متابعة لمبادرة مؤسسة علي الشايب للعلم والثقافة والإعلام والتي نظمت خلال نهاية الأسبوع المنصرم بمساهمة المكتب المحلي للتشغيل وهيئة المهندسين الشبان بمدينة جمال والتي تقرر على إثرها أن يقع تخصيص أول سبت من كل شهر اللقاءات بأصحاب الشهائد المعطلين عن العمل من أجل تأطيرهم وحفزهم على بعث المشاريع في إطار البحث عن حلول لمعضلة البطالة، انعقدت مساء أول أمس السبت بمقر بلدية جمال بحضور رئيس بلدية المكان وممثل عن وكالة النهوض بالصناعة والتجديد بالمنستير ووكالة النهوض بالاستثمارات الفلاحية ورئيس المؤسسة علي الشايب والخبير البنكي عبد الحميد الزيدي أولى الجلسات بمناسبة الأسبوع الأول من شهر ماي بحضور عدد من اصحاب الشهائد المعطلين عن العمل حيث وقع تقديم الخطوط العريضة لهذه المبادرة وعرضها على الحضور. وخلال مواكبتنا لهذا النشاط كان لنا حديث مع السيد علي الشايب الذي صرح «إنه من دور المجتمع المدني المساهمة الفعالة في إيجاد حلول لأهم معضلة تواجه الشباب التونسي اليوم ألا وهي مشكلة البطالة...» وأضاف أنه من المهم ان يبادر الشباب اليوم بمبادرات ذاتية من اجل الاشتغال وتشغيل غيره ممن لم تسنح لهم فرص أيجاد وظيفة قارة...» وقال رئيس مؤسسة الشايب «كذلك أنه من أوكد ادوار رجال الأعمال اليوم إفادة هذا الشباب العاطل عن العمل بتجربته الثرية ماديا ومعنويا وفي هذا الإطار تتنزل مبادرة المؤسسة حيث أن هدفنا من عقد هذه الملتقيات الشهرية هو خلق آلية نابعة من المجتمع المدني يقع من خلالها مرافقة الباعثين الشبان في عملية إنشاء مشاريعهم المستقبلية وذلك من خلال مرافقتهم في مختلف مراحل بعث المشاريع من الدراسة إلى التمويل الذاتي إلى مرحلة التمويل والإنجاز...» وقال الشايب في نفس السياق ان من أهداف المؤسسة في توجهها هذا تحفيز رجال الأعمال على دعم هؤلاء الشباب من أجل أن يتخطى حاجز الخوف من الإقدام على المبادرة الخاصة وذلك بتشجيعهم ودعمهم ماديا ومعنويا. وختم السيد علي الشايب حديثه معنا بتثمين التجاوب المسجل من طرف السلطات الجهوية مع مبادرة مؤسسته معتبرا ذلك تجسيما مهما للتعاون بين قوى المجتمع المدني والمؤسسات العمومية من اجل توفير حلول لمجمل الاشكالات المطروحة أمام الشباب الذي تفاقمت بطالته. كما عبر الخبراء الحاضرون في هذا الاجتماع عن استعدادهم الكامل بالتعاون مع المؤسسة الحاضنة من اجل توفير الدعم اللوجستي على مستوى التوجيه والتأطير والإرشاد بالنسبة لهؤلاء الشبان. الدكتور الزيدي قدم بدوره مداخلة مطولة بلور من خلالها الحلول الممكنة في إطار ما توفره التشريعات المتوفرة حاليا في إطار مجلة التشجيع على الاستثمارات أو مجلة الاستثمار التي هي بصدد الإعداد من طرف الحكومة لحفز وتشجيع المبادرة الخاصة. وأطنب الدكتور الزيدي وصاحب اكبر موسوعة عالمية في التمويل البنكي في تفسير آليات التمويل المتوفرة حاليا من اجل بعث مشاريع صغيرة ومتوسطة لفائدة الشباب مستشهدا بأمثلة دولية ساهمت في النهوض باقتصادات دول كبرى من خلال المشاريع الصغرى والمتوسطة. كما أبدى المتدخل كل الاستعداد لبلورة آلية بالتعاون مع الأطراف المعنية ومؤسسة علي الشايب للعلم والثقافة والإعلام من أجل المساعدة في دعم الشباب في مرحلة تصوّر ودراسة المشاريع الممكن إحداثها وفق الآليات المتاحة.