استطيع ان أؤكد لكم اليوم ومن منطلق خبرتي كأستاذ جامعي ان مستوى الطلبة يتدنى يوما بعد يوم وانه على الرؤساء العرب ان يجعلوا همهم الأول النهوض بالتعليم لان جودة التعليم لا بد ان تقترن بالإرادة السياسية لأننا أصبحنا أمة إذا اختلفت مع الآخر تقتله" الدين سلوك ومعاملة لا لحية وجلباب ولأنه من صالح العرب ان ينشأ أبناؤهم تنشئة سليمة أكد الدكتور على ان: "التدين يجب ان يكون في السلوك والمعاملة لا في اللحية والنقاب والجلباب لان الدين الإسلامي يختلف عن باقي الأديان بالدعوة إلى التآلف وطلب العلم ووحده الاهتمام بالتعليم يمكننا من تقديم صورة صحيحة وجيدة للإسلام والمسلمين وفي إجابة عن المبنى الجديد للالكسو وعن الدول التي لا تدفع ما عليها من متخلدات مالية للمنظمة قال الدكتور عبد الله حمد محارب:"هناك إهدار للمال العام ولكن ليست لنا وثائق تمكن من تقديم المسؤول إلى القضاء رغم أن الأمر واضح للعيان.. ولا بد لنا من ان نفصل بين السياسة وعمل المنظمة الذي يستهدف أساسا المواطن العربي والذي يجب ان يكون بمنأى عن التوترات والتجاذبات السياسية مهما كان نوعها ومصدرها وسأعمل على أن لا تسخر المنظمة لاتجاه ضد آخر كائنا من كان"ولاحظ ان قيمة متخلدات المنظمة في ذمة الدول الأعضاء أو المتأخرات وصلت إلى63 مليون دولار وان كامل ميزانية العام حاليا هي11 مليون دولار وأضاف:"أتمنى وساعمل على ان ارفعها الى 50 مليون لنتمكن من انجاز المشاريع التي نخطط لها ومن بينها التلفزيون الثقافي الذي ستوجه بعض برامجه للاطفال وسيكون محتواه بعيدا عن السياسة وتجاذباتها وولاءاتها وستركز على البرامج التعليمية الموجهة للطفل" لا أستهين بما قدمته تونس وفي إجابة عن أسئلة توجهت بها "الصباح" للمدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم الالكسو الدكتور عبد الله حمد محارب عن التقليل من شان الخدمات التي قدمتها الالكسو في العشرين سنة الأخيرة وقد ترأستها تونس وفكرة ان التاريخ يبدأ اليوم وينفي ما سبق وعن عزل المنظمات والثقافة بصفة عامة عن السياسة وكيفية الوقوف بعيدا عن الخلافات السياسية للدول العربية وهي تمول المنظمة وتستضيف اجتماعاتها او مقرها علما بان موقف بعض المنظمات قد يحدث فارقا ايجابيا في بعض الخلافات. قال:"شعرت ان البعض أحس باني استهين بما قدمته تونس من عمل رائع وخاصة أيام رئاسة محي الدين صابر وما قلته عن المنظمة لا يرتبط بوجود المنظمة في تونس ولكنني أقول ان الالكسو ليست منظمة رعوية تنفق أموالها على الموظفين كأنها وزارة او مؤسسة حكومية ولا يعقل ان يخصص57 بالمائة من ميزانية المنظمة للرواتب وانا ارى انه من الضروري ان تخصص60 بالمائة الى المشاريع و30 بالمائة فقط للرواتب. ثم إنني لاحظت وجود موظفين لا تحتاجهم المنظمة بتاتا وان أجهزة الحاسوب يمكن ان تعوضهم ودون ان اظلم أحدا أقول انه قد يتعرض من لم يعينوا على أساس كفاءة وخبرة ما أو اختصاص إلى الفصل وهنا أؤكد على أنني لست ضد وجود المنظمة في تونس بل اعتقد انه المكان الأنسب لها وسوف ارسخ وجودها في تونس" وفي حديثه عن الأمية التي تعاني منها الدول العربية واجابة عن سؤال توجهت به "الصباح" حول ضرورة الاستلهام من النموذج التونسي في بداية الاستقلال في القضاء على الأمية وهو إحداث المبيتات للتلاميذ الذين يسكنون بعيدا عن المدارس لتجميعهم وتقريبهم من المدرسة حتى لا تجبر الظروف الاجتماعية والاقتصادية السيئة أهاليهم على فصلهم قال:"لا بد من تفعيل قانون إلزامية مقاضاة الأولياء الذين يقصون أبناءهم من المدارس للقضاء على الأمية وانه لا بد من الإحاطة بالتلاميذ داخل أسرهم