تعيش مدينة المتلوي وكسائر مدن ولاية قفصة الايام الاولى لشهر الصيام بعد ان استكملت العائلات من قبل استعداداتها المادية واعداد كل ما يلزم من توابل وقهوة عربي التي تعد خصيصا لهذه المناسبة لتجمع افراد الاسرة في سمرهم الطويل في هذا الطقس الصيفي يعودون من خلاله الى استرجاع ذاكرة العاب فكرية بدا بعضها ينقرض شيئا فشيئا مع مرور السنين لكن في المقابل مازالت هذه الربوع تحافظ على عادات وتقاليد موروثة منذ القدم لعل اهمها التراحم بين العائلات والتزاور بين افرادها وتبادل الاكلات بين الاقارب بالخصوص.. وقد عرفت المنطقة منذ اكثر من قرن من الزمن بالعياطة" ايذانا بموعد الافطار والتي تستعمل خصيصا لعمال شركة الفسفاط كموعد لدخولهم وخروجهم من المنجم والورشات ولهذه العياطة خوار كخوار الثور مثل ما قال محمد الصالح الجابري في كتابه "يوم من ايام زمرة " ويبقى موعد السحور من خلال جولة بوطبيلة او الطبال كما يقال هنا محافظا بذلك على عادات بقية جهات ولاية قفصة... وفرة الخضر والغلال.. تميز اليوم الاول لشهر الصيام بوفرة للخضر والغلال سواء منها المحلية او الموردة من مناطق اخرى ولم يجد المستهلك صعوبة في توفير مستلزماته الا ان الاسعار متضاربة من محل الى اخر ويعزى ذلك حسب ما اجمع عليه عدد من المواطنين الذين التقيناهم بالاسواق الى لجوء بعض التجار الى الاحتكار والتحكم في الاسعار كما يشاؤون في غياب المراقبة الاقتصادية -التي حسب مصادرنا- ستضرب بقوة في الايام القادمة.. وقد استحسن البعض وجود نقاط بيع الخضر خارج السوق المركزية باسعار في المتناول الا ان البعض وخاصة التجار يعتبرها انتصابا فوضويا في حين ان هذه المحلات عرفت بها المنطقة منذ القدم في هذا الشهر الكريم حيث تتوفر عديد الاشياء مثل الخبز والبيض العربي والزيتون وغيره والتي يرغب فيها الصائم.. وبخصوص الفضاءات التجارية الكبرى التي تشهد اكتظاضا ملحوظا منذ الايام الماضية فقد توفرت بها كل المواد الاساسية باستثناء فقدان انواع من الحليب التي تعود على تناولها البعض ويرى المستهلك ان الاسعار مرتفعة..