كيف سيكون ردّ حركة النهضة بعد أن طالبها الرباعي الراعي للحوار بتوضيح موقفها من خارطة الطريق "لمبادرة المجتمع المدني لتسوية الأزمة السياسية"؟ متىستنتظر مكونات المجتمع المدني قرار الترويكا النهائي؟
اعتبر قيس سعيد أستاذ القانون الدستوري والمحلل السياسي أن المؤتمر الصحفي للرباعي الراعي للحوار "قد أعادنا الى النقطة الصفر"، وبدا واضحا -حسب رأيه- أن القضية سياسية تتعلق بالسلطة وليست بخارطة الطريق، فمن فيها لا يريد التنازل عنها ومن خارجها يريد الوصول اليها في اقرب الاوقات. وبين سعيد أنه من الصعب التكهن بالمدة التي ستستغرقها "الترويكا" وحركة النهضة من أجل الإفصاح عن موقف نهائيّ كما ان نسبة الرفض تعادل نسبة الموافقة.. وأضاف: "لا شك أن تشهد الساعات القادمة تصريحات وتصريحات في المقابل وسيمضي الوقت، كما يبدو أن الطريق مازال طويلا". ولم يستبعد سعيد أن يمثل اجتماع مجلس الشورى الفيصل بالنسبة لحركة النهضة ومن ورائها الترويكا.. كما رأى أن "النهضة لن تتنازل عن مبدإ إدخال تعديلات على خارطة الطريق" فلن توافق على المبادرة أو خارطة الطريق في شكلها الأصلي.. خاصة انها تعتبرها خارطة غير واضحة.. كما بيّن محمود بالسرور عضو التيار الإصلاحي داخل حزب التكتل أن المبادرة المقترحة من قبل الرباعي كانت بمثابة مفتاح حلحلة الأزمة التونسية واجهها موقف غامض من قبل حركة النهضة أقرب الى الرفض منه الى القبول.. وبيّن أن مجلس الشورى سيكون له الكلمة الاخيرة هذا اليوم. ولفت بالسرور الانتباه الى ما بعد موافقة حركة النهضة والترويكا واعتبر انه من الضروري توضيح مبادرة المجتمع المدني لتسوية الأزمة السياسية أكثر وذلك بضبط فترة عمل الحكومة القادمة وتحديد برنامج عملها تفاديا لأيّ مستجدات من قبيل التراجع عن المواقف أو محاولات عرقلة ما تبقى من المرحلة الانتقالية. وأشار في نفس السياق الى ان حركة النهضة منطوية تحت طائلة التنظيم الدولي للإخوان المسلمين تلتزم بمواقفه العامة، وتطور الاحداث في مصر من شأنه ان يؤثر في القرار الذي من المنتظر ان تتخذه الحركة في خصوص مبادرة المجتمع المدني لتسوية الأزمة السياسية.