في التعليم الأساسي صراع بين الجبهة الشعبية والقوميين مؤتمرات الاتحادات الجهوية والجامعات! المنظمة الشغيلة مغناطيس.. لكن..! تونس - الصباح الاسبوعي:تعقد خلال الايام المتبقية من جوان الجاري وبداية جويلية مؤتمرات عدد من الاتحادات الجهوية وعلى رأسها اتحادا سوسةوصفاقس، بالاضافة الى احدى اكبر النقابات، وهو مؤتمر النقابة العامة للتعليم الاساسي كما ينعقد يومي 26 و27 جوان الجاري مؤتمر الجامعة العامة للنفط والمواد الكيمياوية ممثلة قطاعا حساسا وهو الشركات النفطية والمجمع الكيميائي وقد انطلقت الاستعدادات حثيثة لهذا الموعد حيث من المتوقع ان يواصل عدد من الاعضاء الحاليين في المكتب القادم على غرار الكاتب العام حسناوي السميري.. بالاضافة إلى اعلان الناشطة النقابية منية بن نصر العيادي لترشحها ومن المنتظر أن تجد الدعم خاصة آن الجامعة بحاجة إلى عنصر نسائي نشيط.. كما ينعقد يومي 29 و30 جوان مؤتمر الجامعة العامة للصناعات الغذائية والسياحة والتجارة والصناعات التقليدية. وفي خضم الاستعدادات لهذه المؤتمرات واخرى تهم الاتحادات الجهوية بسوسةوصفاقسوقفصة وأريانة والنقابة العامة للتعليم الاساسي بدأ الحديث عن التحالفات الانتخابية بعد أن أصبح الاتحاد يمثل قوة اجتماعية مما جلب الانظار نحوه. ولاشك ان الاحزاب الحاكمة وخاصة «النهضة» تبحث عن موطئ قدم في الاتحاد العام التونسي للشغل على غرار الحكومات السابقة بعد الاستقلال وقبل الثورة فلم تكن الأزمات في آخر السبعينات وكذلك في الثمانينات وما بعدها الا ترجمة لمحاولات وضع اليد على عدد من الهياكل التي تمثل الشريان الرئيسي للاتحاد، ولم لا كاهل المنظمة؟.. ومن الطبيعي أن تكون بطحاء محمد علي تمتاز بكل هذه الجاذبية باعتبارها فسيفساء حزبية لشتى الاحزاب والاطياف، ومنظمة شعبية بينما ترى اطراف اخرى ان هناك تركيزا لليسار بمختلف فصائله في المنظمة ويمثل مصدر قوة لبعض هذه الاحزاب. «الصباح الأسبوعي» تساءلت ان كانت هناك محاولات لوضع اليد على المنظمة خاصة أن هناك عديد القطاعات مسيسة اي ان المنتمين اليها لهم ايضا انتماء سياسي معين فكانت الاجابات مختلفة في العرض التالي: لماذا صفاقسوسوسة؟ ينعقد غدا (18 جوان) مؤتمر الاتحاد الجهوي للشغل بسوسة وما يلاحظ كثرة عدد المترشحين سواء منهم المنضوين تحت قائمات او ترشحات فردية لمستقلين يعولون على بعض القطاعات والنيابات ولم ينكر مصطفى مطاوع الكاتب العام للاتحاد الجهوي بسوسة وجود قائمات مدعمة من «النهضة» لكنه اعتبر في الوقت نفسه ان كل نقابي من حقه الترشح اذا توفرت فيه الشروط ولا يحاسب اي كان على انتمائه السياسي لانه قدم ترشحه كنقابي لا كممثل لحزب ما.. وأما لماذا التركيز على الاتحادين الجهويين بسوسةوصفاقس وهل هناك نية لبسط اليد على الهياكل النقابية حسبما يلاحظه بعض المحللين؟ قال مصطفى مطاوع: «المترشحون ينتمون لمختلف الحساسيات السياسية بما في ذلك «الترويكا» وخاصة حركة «النهضة» لكن الصندوق هو الفيصل والاكيد كانت وماتزال كبيرة لان الاتحاد اكبر قوة في البلاد وعندما تكون أية حكومة باسطة لنفوذها عليه، تضمن لنفسها اكثر راحة وهذا توجه قديم تعودنا عليه، ومحاولات الهيمنة موجودة بالأمس واليوم -وهذا أمر طبيعي- تعودنا عليها في تاريخ المنظمة الشغيلة.. واذ كان للاتحادين الجهويين بسوسةوصفاقس ثقل فلا بدّ من التأكيد على أن كل الجهات تدافع عن الاتحاد وليس عن طرف دون آخر..». مصطفى مطاوع متقدم بقائمة جدد فيها الاعضاء بنسبة 60% مع وجود العنصر النسائي، وأكد ان الاستعدادات للمؤتمر كانت جيدة بما يضمن لكل المترشحين دخول الانتخابات بحظوظ وافرة. قائمتان في الأساسي مبدئيا.. وتحالفات منتظرة ينعقد مؤتمر النقابة العامة للتعليم الاساسي يومي 23 و24 جوان وينتظر عديدون أن يكون مؤتمرا ساخنا في أجواء الطقس الحارة ومن خلال المعطيات الاولى يظهر ان هناك قائمتين مترشحتين ستتنافسان على هذه الانتخابات واحدة نواتها خمسة أعضاء في النقابة العامة الحالية وهم الطاهر الذاكر ومحمد حليم ونبيل الهواشي ومستوري القمودي وأحمد العزّي وهؤلاء يمثلون الجبهة الشعبية والقوميين لكن بنسب متفاوتة وقائمة اخرى يقودها الفاهم نصري وسليم غرس الله والمولدي الرياحي قال الطاهر الذاكر انها مجموعة اليمين مدعمة بالقوميين باعتبارهم ضد الجبهة الشعبية والتي قد تجد دعما هاما من «النهضة» باعتبار أن هذه القائمة تتفق معها.. ولاشك أن صراع الانتماءات السياسية يتجلى خاصة في نقابات التعليم عامة حيث يقول نبيل حقي كاتب عام النقابة الأساسية للتعليم الاساسي بالقصرين حول امكانية حضور الاحزاب الحاكمة في مؤتمر النقابة العامة «..الترشحات ضمن قائمات للمحسوبين على بعض الاحزاب الحاكمة غير موجودة لكن لحركة النهضة مثلا حضور بنسب متفاوتة في بعض النقابات الاساسية وربما يفضل أن تظهر التحالفات خاصة ان كل قائمة بحاجة لذلك».وهناك حديث عن الدور البارز للقوميين في انتخابات النقابة العامة للتعليم الاساسي وعن اجواء تنافسية كبيرة باعتبارهم ضد الجبهة الشعبية ويلقون في الوقت نفسه دعم المنتمين لحركة النهضة (من ابناء القطاع) لكن هل ينطبق ذلك على بقية المؤتمرات؟ اليمين واليسار «المتطرفين» غير موجودين في قفصة الاجابة عند الحبيب بوناب عضو لجنة النظام الوطنية بالمركزية النقابية (كذلك عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الجهوي للشغل بقفصة خلال الدورات الثلاث الاخيرة) «الصندوق هو الفيصل والخلوة لذلك لا يمكن الحديث عن امكانية وضع اليد رغم وجود قطاعات مسيسة على غرار التعليم مثلا لكن كل الاحزاب الحاكمة تتمنى ان تكون المسألة مرتبطة بالمحاصصة ويبقى الامر في بد النيابات فهي التي تحدد من خلال الاقتراع نوعية القائمة التي ستنجح».. وحول ما اذا كان اليسار سيظل مسيطرا على اغلبية المقاعد في الاتحاد الجهوي للشغل بقفصة الذي يعقد مؤتمره يوم 21 جوان الجاري قال الحبيب بوناب:»لم يسيطر اليسار المتطرف على اتحاد الشغل بقفصة.. كما أن الكاتب العام الحالي حوله اجماع على البقاء.. المكتب الحالي يضم عدد هام من جماعة المناجم ولا يضم مسيسين لكن تبقى القطاعات الاخرى مثل التعليم والصحة مسيسة». بين الانتماء السياسي والعمل النقابي ويعقد مؤتمر الاتحاد الجهوي للشغل بأريانة مؤتمره يوم 25 جوان الجاري، وعن الاستعدادات قال الكاتب العام محمد الشابي :»مؤتمر عادي والاستعدادات عادية.. وليس لدينا دخلاء بل كل المترشحين من ابناء المنظمة وليس لدينا احزاب حاكمة ولا جبهة شعبية ولا غيرها حتى في النقابات الاساسية». من جهته بيّن امجيد السلامي كاتب الاتحاد الجهوي بقابس ان محاولات وضع اليد على الهياكل النقابية موجودة لكن «النهضة» ليس بمقدورها ان تفعل ذلك حتى في الاتحاد الجهوي بقابس الذي قرر عقد مؤتمره في سبتبمر القادم باعتبار انه لا يوجد من هو منتم للحزب الحاكم وجاهز لذلك لكن يبقى حضور «النهضة» في عدد من النقابات الاساسية بقابس في حدود 30%. ولا يعني بالضرورة الحديث عن الانتماءات السياسية اشارة الى ان الهياكل النقابية امتداد للاحزاب والطيف السياسي ككل باعتبار ان الدور الرئيسي لهذه الهياكل نقابي بالاساس لكن الانتماء السياسي للمترشحين للمؤتمرات يصنع التحالفات سواء على أساس الانتماء للحزب الواحد (خارج البطحاء) او على اساس تقارب الافكار بين المنتمين لحزب واخر مع المترشحين لأحد المؤتمرات. ◗ اعداد: عبد الوهاب الحاج علي