بعد تجارب مختلفة في التنشيط الثقافي والإدارة والأعمال المسرحية في التمثيل والكتابة والإخراج على غرار"خيوط العشقة" وآخرها المشاركة في"شكسبير أش جابو لينا" للمخرج محمد كوكة، يستعد المسرحي معز حمزة لخوض تجربة مسرحية جديدة مع فرقة دروب للإنتاج المسرحي تتمثل في مسرحية "إخصاء" في نص لعلي دب مقتبس عن"محاكمة سقراط". وقد اعتبر هذه المسرحية بمثابة الانخراط الفني، وعلى طريقة الفن الرابع الناطق ثورة، في الوضع الراهن الذي تعيشه تونس اليوم من اعتداءات وضرب لكل ما هو إنساني وتطور وحضارة سواء طال هذا الهدم، حسب رأيه، أشخاصا يمثلون رموز الفكر والمواقف البناءة والدعاة إلى الفكر والتطور أو طال أفكارا ومبادئ ومكتسبات وآثارا. إنه يعتبر هذا العمل المسرحي دعوة صريحة للعودة إلى التاريخ الإنساني من خلال التوقف عند تجارب مماثلة كان العلماء والمفكرون أبرز ضحاياها إذ يقول في ذات السياق:" يكفي التذكير في هذا العمل المسرحي بما عرفه كل من الفيلسوف سقراط وابن رشد الذي أتلفت كتبه و"غاليلي" الذي حرق بسبب رفض اكتشافه أن الأرض تدور. وهي محاولة مسرحية، وعبر رحلة كاملة مع أسماء رمزية، تعالج قضية إخصاء الفكر لكن عن طريق طرح فني فيه من الجمالية والرمزية ما يجعل المسرحية قريبة من المتفرج التونسي ومن همومه وهواجسه وواقعه". كما اعتبر معز حمزة خيار الرمزية والمقاربة الزمنية والفكرية في المسرح من العوامل التي ترتقي بالعمل وتنأى به عن السقوط في المباشراتية لكنه اشترط في المقابل أن تكون أدوات العمل قريبة من المواطن التونسي وواقعه من حيث اللغة والشكل والطرح. ليكون العمل مفتوحا لمختلف درجات القراءة والتأويل وذلك من خلال استجابته للشروط الأساسية في طريقة ممارسة العمل المسرحي فنيا وتقنيا ودون السقوط في الغموض المبهم. كما اعتبر أن في تأجيل عروض مسرحية "شكسبير أش جابو لينا" للمخرج محمد كوكة تأثير على عدم رواج هذا العمل المسرحي القيم داخل تونس. لا للسلبية من جهة أخرى دعا محدثنا المسرحيين بصفة خاصة وأهل الثقافة والفنون بصفة عامة إلى السعي للتجاوب مع المرحلة عبر تقديم أعمال تجسد انخراطهم في فعل البناء والمساهمة في بلورة ملامح المرور الديمقراطي وخدمة أجندة تونس دون سواها. وانتقد الموقف السلبي لأهل الثقافة وتواصل غيابهم عن المشهد العام إلى حد الآن. لأنه يرى أنه يتوجّب على هذه الشريحة أن تتحرّك بقوة وتلعب دور القيادة والفعل مثلما هو مطلوب منها وليس الهروب والاكتفاء بالمشاهدة وتتبع الأحداث. وأضاف في ذات الإطار قائلا:" المجال مفتوح للمبدع للمساهمة في وضع الخطوط العريضة للمرحلة وأيضا لرسم حيثياتها طالما أنه الوحيد الذي يمتلك كل أدوات الإبداع. وبالعودة إلى تاريخ الثورات وخاصة الثورة الفرنسية نتأكد من أهمية هذه الحقيقة. لذا وجب ترك النزعات الشخصية أو المصلحية الضيقة والوثوق من القدرة على لعب دور كبير في هذه المرحلة دون خوف أو وجل لأن مصلحة الوطن وأبناءنا تتطلب ذلك". مسرح قربة البنّاء وفيما يتعلق بمهرجان قربة الوطني لمسرح الهواة في دورته التاسعة والثلاثين بيّن محدثنا أن دورة هذا العام التي اختتمت مؤخرا وترأس لجنة التحكيم فيها وكان من بين المساهمين في تنظيمها، كانت استثنائية على جميع الأصعدة خاصة أنه كان مشاركا في أغلب دورات المهرجان. نظرا للصعوبات الكبيرة التي عرفها المهرجان في هذه الدورة. وأكد أنها تبقى دورة البناء والتأسيس للمسرح في تونس من خلال خيار الهيئة المسيرة لها بتغيير منظومة المسابقة في ظل الظروف المادية الصعبة، وامضاء اتفاقيتي شراكة الأولى مع مهرجان أيام قرطاج المسرحية في دورتها الحالية وعلى أساسها يتم اختيار ثلاث مسرحيات للمشاركة في الأيام. والاتفاقية الثانية تمت مع إدارة الفنون الركحية بوزارة الثقافة تنص على أن نفس الأعمال المتوجة يتم إيفادها رسميا للمشاركة في مهرجانات وتظاهرات دولية. وهو ما اعتبره معز حمزة أهم دعم يحظى به الهواة في بداية تجاربهم.