اقتناع رجال الأعمال بمساندة الثقافة في شتى مجالاتها من العوامل الأساسية لتنشئة بيئة ثقافية مثالية نرنو لها بعيون حالمة لانها من أهم لوازم تأسيس بنية تحتية متينة لثقافة تخدم المعاصرين والأجيال القادمة والرواد من المثقفين الذين صنعوا تاريخ تونس الثقافي على قدم المساواة مع تاريخها الاقتصادي والسياسي ومن المثلج للصدر ان نجد اليوم في تونس من بين رجال الأعمال وأصحاب المؤسسات الاقتصادية والتجارية من يعمل على دعم الأدباء والكتاب والشعراء وطباعة إنتاجهم العلمي وعلى مساندة المؤسسات الثقافية الصغيرة ماديا لإنجاح مسيرتها وأهدافها او المساهمة في تمويل بعض الفضائيات او الإذاعات التي تسعى لنشر الثقافة ودعم حراكها بشكل عام تماما كدعم البحوث العلمية وإطلاق الجوائز التي تشجع على الإبداع والتنافس الشريف ودعم إنشاء المسارح والقاعات والمكتبات ودعم الموسيقى والفنون الشعبية والتراث ودعم الصناعات الثقافية والمؤتمرات والمنتديات الثقافية التعريف بالأنشطة البحثية العلمية وفي هذا الإطار يندرج بعث مؤسسة علي الشايب للعلم والثقافة والإعلام وقد عملت منذ انبعاثها على التعريف بالأنشطة البحثية العلمية التي يجريها الأفراد او المؤسسات او المنظمات او الجمعيات وطنية كانت او عالمية في العلوم والمعرفة وعلى تقديم الدعم لها خاصة وقد آمن واقتنع باعثها أستاذ الرياضيات ورجل الأعمال علي الشايب حسب ما صرح به "للصباح" بضرورة إيجاد وسيط بين كل من ينتج ومن يطور ومن يمول ومن يستفيد من البحث العلمي وهذا ما جعله يسعى إلى ان تصبح "مؤسسة علي الشايب للعلم والثقافة والإعلام" مركزا لتقييم الأداء في البرامج العلمية المنفذة وان تساهم في نشر الوعي المعرفي والعلمي وتفعيله وتنشيطه وإثرائه وتنمية الثقافة وتحسيس القدرات التونسية بقيمة المعرفة العلمية والتكنولوجية ودورها الفاعل والمباشر في التنمية البشرية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. ومن اجل ذلك انتهجت هذه المؤسسة الثقافية جملة من الأساليب العلمية تمكنها من تحقيق أهدافها وتتوزع بين دعم البحث العلمي والتواصل الفكري والثقافي وبدأت بتنظيم الندوات العلمية التي استقطبت من اجلها خبراء ومختصين في شتى المجالات ليحاضروا ويؤطروا ويديروا ورشات التكوين والتوعية مثل ندوة"ماذا نطلب من التعليم اليوم" والتي تم خلالها دراسة السبل والآليات المتعلقة بجودة المنظومة التربوية على مستوى التكوين والتصرف الإداري والمالي والبيداغوجي وقد شارك فيها أساتذة ومعلمون ومديرو مدارس ومعاهد. او اللقاء الفكري حول دور المواطن في الانتقال الديمقراطي والذي كان – استنادا إلى كلام السيد علي الشايب – مناسبة بيّن خلالها الأستاذ الطيب البكوش ان الديمقراطية هي اقل أشكال الحكم سوءا وأنها تقوم على مجموعة من المبادئ أبرزها السلطة المضادة في جميع المجالات السياسة والاقتصادية والاجتماعية والثقافية كما تحدث خلالها عن مفاهيم الثورة والانتفاضة الشعبية والمحاذير الواجب اتخاذها لتفادي خطر الانزلاقات وأخطرها الانفلات التام في المستوى الأمني والإداري الذي يؤدي إلى ضعف الدولة تكريم المتفوقين في شتى مجالات المعرفة هذا إضافة -والكلام لمدير مؤسسة علي الشايب للعلم والثقافة والإعلام- إلى حفلات تكريم المتفوقين والمتميزين في شتى مجالات المعرفة من سكان منطقة جمال. والعمل على تأطير جيل من الشباب الطموح والمهتم بالبحث العلمي والإبداع الثقافي في مدينة جمال وجهة الساحل بصفة عامة وفي هذا الإطار تندرج استضافة كل من الدكتور والعالم التونسي محمد الأوسط العياري وعارف بلخيرية رئيس الغرفة الوطنية لمصدري زيت الزيتون والأستاذ محمد بن نصر باحث في منافع زيت الزيتون والخبير الاقتصادي والمالي التونسي الدكتور عبد الحكيم حمودة وغيرهم أفكار مشاريع جاهزة على ذمة أصحاب الشهائد وقد دأبت هذه المؤسسة الثقافية على عقد لقاء كل أول سبت من كل شهر يجتمع فيه رجال الأعمال والخبراء وأصحاب الشهائد العليا لبحث مجالات بعث المؤسسات الصغرى والانتصاب للحساب الخاص والتعريف بمجالات الاستثمار ولينتفع هؤلاء بثمرة تجارب المختصين وبنتائج بالدراسات التي يتم على أساسها اختيار مجال الانتصاب وبعث المشاريع والمؤسسات الصغرى هذه الاجتماعات تعقد بالتعاون مع الدكتور عبد الحكيم حمودة والدكتور عبد الحميد الزيدي وقد أكد محدثنا على ان هذه الاجتماعات والورشات واللقاءات مفتوحة للعموم وتنظم كلها بعيدا عن التحزب والتجاذبات السياسية حيث لا ولاء إلا للثقافة والفكر والعلم. وقال: "ان أهم ما نحرص عليه في تعاملنا مع أصحاب الشهائد هو دعوتهم إلى الكف عن المطالبة بالشغل وحثهم على التفكير الجدي بمساعدة المتطوعين من الخبراء الاقتصاديين في المجال المالي خاصة في المبادرة بخلق المشاريع الخاصة والتخلص من عقدة الوظيفة العمومية وحتى الخاصة. علما بأننا كذلك ننظم مناسبات ولقاءات بين الباحثين عن الشغل ورجال الأعمال والخبراء والمختصين لإنارة سبيل البحث عن مصادر التمويل وفي هذا الإطار يتنزل اللقاء المفتوح الذي تنظمه وتدعمه المؤسسة يوم 6 جويلية القادم وكذلك الملتقى الشبابي حول الاختراع والتجديد" وعن المشاريع المستقبلية لمؤسسة علي الشايب للعلم والثقافة والإعلام قال مديرها:"نحن نعمل حسب ما تقتضيه الأحداث الاقتصادية والثقافية والاجتماعية من متابعة وتحليل وتوضيح ما يحتاجه أبناء الجهة من تكوين وتاطير وبحث عن سبل ترفيه وتثقيف ونحرص على ان نكون موجودين لدعم النشاطات الثقافية والعلمية والفكرية في كل المناسبات هذا اذا لم نعمل على خلقها. وحاليا نحن نعد العدّة لإحداث موقع واب ومجلة الكترونية جامعة وان كنا نميل فيها أكثر إلى الجانب الثقافي والفكري