من القطاعات الفلاحية الحيوية التي تضررت بصفة بارزة بموجة الجفاف المطولة التي تواصلت منذ الربيع الماضي غابات الزياتين التي اجتاح التيبس مساحات كبيرة منها لا سيما بولايات الساحل والوسط والجنوب ما بات ينذر بتسجيل نقص حاد في إنتاج الزيتون الموسم القادم. ولإنقاذ ما يمكن إنقاذه من آثار انحباس الأمطار وإعادة إدماج الزياتين المتضررة في حلقة الإنتاج من جديد بالولايات المتضررة التي عرفت شحا حادا في الأمطار وهي قابس وقفصة وتطاوين ومدنين وجنوب ولايتي صفاقس وسيدي بوزيد مسجلة علامات تيبس بالغ على 4,8 مليون زيتونة شرعت وزارة الفلاحة في تنفيذ برنامج لفائدة صغار الفلاحين للري خلال الفترة المقبلة ورصد الاعتمادات اللازمة بتقديم منحة ري الزياتين المتضررة بقيمة دينارين للأصل الواحد من الزياتين المنتجة ما يعادل 40 بالمائة من الكلفة الجملية لهذه العملية. وإسداء منحة بدينار للأصول الفتية تمثل 50بالمائة من كلفة الري. يذكر أن العدد الجملي للزياتين المتضررة بفعل الجفاف يفوق الحجم المستهدف بالتدخل العاجل باعتبار حاجتها المتأكدة لخطة إنقاذ استثنائي. مع الإشارة إلى أن أمطار موفى أفريل وبداية ماي مكنت من الحد من مظاهر التيبس وما أصابها من الحشرات الضارة مما ساهم في تحسن نسبي لحالتها العامة. وتعتمد الوزارة في إطار برنامج تدخل للتقليص من أثار نقص الأمطار على الزياتين تشجيع المنتجين على اعتماد الري التكميلي عند توفر الإمكانيات المائية. وتم بصفة استثنائية الترخيص للفلاحين باستغلال نقاط مياه في شبكات المياه الصالحة للشرب بالمناطق الريفية وكذلك البحيرات الجبلية والسدود التلية ووضع نقاط للتزود بالمياه بالمناطق السقوية على ذمة الفلاحين. وفي توضيح لأسباب اقتصار الإجراءات الاستثنائية للوزارة على الولايات الخمس المذكورة رغم امتداد الأضرار وإن بتفاوت على رقعة جغرافية أوسع أفاد مصدر فلاحي بأن البرنامج استهدف أساسا المناطق التي عانت من الجفاف منذ ربيع 2012 وكانت حالة زياتينها حرجة للغاية أما التي سجلت نزول أمطار في الشهرين الماضيين فقد كانت الكميات مفيدة وساعدت على الحد من علامات التيبس ومن انتشار الحشرات. وأفاد بأن الغاية من اجراءات مجابهة الجفاف تكمن أساسا في إنقاذ رأس المال من الزياتين في الموسم القادم خصوصا أن كافة المؤشرات تدل بأنه سيكون متواضعا نتيجة العوامل المناخية القاسية.