نظرا لتواصل الجفاف هذه السنة وبسبب عدم نزول الغيث النافع على الجنوب الشرقي وخاصة ولاية مدنين وتطاوين ونظرا لما لهذا من تأثير سلبي خاصة على المراعي وقطاع الزياتين الذي يعتبر من أهم الركائز الأساسية بالقطاع الفلاحي بمعتمدية بن قردان وجرجيس خاصة لما لهذا القطاع من دور كبير في إنعاش الاقتصاد الوطني خاصة وان المنطقة أصبحت تحتل مراكز متقدمة على المستوى الوطني من حيث المساحة المغروسة زياتين فتية ومنتجة حيث يبلغ العدد الجملي لأصول الزياتين قرابة 930 ألف أصل على مساحة جملية تقدر بحوالي 55.000هكتار. ولكن وأمام تواصل حالة الجفاف الذي تمر به المنطقة بأكملها أصبحت غابات الزياتين مهددة بالإتلاف بسبب حالة التيبس والذبول ولإنقاذها من الإتلاف سارع الفلاحون بالعمل على اتخاذ إجراءات وقائية من اجل حماية الغابة والمتمثلة في الري التكميلي وهذه العملية إلى جانب أنها أرهقت الفلاحين بسبب المصاريف الباهظة التي تتطلبها وجعلت العديد منهم غير قادر على القيام بها لعدة أسباب وان كانت أولهم قلة الإمكانيات المادية فان عديد العراقيل الآخرة جعلت من هو قادر وتحمس للقيام بالري التكميلي تعترضه عدة صعوبات متمثلة أولها في وضعية المسالك الفلاحية التي أصبحت غير صالحة للاستعمال حتى على المترجل بسبب امتلائها بكثبان رملية أغلقتها نهائيا وصعبت على أصحاب غابات الزياتين الوصول إلي ممتلكتهم من اجل تعهد الغابة والقيام بالأعمال المطلوبة كما أن حالة الجفاف هذه جعلت فئران الحقول تتكاثر بصفة كبيرة مما أثر سلبا على الحالة العامة للزياتين حيث أضرت بالإنتاج وكذلك بالزياتين الفتية خاصة ورغم مد الفلاحين بكميات كبيرة من المبيد من اجل القضاء عليها إلا إن الوضعية متواصلة. وما يستوجب من المصالح الإدارية مواصلة مد الفلاحين بكميات إضافية من المبيد وذلك من اجل تعقب هذه الجرذان ومداواتها بصفة مستمرة وأمام هذه الوضعية فان فلاحي الجهة يطالبون سلطة الإشراف بالتدخل العاجل ووضع اليد في اليد بتمكينهم من منحة استثنائية على غرار ما تم سنة 2010 لما عرفت غابات الزياتين مثل هذه الوضعية التي تمر بها حاليا ولكن بفضل منحة الدعم التي أعطتها وزارة الفلاحة للفلاحين خلال تلك السنة والتي شجعتهم على القيام بالري التكميلي تم انقاذ الغابة من الإتلاف وعرفت السنوات التي أتت بعدها إنتاج كميات كبيرة من الزيت عادت بالفائدة على الاقتصاد الوطني كما يطالب الفلاحون مصالح وزارة الفلاحة ووزارة التجهيز بالجهة بالإسراع بمسح المسالك الفلاحية حتى يتمكن الفلاحون من الوصول إلي غابتهم والقيام بالأعمال المطلوبة. وقد ذكر لنا عدد كبير من أصحاب الزياتين انه في صورة عدم تدخل سلطة الإشراف بمسح المسالك الفلاحية وتقديم الدعم المادي واللوجستي والفني لعملية الري التكميلي في أسرع وقت ممكن فان الغابة بعد أشهر قليلة لا تتجاوز الثلاثة اشهر القادمة سوف تصبح أخشابا يابسة.